نحو إسلام الرسول

(1452) 5/6/2020 «مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى»

وما زال التحذير مستمرًا:
«لن يدخل الجنة من يجهل لغة القرآن العربية»
والسبب هو:
أن شرط دخول الجنة أن يكون القلب سليمًا:
* «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»
– «القلب السليم» هو:
الذي تعمل آلياته بكفاءة عالية: آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر … إلى آخر الآليات، ولا يكون تابعًا مقلدًا بغير علم.
– «القلب السليم» هو:
الذي فهم الفرق بين «الإنزال» و«الجعل»، وعلاقتهما بـ «التعقل»، في قول الله تعالى:
* «إِنَّا – أَنزَلْنَاهُ – قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»
* «إِنَّا – جَعَلْنَاهُ – قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»
– «القلب السليم» هو:
الذي لا يقع فريسة أبدًا في فك شيطان مخبول، يقول له على «الفاعل» إنه «مفعول» فيصدقه ويتبعه في منظومة الإلحاد في أحكام القرآن، ويكفر بعلوم اللغة العربية ومعاجمها، وبـ «منظومة التواصل المعرفي»، ويقول على الخنزير «بقرة»، وعلى المسجد «وزارة».
– «القلب السليم» هو:
الذي يكون على دراية بـ «علم توجيه الضمائر» في السياق القرآني، حتى لا يجعل الضمير عائدًا على الله وهو عائد على الشيطان!!
# أولًا:
«بدعة المعراج»:
إن قول الله تعالى «الإسراء / ١»:
* «سُبْحَانَ الَّذِي»:
– «أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً»
– «مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ»
– «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»
– «إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ»
مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالآيات «النجم / ١-١٨»، التي جاءت مبيّنة ومُفَصّلة لجملة «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»:
توجيه الضمائر:
– «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى»:
أي: رسول الله محمد.
– «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى»:
أي: رسول الله محمد.
ـ «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأعْلَى»:
أي: جبريل عليه السلام.
ـ «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى»
أي: جبريل وهو ينزل بالوحي على الرسول، عليهما السلام.
* ونلاحظ هنا أن جبريل هو الذي «دَنَا فَتَدَلَّى» ورسول الله في مكانه، لم يَصعد ولم يُعرج به.
ـ «فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى»:
أي: أوحى جبريل إلى محمد «عَبْدِهِ»، وما رآه محمد كان «عين اليقين».
ـ «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى»
أي: أن جبريل ما زال ينزل ويقترب من الرسول الذي رأى ما ذكره سياق الآية، والذي أجمله الله بقوله تعالى:
ـ «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»
وهذا معنى قوله تعالى «الإسراء / ١»:
* «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»
ولماذا قلت: إن «المعراج» بدعة؟!
ذلك أن هناك آية في نفس سورة الإسراء «الآية ٩٣» تنفي تماما أن يكون الرسول قد غادر الأرض وصعد إلى السماء، كما طلب منه المشركون أن يفعل ذلك، والتي يبدأ سياقها بقول الله تعالى «الإسراء / ٩٠»:
* «وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً»
إلى آخر طلباتهم «الإسراء / ٩٣»:
* «… أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ – وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ – حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ»
ثم تدبروا جيدًا ماذا قال الرسول لهم تنفيذا لأمر الله تعالى:
* «قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً»
والسؤال:
كيف يُعرج برسول الله محمد إلى السماوات، ويرى الآيات التي ذكرتها الروايات، ولا توجد إشارة قرآنية واحدة لهذا المعراج المفترى؟!
# ثانيًا:
١- إن «واو العطف» التي بدأت بها الآية «الإسراء / ٢»:
* «وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ»:
– «وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ»
– «أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً»
تُسمى «واو الاستئناف»، التي تستأنف موضوعًا جديدًا وتعطفه على ما قبله، فلا توجد علاقة مطلقا بين:
(أ): «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»:
الذي لم يُطلق اسمه إلا بعد بعثة رسول الله محمد.
(ب): «آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ»:
هذا الإيتاء الذي حدث قبل بعثة رسول الله محمد بقرون من الزمن.
٢- أن «المكان» الذي انطلق منه الإسراء هو «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»، ولا مكان غيره كما تدعي الروايات التي تفتري على الله الكذب.
والسؤال:
هل يُعقل أن يترك الله «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»، الذي انطلقت منه «آية الإسراء»، لشياطين الإنس والجن، يُحرّفون مُسَمَّاه، والنداء للصلاة الذي كان يُرفع فيه، وعدد الصلوات الخمس التي كانت تُقام فيه؟!
والجواب: يستحيل:
إذن فالذين أعطوا ظهورهم لـ «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»، الذي هو «قبلة» المسلمين في صلاتهم، وكفروا بـ «الصلوات الخمس»، وقال فريق منهم إنها «صلاتان»، وقال آخر إنها «ثلاث صلوات»، أقول لهم:
إن الله تعالى، الذي تقولون «حسب فهمكم الجاهلي»، إنه بيّن وفصّل كل شيء في القرآن، لم يضع في هذا القرآن «بوصلة الصلاة» كالموجودة في أجهزتكم المحمولة.
فما هو «المصدر المعرفي» الذي تتبعونه في معرفة «قبلة الصلاة» التي تستقبلونها في صلاتكم؟!
سيضعون رؤوسهم في الرمال، وينظرون إلينا من طرف خفي ويقولون:
إنه «منظومة التواصل المعرفي» التي نكفر بحجيتها!!
من أجل ذلك وصفهم الله تعالى بقوله:
* «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ»:
– «يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ»
– «إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ»
– «بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً»
٣- «الْمَسْجِدِ الأَقْصَى»:
لا يوجد في القرآن أي بيان أو تفصيل لـ «الْمَسْجِدِ الأَقْصَى»، غير أن الله تعالى بارك حوله «الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ»، وإسناد «المباركة» إلى الله، وليس إلى المسجد أو المكان الموجود فيه، لبيان أنها «مباركة مطلقة».
فإذا ذهبنا إلى «منظومة التواصل المعرفي» نعلم أن «بيت المقدس» كان موجودًا في زمن النبي، وإطلاق «المسجد» عليه، من باب ما سيؤول إليه مستقبلًا، حسب علم الله تعالى.
وانطلاقنا من التوجه «نحو إسلام الرسول»، وأننا نتعامل مع القرآن باعتباره «الآية الإلهية العقلية» المعاصرة للناس جميعًا اليوم، وليس أمس:
فإننا نؤمن بـ «المسجد الأقصى» الموجود في مكانه اليوم، إيماننا بـ «المسجد الحرام» الموجود في مكانه اليوم.
* معلومة لمن لا يعلمها:
إن الذين يعرفون «محمد مشتهري» عن قرب، يشهدون بشخصيته الهادئة الحكيمة، التي تأثرت كثيرًا في توجهها «نحو إسلام الرسول» بمناهج البحث العلمي الأكاديمي، التي تفرض على الباحث أن يضع كل شيء في مكانه الصحيح، ولا يأتي بوقائع غير موثقة علميًا وتاريخيًا.
ثم إذا بهذه الشخصية الهادئة الحكيمة تتحول فجأة، في سياق النهي عن «المنكرات الدينية»، إلى شخصية مختلفة تماما من الشدة والغلظة.
أقول هذا، لأن هناك بعض الأصدقاء ينشغلون بشخصية «محمد مشتهري» الشديدة التي تغلظ في القول مع أصحاب بعض التعليقات، ويُعطون ظهورهم لها عندما تقوم بالتعقيب بهدوء وحكمة على تعليقات أخرى، أصحابها يعلمون أدب الحوار.
محمد السعيد مشتهري
لا يتوفر وصف للصورة.
٢٢أنت، Ahmed Saed، Hossam Soltan و١٩ شخصًا آخر
تعليقان
٩ مشاركات
أعجبني

تعليق

مشاركة

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى