نحو إسلام الرسول

(1423) 9/5/2020 من صفات المنافقين

إن المنافقين في حقيقة الأمر، يسمعون وينطقون ويبصرون، فلماذا شبههم الله مجازًا هذا التشبيه البليغ، بالذين لا يسمعون «صُمٌّ» ولا ينطقون «بُكْمٌ» ولا يبصرون «عُمْيٌ»؟!

شبههم بذلك لإعراضهم عن دلائل الوحدانية المثبتة لصدق ما أنزله الله على رسوله محمد، وعدم انتفاعهم بمقتضياتها والعمل بها، الأمر الذي جعل قلوبهم قاسية «فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ»، و«لاَ يَعْقِلُونَ».

* «إن ما تسمعه الأذن يحكيه اللسان»:

قصة «أبو علقمة النحوي»:

لم يكن أبو علقمة النحوي يتحدث مع الناس إلا باللغة العربية الفصحى، حتى ضاق صدرهم منه، وأصبحوا لا يتعاملون معه، بما فيهم الغلام الذي يخدمه، وفي يوم استيقظ أبو علقمة مبكرا وأراد أن يعرف هل جاء وقت صلاة الفجر أم يستمر في نومه، فنادى على غلامه وقال له:

يا غلام: أصقعت العتاريف؟!

ولم يكن الغلام قد «سمع» هذه الكلمات من قبل، ولذلك لا يعرف معناها «مُسَمّاها»، فأراد أن يخاطب أبي علقمة بنفس اللغة غير المفهومة التي تعود أن يخاطب بها الناس، فاختار كلمة من الخيال لا تحمل أي معنى، وقال له: «زقفيلم».

وطبعا لم يكن أبو علقمة قد «سمع» بهذه الكلمة من قبل، ولذلك لا يعرف معناها، فقال لغلامه: وما «زقفيلم»؟!

فرد الغلام: وما «صقعت العتاريف»؟!

فقال له أبو علقمة: إنما قصدت هل «صاحت الديكة»؟!

فرد عليه الغلام: وأنا قصدت أنها لم تصح.

فـ «نم» يا سيدي.

* تُحكى هذه القصة لبيان:

– أن «الكلمة» التي لم تسمعها الأذن.

– لن يُطبع «مُسَمّاها» في القلب.

– ولذلك لن يفهم القلب معناها.

– ولن ينطق بها لسانه.

ذلك أن: «ما تسمعه الأذن يحكيه اللسان»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى