نحو إسلام الرسول

(1380) 6/4/2020 «مقال الاثنين» «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ – قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ»

لقد قلت منذ سنوات، إن ما تبقى من عمري سأجعله في النهي عن منكرات المسلمين، الذين حذرهم الله منها في حياة النبي، وقال لهم:

«وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

ومن يومها وأنا أنهى عن هذه المنكرات بأساليب وصيغ مختلفة، استنادًا إلى آيات الذكر الحكيم، ففهم البعض أني لا أملك غير الحديث عن المنكرات وشرك التفرق في الدين.

# أولًا:

إن القرآن، من أوله إلى آخره، لا يتحدث إلا عن الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وجميع الآيات التي لا تتحدث بصورة مباشرة عن هذا الأمر، تنطلق في حقيقتها من قاعدته التي قامت عليه جميع الرسالات الإلهية، فجاء كل رسول يقول لقومه:

«يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ»

فكيف ينطلق الأمر بـ «أحكام القرآن» من غير قاعدة الأمر بـ «الوحدانية» والنهي عن شرك التفرق في الدين، الذي يعيش بداخله «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» ومع ذلك نراهم يُصلّون ويصومون ويزكّون ويحجّون؟!

واللافت للنظر، والذي أعتبره آية عقلية علمية، أننا إذا قرأنا القرآن، من أوله إلى آخره، من منطلق الفهم الواعي لحقيقة «الوحدانية»، بما في ذلك آيات الأحكام، فإننا لن نشعر مطلقًا بأي ملل، باستثناء الذين يتعاملون مع هذه الآيات وفي قلوبهم مرض.

١- إن الأمر باتباع كتاب الله، القرآن الكريم:

«اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ»

يحمل في ذاته أمرًا باتباع اللغة العربية التي نزل بها:

«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً – لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»

٢- إن أول ما يجب على الوالدين «المؤمنين المسلمين» فعله، هو تعليم أولادهم لغة القرآن العربية، حتى لا يسهل على «حزب الشيطان» أن يخترق قلوبهم.

٣- ولن ينفع الأولاد، بعدما كبروا، قولهم إن الحال الذي نحن عليه اليوم، هو «مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا».

فلقد حذر الله بني آدم أن يقولوا يوم القيامة:

«إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ – وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ – أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»؟!

٤- ولا يقول قائل:

إن الآية تتحدث عن «الشرك» وليس عن اللغة العربية.

إن القلوب التي أشركت وألحدت وحَرّفت آيات الله وأحكامها، لم تفعل ذلك إلا لجهلها بلغة القرآن العربية.

٥- ومازال باب التوبة مفتوحًا على مصراعيه:

«وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»

# ثانيًا:

إن كلمة «رَّبِّكُم» التي وردت في قول الله تعالى:

«اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ»

تقطع الطريق أمام كل من يقول إن لرسول الله محمد أحاديث أنزلها الله عليه واجبة الاتباع، ذلك أن الاتباع في «دين الإسلام» لا يكون إلا لكلام «الرب» الذي أنزل الكتاب، لأنه «الوليّ الحق»:

«أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء – فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ – وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى – وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

١- إن «الأولياء» جمع ولي وهو المُوالي، أي الملازم والمعاون، ويطلق على النّاصر والحليف والصّادق، ويرد في السياق القرآني على سبيل الاستعارة بمعنى الرب المعبود لأنّ مقام العبادة من أعلى مقامات «الموالاة».

٢- لقد ورد نهي التحريم في قوله تعالى:

«اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»

فهو «تحريم» وإن لم تحمل الآية كلمة «حُرّم»، والمقصود تحريم اتباع غير كلام الله الذي أنزله في كتابه «المتبوع»، حتى ولو كان الكلام هو ما نقله رواة الفرق الإسلامية منسوبًا إلى النبي.

٣- إن الحكم بغير ما أنزل الله ورد في القرآن دون صيغة تحريم، فقال تعالى:

* «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ – هُمُ الظَّالِمُونَ – هُمُ الْفَاسِقُونَ»

٤- ولكن المسلمين لا يتذكرون أن الله نهاهم عن اتباع من دون كلامه أولياء «وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»، ولا أصبحت تُذَكّرهم هذه الآية بـ «ما يجب أن تكون» عليه حياتهم.

إن القرآن في واد والمسلمون في واد آخر، ولذلك قال تعالى بعدها: «قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ».

٥- ولقد جاءت كلمة «أَوْلِيَاء» نكرة، ولم يقل الله «وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ الأَوْلِيَاءَ»، ذلك أن الله يخاطب اليوم الناس جميعًا، و«الَّذِينَ آمَنُواْ» خاصة، ويقول لهم:

لا تتّبعوا إلاّ ما أمر به ربّكم من «دين الإسلام» الذي حمله القرآن، لا الأديان النكرة التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وجاء ذلك لبيان بطلان الدين الذي كان يتبعه «أهل الكتاب» في عصر التنزيل، وبطلان دين «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً».

# ثالثًا:

ومن «الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء» أصحاب بدعة «القرآن وكفي»، الذين اتخذوا هواهم وليًا من دون الله، ويقولون إن الله قد فَصّل كل شيء في القرآن:

* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»

وأن الله قد بيّن كل شيء في القرآن:

* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ»

* وهؤلاء أخطر على ملة «الوحدانية» من الذين اتخذوا أهل «الرواية» أولياء من دون الله، لذلك أقول لهم:

لقد فرض الله على «الَّذِينَ آمَنُوا» الحج والعمرة لمن استطاع، وقال تعالى:

* «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ»

فأين تفصيل وبيان أسماء هذه «الأشهر المعلومات» في القرآن، ثم هي معلومات لمن؟!

ولقد فرض الله على «الَّذِينَ آمَنُوا» الوضوء كشرط لصحة الصلاة، فقال تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

١- إِذَا قُمْتُمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «القيام» في القرآن؟!

٢- إِلَى الصَّلاةِ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الصلاة» في القرآن؟!

٣- فاغْسِلُواْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الغسيل» في القرآن؟!

٤- وُجُوهَكُمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الوجه» في القرآن؟!

٥- وَأَيْدِيَكُمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «اليد» في القرآن؟!

٦- إِلَى الْمَرَافِقِ: فأين الآية التي بيّنت معنى «المرفق» في القرآن؟!

٧- وَامْسَحُواْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «المسح» في القرآن؟!

٨- بِرُؤُوسِكُمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الرأس» في القرآن؟!

٩- وَأَرْجُلَكُمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الرجل» في القرآن؟!

١٠- إِلَى الْكَعْبَينِ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الكعب» في القرآن؟!

١١- وَإِن كُنتُمْ: فأين الآية التي بيّنت فعل «الكينونة» في القرآن؟!

١٢- جُنُباً: فأين الآية التي بيّنت معنى «الجنب» في القرآن؟!

١٣- فَاطَّهَّرُواْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الطهر» في القرآن؟!

١٤- وَإِن كُنتُم مَّرْضَى: فأين الآية التي بيّنت معنى «المرض» في القرآن؟!

١٥- أَوْ عَلَى سَفَرٍ: فأين الآية التي بيّنت معنى «السفر» في القرآن؟!

١٦- أَوْ جَاء: فأين الآية التي بيّنت فعل «جاء» في القرآن؟!

١٧- أَحَدٌ: فأين الآية التي بيّنت معنى كلمة «أحد» في القرآن؟!

١٨- مَّنكُم: فأين الآية التي بيّنت معنى «منكم» في القرآن؟!

١٩- مِّنَ: فأين الآية التي بيّنت معنى حرف «من» في القرآن؟!

٢٠- الْغَائِطِ: فأين الآية التي بيّنت معنى «الغائط» في القرآن؟!

٢١- أَوْ: فأين الآية التي بيّنت معنى كلمة «أو» في القرآن؟!
٢٢- لاَمَسْتُمُ: فأين الآية التي بيّنت معنى «اللمس» في القرآن؟!

٢٣- النِّسَاء: فأين الآية التي بيّنت معنى «النساء» في القرآن؟!

٢٤- فَلَمْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «فلم» في القرآن؟!

٢٥- تَجِدُواْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «تجدوا» في القرآن؟!

٢٦- مَاء: فأين الآية التي بيّنت معنى «الماء» في القرآن؟!

٢٧- فَتَيَمَّمُواْ: فأين الآية التي بيّنت معنى «التيمم» في القرآن؟!

* والجواب:

إن كل هذه الكلمات «الاسم والفعل والحرف» قد تعلم المسلمون مقابلها الكوني «مُسَمّياتها» في طفولتهم، وفي مدارسهم، وكان ذلك من قبل أن يعرفوا «القرآن» أصلًا.

ولذلك فإن الفضل الأول والأخير، في فهمهم اليوم كثيرًا من كلمات القرآن، يرجع إلى طفولتهم وإلى مدارسهم، وليس إلى بيان وتفصيل القرآن لمعاني هذه الكلمات، وقس على ذلك كل كلمة من كلمات القرآن.

رابعًا:

ومن «الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء»:

الذين يستغلون جهل المسلمين بفعاليات أسماء الله الحسنى، وتصورهم أن الله يمكن أن يتناقض مع شروط قبول دَعْوَة الدَّاعِ إِذَا دَعَاه، فيتوب على المُصرّين على ارتكاب الفواحش وظلم أنفسهم دون أن يتوبوا، استنادًا إلى أن «اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».

في الوقت الذي يقول الله تعالى فيه:

«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ:

– ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ

– وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ

– وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ – وَهُمْ يَعْلَمُونَ»؟!

والسؤال:

١- هل بعد «شرك التفرق في الدين» من ظلم لفعاليات أسماء الله الحسنى، قبل أن يكون ظلمًا للنفس؟!

٢- وهل بعد الجهل بعلوم اللغة العربية، وبعلم السياق القرآني، من ظلم لـ «اللسان العربي» الذي نزل به القرآن، قبل أن يكون ظلمًا للنفس؟!

٣- وهل عندما ينشر المسلمون آلاف الأدعية التي تحمل فعاليات أسماء الله الحسنى، من آيات الرحمة والمغفرة والتوكل على الله، وهم لا يعلمون شيئا عن موضوع سياق هذه الآيات، ومن هم الذين يخاطبهم الله بها، هل لم يتخذوا الجهل وليًا؟!

٤- ألم يشترط الله تعالى شرطًا، لقبول توبة التائبين، فقال:

«لَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»؟!

فماذا ينفع التوكل على الله مع «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، «الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء»، في مثل أزمة فيروس كورونا التي يعيش بداخلها العالم أجمع؟!

كيف يتوكل على الله الذين يُصرّون على التمسك بمذاهبهم العقدية والفقهية والدفاع عن مؤسساتها الدينية، وقد حَرّم الله شرك التفرق في الدين؟!

# خامسًا:

ألم يقل الله تعالى:

١- «فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ:

* ألم يجعل المسلمون الأحاديث التي نسبها المُحَدّثُون من أتباع الفرق الإسلامية المختلفة إلى النبي، آلهةً تعبد من دون الله؟!

٢- وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ:

* فمتى وكيف أين حدث هذا الإنذار، إلا من منطلق عقدي مذهبي؟!

٣- وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:

* فأين هم المؤمنون الذين اتبعوا رسول الله «أمة واحدة»؟!

٤- فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ:

* وهؤلاء هم: «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً».

ثم انظروا وتدبّروا ماذا قال الله لرسول في هذا السياق:

٥- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ:

* فهل يقبل «الْعَزِيز الرَّحِيم» من «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» توبتهم وتوكلهم عليه، وهم يُصرّون على أن تلد البطن السُنّية «سُنّي»، وأن تلد البطن الشيعية «شيعي»، وهكذا الحال مع باقي المذاهب العقدية والفقهية:

* «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»

* «الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء»؟!

وأعطوا ظهورهم لقول الله تعالي لهم:

«اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ – قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ»؟!

* تذكر:

١- أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن»

فتدبر:

«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

٢- أنه لا إيمان ولا إسلام دون الإقرار أولًا بصدق «الآية القرآنية العقلية» المعاصرة للناس جميعًا اليوم، فهي التي حملت الفهم الواعي لـ «الوحدانية» ولـ «صدق النبوة» ولـ «الأحكام القرآنية».

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى