نحو إسلام الرسول

(142) 4/3/2014 (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..)

لقد أنعم الله تعالى على الإنسان بأربع نعم هي:
1- نعمة التكريم: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”: خلق الله الإنسان بصفات تميز بها عن سائر المخلوقات، وذلك ليقوم بمهمة استخلافة في الأرض على خير وجه، وأعلى هذه الصفات آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب.
2- نعمة المواصلات: “وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ”: وسخر الله للإنسان كافة وسائل النقل، في البر والبحر، وألهمه كيف يستعملها، واستطاع بتفعيل آليات التفكر والتعقل والنظر…، أن يسخر أيضا الهواء.
3- نعمة الغذاء: “وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ”: ولقد بيّن الله للإنسان ما ينفعه من الطعام والشراب، وكيف أن هذه النعمة ممكن أن تتحول إلى نقمة إذا لم يلتزم بحدودها: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا”.
4- نعمة التفضيل: “وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً”: ومن منطلق ما حمله الإنسان من صفات “التكريم”، مَكّنَ الله له تسخير كافة المخلوقات لصالح مهمة استخلافه في الأرض وإعمارها، تشريفا له وتفضيلا.
وحتى لا يغتر الإنسان بهذه النعم، جاءت لفظة “كثير” في قوله تعالى “وفضلناهم على “كثير” ممن خلقنا”، ليعلم أن هناك مخلوقات في عالم الغيب يمكن أن تكون أفضل عند الله، فليحذر من الغرور!!
والسؤال الذي سيفرض نفسه: هل كرم الله تعالى الإنسان ليكون فقط مستهلكا لهذه النعم، أم ليكون أيضا منتجا؟!
* لقد كرم الله الإنسان بفطرة إيمانية، وبآليات تمكنه من الإقرار بـ “الوحدانية، وجعل دلائل الوحدانية في الكون كله، ويسر له كافة الوسائل والمعلومات التي تعينه على الدخول في الإسلام…، واستهلك المسلمون من المعلومات الدينية كَمّاً هائلا يستحيل ترجمته بالأرقام، فأين ما “أنتجوه” في مقابل ما “استهلكوه”؟!
* وكرم الله الإنسان بالقدرة على “العمل”، ويسر له الأسباب والإمكانات التي تعينه على ذلك، واستهلك العالم المتقدم الإمكانات المتاحة له، وأنتج ما لا يخفى على ذي بصيرة…، فماذا صنع المسلمون بإمكاناتهم المتاحة، وأين ما أنتجوه، مقارنة بما استهلكوه؟!
* وأنعم الله على الإنسان بنعمة “الوقت”، فحرص العالم المتقدم على أن يكون استهلاك “الوقت” مقابل فائدة مرجوة، وألا يضيع الوقت في كلام مرسل عقيم، وأصبحت أجندة عمل اليوم معلومة مسبقا لصاحبها، فجاء انتاجه مقابل استهلاكه من “الوقت”…، فكيف يستهلك المسلمون أوقاتهم؟!
وقس على ذلك باقي مناحي الحياة.
* إن الإنسان مُكَرّمٌ بما ينتجه لآخرته، وليس بما يستهلكه في دنياه

* وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {70} الإسراء

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى