الإجابة:
لأن القلوب التي تستغفر وتتوب ليل نهار دون أن يدخلها الإيمان، من أين يأتيها عطاء الله ونعمه التي لا تُحصى؟!
إن كل الذين يعيشون داخل نعم الله التي لا تُحصى، وكما يقولون: «يلعبون بالأموال لعبًا»، ولم يدخل الإيمان قلوبهم، هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم:
* «أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ؟! … بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ»
١- عند النظر للفعل «غَفَرَ» ومشتقاته يظهر لنا دلالته على معنى «الستر والتغطية».
٢- ولقد استعمل السياق القرآني مع الفعل «غَفَرَ» الصيغ الفعلية الثلاث «الماضي – المضارع ـ الأمر» إلا أن الفعل المضارع كانت له الصدارة بينها، وهذا من أساليب القرآن البلاغية.
٣- إن الفعل المضارع يدل على الحدوث والتجدد، و«مغفرة الله» لذنوب الناس «مستمرة» قائمة بينهم إلى يوم الدين.
٤- ولقد تحدثنا في دروس رمضان عن الفعل «المجرد» والفعل «المزيد»، وقلنا إن «الفعل المزيد» هو ما زيد على حروفه الأصلية حرف أو أكثر لغرض من الأغراض، وتعتبر هذه الزيادة إلحاق الكلمة ما ليس منها، أو إضافة حرف أو أكثر إلى الأصل.
٥- وتنوعت صيغ «الفعل المجرد» لمادة «غَفَرَ»، وهي:
«غَفَرَ – تَغفِرُ – تغفروا – نغفرُ – يغفرون – يغفروا – يغفر – أغفر»
٦- وتنوعت صيغ «الفعل المزيد» لـ «غَفَرَ» وهي:
«استغفَرَ – استغفرت – استغفروا – اسْتَغْفِرُ – لأستغفِرَنَّ – نستغفرُ – يستغفِرُ – تستغفرون – يستغفرون – يستغفرونه – اسْتَغْفِرْ – استغفره – استغفروه – استغفري»
٧- وفعل الأمر «إسْتَغْفِرْ»:
يعني طلب حصول «الغفران»، ويُعرف فعل الأمر بعلامتين مجتمعتين وهما:
(أ): دلالته على الطلب.
(ب): قبوله ياء المخاطبة.
٨- كلمة «غَفَّار» على وزن «فَعَّال»، والأصل فيها المبالغة في الفعل على وجه الملازمة والدوام:
فقولنا: «الله غَفَّار»: أي الذي يغفر ذنبًا بعد ذنب على الدوام، وهي أقوى دلالة من قولنا: «الله غافر».
٩- ولقد قال نوح، عليه السلام، لقومه:
«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً:
– يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً
– وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
– وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً»
فصيغة «غفّار» دالة على أن «المغفرة» ضمن نسيج فعاليات أسماء الله الحسنى «وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» التي تقتضي التجدد والتكرار دومًا.
والسؤال:
* هل علمتم لماذا لم تعد السماء تُمطر مطرًا مباركًا فيه شفاء للناس؟!
* هل علمتم لماذا أصبحت السماء تُمطر «كورونا»؟!
* هل علمتم أهمية علوم اللغة العربية في فهم واستنباط أحكام القرآن؟!
* هل علمتم لماذا كتبت سلسلة من المنشورات بعنوان:
«لن يدخل الجنة من يجهل لغة القرآن العربية»
* هل بدأت تتعلم اللغة العربية وتعلمها أولادك وأحفادك؟!
والجواب:
إذا ظل «ما هو كائن» في حياة المسلمين، حاكمًا على «ما يجب أن يكون»، فاعلم أنك تعيش في أمة «المنافقين».
محمد السعيد مشتهري