هل يحل لمسلم أن يُكفر مسلما اتباعا لسنة الرسول؟!
وهل يحل لمسلم أن يقتل، أو يفجر نفسه، لأي سبب كان، اتباعا لسنة الرسول؟!
وهل يحل لمسلم أن يُفسد في الأرض اتباعا لسنة الرسول؟!
وهل يحل لمسلم أن يستحل أموال وأعراض المخالف له في الملة أو المذهب اتباعا لسنة الرسول؟!
وهل يحل للمسلمين أن يظلوا قرونا من الزمن متخلفين، عالة على غيرهم، تُنتهك حرماتهم، وتسلب خيراتهم، ويُعتدي على مقدساتهم، بدعوى أنهم مستضعفون؟!
وهل الإيمان بالله إقرار من ذات الإنسان، أم إقرار آبائه نيابة عنه؟!
أو ليس المرتد هو الذي رجع عن ملته بعد أن اختارها بإرادته، وهو في كامل قواه العقلية، وبكامل حريته، دون ضغط اجتماعي، أو إرهاب فكري مذهبي؟! فمن من البشر اختار ملته بإرادته ليُحكم عليه بالردة؟!
وهل إذا بلغ الإنسان رشده، وعرف الحق، ووجد الحق يخالف ملته التي تربى عليها، هل عليه أن يكتم إيمانه خوفا من سيف الردة المسلط على رقبته؟!
ولقد خلق الله الإنسان بآليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، ليتحمل مسئولية التعرف على الإله الذي خلقه، وعلى الرسول الذي حمل إليه رسالة ربه…، وذلك على أساس علمي، وليس تقليدا لآبائه، فهل قام المسلمون بتفعيل هذه الآليات، فآمنوا بإله واحد، وبرسول واحد، وبكتاب واحد؟! إذن فلماذا تفرقوا وتقاتلوا وتخاصموا، وقد (حرم الله) عليهم ذلك؟!
تدبر قوله تعالى:
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ [31] مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [32] الروم
وتدبر قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [159] الأنعام
فأين القلوب التي تفاعلت مع كلام ربها، فلم تجد سبيلا إلى مرضاته، إلا الاعتصام بكتابه؟!