«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:
– إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ
– فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
– وَذَرُوا الْبَيْعَ
– ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ – إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»
إذن فالصلاة «مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ»، التي عرفها المسلمون جميعًا منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، والتي تُصلى وقت صلاة الظهر:
«فريضة واجبة الاتباع إلى يوم الدين»
إذا تحققت شروطها.
أولًا:
«وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً»
ولم يكن في عصر التنزيل مساجد لأهل السنة، وأخرى للشيعة …، ثم تنقسم مساجد كل فرقة إلى مساجد تتبع التوجهات العقدية والفقهية لمذاهبها المختلفة، وعليه يحرم على الشيعي أن يصعد منبر أهل السنة، ويحرم على السني أن يصعد منبر الشيعة.
ثانيًا:
«فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»
إن الدارس المطلع على تاريخ عمارة المسجد الحرام يعلم أنه كان يوجد في المسجد الحرام مقام لكل مذهب يصلي أتباعه فيه، فمقام «الحنفية» مقابل الميزاب، ومقام «المالكية» قبالة الركن اليماني، ومقام «الشافعية» خلف مقام إبراهيم، ومقام «الحنابلة» ما بين الحجر الأسود والركن اليماني.
وتكون صلاتهم مرتبة، تبدأ بأتباع المذهب الشافعي، ثم أتباع المذهب الحنفي، ثم المالكي ثم الحنبلي، إلا في صلاة المغرب، فكانوا يصلون في وقت واحد كل مذهب بإمامه، لضيق الفترة الزمنية بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، فتتداخل الأصوات ويحدث من السهو واللغط شيء كثير.
واستمر هذا الحال من الفُرْقة المذهبية حتى جاء الملك عبد العزيز آل سعود، فندب العلماء للنظر في مقامات المسجد وانقسام جماعته لجماعات متفرقة، وكان ذلك من ابتداء توليه على الحجاز عام «١٣٤٣هـ».
هذا بالنسبة لمذاهب فرقة واحدة هي «فرقة أهل السنة»، فهل يُسمح لإمام من أئمة الشيعة أن يصعد منبر المسجد الحرام ويخطب خطبة صلاة الجمعة؟!
ثالثًا:
«فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ»
فأين هي هذه البيوت التي لا يُرفع فيها غير اسم الله، بعيدًا عن سيطرة وإشراف المؤسسات الدينية ذات التوجهات العقدية والفقهية؟!
لقد بنى «المنافقون» في عصر التنزيل، أي في حياة رسول الله محمد، عليه السلام، مسجدًا للتفريق بين المؤمنين، فتدبر:
* «وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً:
– ضِرَاراً وَكُفْراً
– وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
– وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ …»
فماذا قال الله تعالى لرسوله:
«لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً:
– لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ
– أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ
– فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ
– وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ»
هذا هو «دين الإسلام» الذي جاء به رسول الله محمد:
* «قبل ظهور الفرق والمذاهب العقدية والفقهية»
وأمر الله الناس جميعًا باتباعه.
محمد السعيد مشتهري