نحو إسلام الرسول

(144) 8/3/2014 (لا تجلدوا أنفسكم، ولكن … هل هذا هو “الإسلام”؟!)

لقد انشغل أئمة السلف بمدوناتهم الدينية، وما حملت من اجتهادات، وشروح، وحواشي على الشروح، وهوامش على الحواشي…، إلى أن أُغلق باب الاجتهاد، منذ ألف عام تقريبا، تاركا وراءه كَمّا هائلا من أمهات كتب التفسير والحديث والفقه!!
لقد تحول الإسلام من “آية قرآنية”، حفظ الله نصوصها إلى يوم الدين، إلى روايات آتاها الباطل من بين يديها ومن خلفها…، ومن منظومة حياتية فاعلة في حياة الناس، إلى منظومة فكرية معقدة، لا يحمل مفاتيحها إلا أئمة السلف!!
لقد أصبح المتحدث الرسمي باسم “الإسلام” هم علماء الدين، ومنابر الدعوة، وأمهات الكتب، والمؤسسات والمعاهد الدينية، وخطباء الجمعة، والدروس والمواعظ، والبرامج الدينية، … والمسلمون على هذا الحال قرونا من الزمان!!
لقد أصبح “الإسلام” كلاما في كلام، أي “مكلمة”، ولم يحول المسلمون الكلام إلى عمل، ولم يقيموا الدين بل تفرقوا فيه، ولم يقيموا الشهادة على الناس، ولم يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور!!
لقد هجر المسلمون السنن والقوانين الكونية، واغلقوا الباب على أنفسهم، وألقوا مفتاحه في عرض البحر!!
لقد عاش المسلمون داخل دائرة مغلقة، هي دائرة “الفكر الإسلامي”، كلٌ حسب مذهبه العقدي والتشريعي، لذلك لم يقفوا على الصورة الكاملة لحياة الشعوب، ولا على العلوم والمعارف العالمية، ودورها في بيان فاعلية آيات الآفاق والأنفس في الكون!!
فهل ظلم الله تعالى المسلمين عندما تركهم يسيرون في طريق التخلف الحضاري!!
ومع وضوح مأساة المسلمين، كوضوح الشمس في كبد السماء، إلا أن هناك من يعتقدون أن ما أنشره على هذه الصفحة جلد للذات، وأن الأفضل أن أضع الحلول البديلة لهذا الجلد!!
وحسب خبرتي المتواضعة، أعلم، أن الذي يسأل كثيرا عن الدواء، هو الذي لن يستخدمه، إلا في حالة واحدة:
أن يؤمن أن مرضه من الأمراض العضال، وأن هذا الدواء هو الوحيد الذي يشفيه!!
فإذا اعترف المسلم بالمرض، وآمن بضرورة البحث عن الدواء، فإنه لن ينتظر حتى يأتيه الدواء وهو جالس في بيته!! إنه لن ينام، وسيبحث عن الذين أصابهم المرض مثله، ويقيمون غرفة عمليات، ويعلنون حالة الطوارئ…، لأنها ليست قضية فرد وإنما قضية مجتمع!!
إننا دائما نبحث عن الدواء، ولو صَدَقْنا، ما انتظرنا حتى يأتينا الدواء [صُدْفَة]!!

* “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”
“وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ”
“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”

 

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى