نلاحظ أن من صفات المتقين:
* «الَّذِينَ يَقُولُونَ:
– رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا
– فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
-وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»
فلماذا لم يقولوا:
«رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »
بدون «إِنَّنَا»؟!
لأن المراد بيان أنهم قد دخلوا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح الذي يقتضي مغفرة ذنوب الذين اتقوا ربهم، باب الإقرار والتصديق بـ «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق الله وصدق رسوله، فأرادوا التأكيد على ذلك «إِنَّنَا آمَنَّا» أي نحن من الذين وعدتهم يا الله بمغفرة ذنوبهم.
فلا مغفرة للذنوب، ولا نجاة من عذاب النار، بدون إيمان صادق قائم على تقوى الله، وتفعيل نصوص «الآية القرآنية العقلية» في حياة المؤمن.
* تذكر:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا من امرئ لم يدخل في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه الناس في حياة رسول الله محمد، وهو باب «الإقرار العلمي» بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوة الرسول، والموجودة بين أيدي الناس إلى يوم الدين.
٢- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به في القرآن، فأفدنا بعلمك.
أما «ما هو كائن» اليوم في حياة المسلمين، فإنه يتعلق بقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري