* ماذا قدّم «محمد شحرور» لأزمة تفرق المسلمين في الدين؟! لا شيء.
* ماذا قدّم «محمد شحرور» لأزمة جهل المسلمين بلغة القرآن؟! لا شيء.
* ماذا يعلم «محمد شحرور» عن لغة القرآن غير أنه استعان بـ «جعفر دك الباب» ليوظفها له حسب هواه، كما أثبتنا ذلك في كتابنا الأخير عن:
«نقض منهجية القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم»؟!
* ماذا يعلم «فلان … وفلان …»، من نجوم التنوير الظلامي الإلحادي، عن لغة القرآن العربية؟!
* ماذا يعلم، الذين يضعون كل دقيقة منشورًا في نقض روايات فرقة أهل السنة، عن لغة القرآن العربية؟!
* لماذا يكره المسلمون لغة القرآن العربية؟!
* لأن الإنسان يكره ما يجهل.
– والمسلمون ورثوا «الجهل بلغة القرآن» وهم في بطون أمهاتهم.
– وحصلوا على «الهوية الإسلامية» دون أن يدخلوا أصلًا في «دين الإسلام»، ودون أن يدفعوا «مليمًا واحدًا» ثمنًا لها.
– وورثوا «شرك التفرق في الدين» وكلٌ منهم سعيد بأن فرقته هي «الفرقة الناجية».
والسؤال:
هل نجح «إبليس» في إغواء المسلمين وضمّهم إلى «حزب الشيطان» أم لم ينجح؟!
والجواب:
نجح بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
# أولًا:
هناك آلاف الآيات القرآنية، المتعلقة بـ «ملة الوحدانية»، التي إذا لم تُفهم بـ «لغة القرآن العربية»، كانت هي الباب الذي يخرج منه المسلمون من «ملة الإسلام» إلى «ملة الشيطان».
هناك مئات الآيات القرآنية، المتعلقة بـ «أحكام القرآن»، ومنها طبعا «الصلاة»، التي إذا لم تُفهم بـ «لغة القرآن العربية»، كانت هي الباب الذي يخرج منه المسلمون من «أحكام الإسلام» إلى «أحكام الشيطان».
ولكن السؤال:
إذا كانت «لغة القرآن العربية» على هذه الدرجة من الأهمية، وكان هجرها في مقدمة الكبائر التي حرّم الله ارتكابها، فلماذا لم تهتم المؤسسات الدينية ورجال الدعوة الإسلامية ببيان ذلك؟!
والجواب:
لأن من الصفات الرئيسة لـ «الكهنوت»، على مستوى جميع الديانات، أن يسعى الناس إليه ولا يسعى هو إليهم، وأن يحتفظ لنفسه بما يجعله دائما مطلوبًا، وأن يكون مما يحتفظ به، يصعب على الناس الحصول عليه إلا عن طريقه، وفي مقدمة ذلك لغة الكتب التي أرسل الله الرسل بها.
ومن آلاف الآيات التي يمكن أن يكون جهلك بلغة القرآن سببًا في تشكيك بصحة نسبتها إلى الله، قول الله تعالى «الأنعام / ٢٧-٣٠»:
١- «وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ»:
أي: عرضوا على النار وعاينوها، ومن عاين شيئًا وقف على ماهيته:
* بقرينة قولهم بعدها:
– «فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا»
– «وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»
ـ «بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ»
– «وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ»
– «وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ»
* وبقرينة قول الله في سياق الآية التالية: «قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ»:
٢- «وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ»:
* فهل نفهم هذه الجملة القرآنية كما فهمنا: «وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ»، بمعنى أنهم عرضوا على ذات الله وعاينوها، ومن عاين شيئًا فقد وقف على ماهيته، ثم بعد المعاينة قال الله لهم:
– «قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ»
– «قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا»
– «قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ»؟!
* طبعا هذا الفهم غير صحيح على الإطلاق، ويُخرج صاحبه من «ملة الوحدانية» ومن «دين الإسلام»، بسبب جهله بـ «لغة القرآن العربية».
٣- ولذلك كان لابد من الاستعانة بعلوم اللغة العربية وما يُعرف بـ «المفهوم الضمني»، والبحث عن الشيء المحذوف من السياق، والذي يجب أن يعلمه من له دراية بعلم السياق، وهو:
«وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى (أمر) رَبِّهِمْ وما توعدهم به من (العَذَاب) بما كانوا يكفرون».
وأضيفت الربوبية إليهم، «وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ»، لأنهم يؤمنون بها، وأن الله هو الذي خلقهم ورزقهم ودبّر شؤون حياتهم، الأمر الذي اقتضى أن يقوموا بعِبادته حق العبادة، ومع ذلك لم يفعلوا، ولم يُؤمنوا به، ولا برسله، ولا عملوا حساب هذا اليوم.
# ثانيًا:
تأتي كلمة «على»:
١- «فعلًا»: بمعنى ارتفع:
* «علا نجم فلان»
٢- «اسمًا»: بمعنى فوق: ويُشترط دخول «مِن» عليها:
* «سقط الكوب من على المائدة»
* «حرفًا»: وتأتي بمعان مختلفة:
١- إلى:
– «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ»
٢- عن:
– «وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»
٣- عند:
– «وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ»
٤- بين:
– «وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ»:
٥- في:
– «وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا»
٦- اللام:
– «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»
٧- مع:
* «وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى»
* «وإنّ ربَّكَ لذو مغفرةٍ للنّاسِ على ظُلمهم»
* «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ»
* «فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ»
٨- الشرط:
– «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً»
٩- الاستعلاء:
– حسي:
«وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ»
– معنوي:
* «وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ»
* «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ»
* «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء»:
والسبب:
* «بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»
* «وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ»
– مجازي:
«أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى»
فهل يُعقل أن يكون على النار هدى؟!
١٠- إسناد الأمر إلى الله:
– «وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ»
* وهنا، وتحت هذا الباب، موضوع شبهة:
«إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ»: أي على أمر ربهم.
# ثالثًا:
إن ما سبق بيانه، ما هو إلا قطرة من بحار لغة القرآن العربية.
والسؤال:
١- كم عدد المسلمين، شيوخًا وشبابًا، الذين إذا سألتهم عن معنى حرف «على» في الآيات السابقة، أجابك إجابة صحيحة؟!
إذن، فلماذا يبكون على أولادهم عندما يأكل الإلحاد قلوبهم؟!
٢- يتصور البعض، من الذين اتخذوا إلههم هواهم، أنهم عندما يكفرون بالتراث الديني ومروياته، وبأئمته وشيوخه وفقهائه، يكونون بذلك قد دخلوا في «دين الإسلام»، وأصبحوا مؤمنين حقًا.
والحقيقة أنهم واهمون، ذلك أن الشيء الذي كفروا به هو تراث الفرقة التي ولدوا فيها، فرقة أهل السنة والجماعة، التي لا نرى نقدًا ولا نقضًا على الفيس بوك إلا وكان يتعلق بها.
٣- السبب:
أن أصحاب هذه المنشورات لم يدخلوا أصلا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، ولا علاقة لهم بـ «لغة القرآن»، ويعيشون حياتهم اليومية داخل منظومة:
«الهوس الديني ـ الإفلاس العلمي ـ التنوير الظلامي»
يسرقون الأفكار، من هنا وهناك، وينشرونها بغباء لأنهم ليسوا هم أصحابها، ويتبعهم العشرات والمئات بـ «إغواء إبليس»، فيظنون أنهم يقولون الحق، والحق أنهم «الأَخْسَرونَ أَعْمَالاً»:
*«الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»:
– «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ»
– «فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ»
– «فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً»
٤- وطبعا سيقولون:
نحن نشهد الشهادتين، ونؤمن بآيات ربنا ولقائه، ونقيم الشعائر التعبدية كلها …، إلى آخر ما كان يقوله «المنافقون» في إجابتهم على يتهمهم بالنفاق، حتى لو كان الذي اتهمهم هو الله تعالى، تخيلوا:
* «وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى»
* «وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ»
وهل «إغواء الإبليس» إلا أنه يُزيّن الباطل في القلوب الغافلة التي لم يدخلها الإيمان الحق، ويبعدها تماما عن الاقتراب من «لغة القرآن العربية»؟!
* وتذكر:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا من امرئ لم يدخل في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه الناس في عصر التنزيل، باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد، القائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- أنه بدون منهجية علمية تحمل أدوات مستنبطة من القرآن، وفي مقدمتها علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني، لا أمل أن يفهم القرآن الذين يجهلون هذه المنهجية، ولذلك يكونون الصيد الثمين بين أنياب الملحدين.
٣- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين، فإذا وجدت في هذه المقالات غير الذي أمر الله به في القرآن، فأفدنا بعلمك.
٤- أما «ما هو كائن» في حياة المسلمين اليوم، فيتعلق بمسؤولية كل فرد الدينية، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري