نحو إسلام الرسول

(147) 15/3/2014 (الفقه القرآني … والفقه السلفي )

اليوم، وبعد أن أصبح العالم قرية واحدة، بفضل هذه الشبكة العنكبوتية العالمية…، ومن منطلق “الآية القرآنية” التي جعلها الله تعالى حجة على العالمين إلى يوم الدين…، فإن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى “فقه قرآني”، يتفاعل مع آليات التفكر والتعقل والتدبر….، آليات عمل القلب، لمواجهة التحديات المحلية والعالمية، برؤية حضارية، تحقق للناس أمنهم، وحريتهم، وسعادتهم.
و”الفقه” هو “فهم” ما يحتاج إلى إعمال آليات عمل القلب: آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، فإذا تعلق بالشريعة الإسلامية فلا يخرج عن “الفقه القرآني”، أي الفهم القرآني لنصوص “الآية القرآنية”.
أما “الفقه” بمعناه “السلفي” فلا علاقة له بـ “الفقه القرآني”، بل ويتصادم معه!!
لذلك أرى أنه لا يجب على أصحاب مشاريع تجديد الفكر الإسلامي، وتطوير الفقه السني…، ضياع ساعة واحدة في بيان ما أصاب “الفقه السلفي” من تغييب عقلي، وتخلف حضاري، فكل هذه الجهود تبذل خارج دائرة ما يجب أن يكون، وما أمر الله باتباعه، فأئمة وعلماء السلف [والخلف] قد أعدوا لكل سؤال جوابا، ولكل شبهة مخرجا…، والعامة من المسلمين هم الضحية!!
إن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى “فقه قرآني”، يحكم قلوب الناس، ويحافظ على سلامتها، ويضمن لهم السلامة والنجاح والرقي في كافة مناحي الحياة، بلغة علمية معاصرة، تعيد للمسلمين خيريتهم، وكرامتهم، وعزتهم.
إنه لا مفر من دعوة المسلمين إلى إعادة قراءة القرآن قراءة علمية، باعتباره “آية قرآنية” معاصرة، وليس فقط كتابا إلهيا، الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال “موسوعة للفقه القرآني المعاصر”، يخلع فيها المسلمون ثوب الفرقة والمذهبية، ويرتقوا إلى مستوى الفهم الحضاري لفاعلية نصوص “الآية القرآنية”، في إقامة الشهادة على الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
لقد شاء الله تعالى أن يترك المسلمين لاختياراتهم، فإذا استيقظوا من سباتهم، وأرادوا التغيير، وأعدوا له عدته التي أمرهم بها…، أيدهم بنصره، ومَكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.

“وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ”.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى