نحو إسلام الرسول

(136) 19/2/2014 (“أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”)

لقد جاء الأمر بتدبر القرآن للناس كافة، وليس لفئة معينة، لذلك كانت مهمة علماء المسلمين العمل على تعليم الناس كيف يتدبرون القرآن، وذلك بنقل خبرة وآليات وأدوات التدبر إليهم، وليس بنقل تفسير السلف واجتهاداتهم في فهم القرآن!! إن القرآن الكريم “آية” تتحرك فاعليتها عبر العصور، ويحتاج تفعيلها إلى خبرات العلماء المعاصرين، وليس علماء السلف!!
وإن العلماء المعاصرين لا يجب أن يكونوا وسطاء بين كلام الله وفهم الناس له، إنهم فقط مصابيح هداية وإرشاد، ونقل خبرات علمية وتقنية…، ، إنهم والناس جميعا طلاب علم أمام كلام الله تعالى، فليس في الإسلام مهنة أو مدرسة متخصصة في تفسير القرآن، وإنما القرآن نفسه هو المدرسة، والتي تشترط للالتحاق بها أن يملك الإنسان، قبل اللسان العربي، قلبا حيا، يحمل آليات التفكر والتعقل والتدبر، والنظر…، ويتخرج منها “الربانيون”، كل حسب تخصصه العلمي أو المهني.
إنه مع إيماننا بأن العلوم والمعارف، والتقنيات…، سلسلة متصلة الحلقات، ومع اعترافنا بأنه لولا حلقات السلف ما وصلت هذه المعارف إلى الخلف…، إلا أننا نؤمن أن رسالة الله الخاتمة جاءت “آية” قرآنية، وحجيتها قائمة على مر العصور، وهذه “الحجية” ليست تاريخية، ولا تراثا دينيا، وإنما تفاعل كل عصر مع هذه “الآية القرآنية”، حسب متطلباته وتحدياته.
إن لكل عصر تحدياته التي تفرض على الناس أن ينظروا إلى الغد، وليس إلى الأمس، وأن يعلموا أن حجية تفاعل السلف مع “الآية القرآنية” تخص العصر الذي ولد فيه، فلكل عصر تفاعله، وعطاءاته.

* يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً [174] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً [175] النساء

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى