نحو إسلام الرسول

(141) 1/3/2014 (جدلية “كتابة” الحديث النبوي و”تدوينه”)

إذا افترضنا جدلا، أن ما نُسب إلى النبي من “أحاديث”، كان الصحابة قد (كتبوها) في حياة النبي، ثم (دوّنها) أئمة السلف بعد وفاته…، فهل يمكن اعتبار هذه “الأحاديث” شريعة إلهية، لأن الصحابة (كتبوها) في حياة النبي؟!
إن (كتابة) الحديث في حياة النبي، بصرف النظر عن كونها تمت بموافقة النبي أم لا، إذا حققت لها صحة النسبة إلى النبي، فإنها لا تحقق صحة النسبة إلى الله تعالى، فصحة النسبة إلى الله تعالى تحتاج إلى برهان قطعي الثبوت عن الله، وليس عن الرسول!!
إن الشريعة الإلهية لا تثبت حجيتها بصحة النسبة إلى الرسل، وإنما بصحة النسبة إلى الله، عن طريق “الآية الإلهية” الدالة على صدق بلاغ الرسول عن الله، كإثبات صحة نسبة “القرآن” إلى الله، وليس إلى الرسول!!
فهل “الأحاديث” التي نسبها الرواة إلى الرسول، حملت “الآية” الدالة على صحة نسبتها إلى الله تعالى، باعتبارها شريعة إلهية واجبة الاتباع؟!
الحقيقة، أنها لو حملت “الآية” الدالة على صحة نسبتها إلى الله، ما أتاها الباطل من بين يديها ولا من خلفها!!
والسؤال: كيف يقبل مسلم، أن يعبد الله، بنصوص شريعة، ما أنزل الله بها من سلطان؟!
هذا عن التحليل “المنطقي”.
فإذا ذهبنا إلى ما حملته لنا “منظومة التواصل المعرفي”، وجدنا أن هناك من أقاموا حجية “الأحاديث” على دعوى وجود (مدونات) للحديث في القرن الأول الهجري!! وهؤلاء نسألهم:
أين هي (مدونات) الحديث، التي شهدها القرن الأول الهجري، والتي لو وجدت ما ظهرت (مدونات) القرنين الثاني والثالث؟!
فهل كانت (مدونات) القرن الأول أقل علماً وأهمية وتوثيقا من (مدونات) القرنين الثاني والثالث؟!
وإذا كانت أقل علما وتوثيقا [وهي الأقرب إلى عصر الرسالة] إذن فمن أين جاء العلم والتوثيق لـ (مدونات) القرنين الثاني والثالث [وهما الأبعد]؟!
ولو أن صحابة رسول الله (كتبوا) الأحاديث في حياة النبي، لكان ما (كتبوه) هو المرجعية الوحيدة للحديث النبوي، ولجمعه الخلفاء الراشدون في كتاب واحد، دون أن يُنسب إلى أحد منهم، ولورثه المسلمون [جميعا] كتابا واحدا موثقا من “الخلافة الراشدة”، ولوصل إلينا اليوم على هذا الحال، كتراث ديني، وليس كشريعة إلهية!!
ولكن الذي حدث…، أن هذه “الأحاديث”، المنسوبة إلى النبي، ورثها المسلمون (مدونات) مختلفة، حفظها أئمة الحديث، كلٌ حسب مدرسته في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف، ولو أنها (كُتبت) في حياة النبي، وتحت إشرافه، ما ورثها المسلمون على هذا الحال!!
أما كتاب الله تعالى، فقد (كُتب) في حياة النبي، وتحت إشرافه، لذلك ورثه المسلمون [جميعا]، كتابا واحدا، محفوظا بحفظ الله له، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والسؤال: لقد بيّن الله تعالى أنه [وحده] الذي ينزل الشريعة الواجب على الناس اتباعها، فهل (مدونات) الأحاديث، التي نسبها الرواة إلى رسول الله، حملت البرهان الدال على صحة نسبتها إلى الله تعالى؟!

“قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا (يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى) فَمَنْ (اتَّبَعَ هُدَايَ) فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى” – “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ (ذِكْرِي) فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” – “قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً” – “قَالَ كَذَلِكَ (أَتَتْكَ آيَاتُنَا) فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى