مَلَّكْتُكَ نفسي»: مفتاح الدخول إلى «الزنى الحلال»
* شباب وفتيات الجامعات يقيمون علاقات جنسية بـ «مَلَّكْتُكَ نفسي» على مذهب قراءة شحرور الإلحادية لأحكام القرآن.
من أجل ذلك يترحمون عليه.
* نساء وفتيات خلعن الخمار والجلباب لإظهار وتجسيم مفاتن أجسادهن، لعلها تُباع في سوق النخاسة العصري بـ «مَلَّكْتُكَ نفسي».
* ويا سعادة أطباء الإجهاد والترقيع والتجميل، ويا تعاسة الآباء والأمهات في الدنيا والآخرة.
* وإذا كانوا يُبيحون أن ينكح الرجل «جدته» بدعوى أن الله لم يُحرّم نكاح «الجدة»، فلا عجب أن يبيحوا الزنى بشرط ألا تكون المرأة متزوجة، وألا يحدث هذا في مكان عام!!
فتعالوا نتعرف على جريمة أخرى من الجرائم «العقدية» التي مات «شحرور» ولم يتب منها، وسيموت أتباعه وهم مصابون بها إصابتهم بفيروس «كورونا شحرور» الذي لا علاج له إلا الموت.
# أولًا:
يقول شحرور في الفيديو المرفق، والمنشور على اليوتيوب بعنوان «مفهوم ملك اليمين» بتاريخ في «٨ – ١ – ٢٠١٣».
* «شحرور»:
توجد عندنا حالتان من النكاح الشرعي:
الأولى: هي الزواج.
والثانية: ملك اليمين.
والزواج ليس ملك يمين، وملك اليمين ليس زواجا، وفي الحالتين الجماع الجنسي مسموح وحلال.
* الزواج:
صهر ونسب وأسرة، أي عندما الإنسان يعقد على امرأة، بهدف العيش المشترك وتكوين الأسرة، والعيش مدى الحياة، وإنجاب الأطفال، هذه اسمها زوجة.
* ملك اليمين:
هي الحالة التي لا تنطبق عليها شروط الزواج.
رب العالمين لم يقل إن ملك اليمين هو الرق، وفي القرآن ذُكر الرق على أساس «وفي الرقاب»، و«تحرير رقبة»، تاريخيا قالوا ملك اليمين هو الرق، وملك اليمين ذُكر ١٣ مرة في كتاب الله، وشُرح في كتاب الله.
* القاصمة:
يقول شحرور:
«رب العالمين لم يقل إن ملك اليمين هو الرق»
فلماذا لم يبيّن معنى «ملك اليمين» في التنزيل الحكيم، وفي معاجم اللغة وفي مقدمتها «مقاييس اللغة» المعتمد عنده، والفرق بين ملك اليمين والرق، وذلك حسب أصول البحث العلمي؟!
١- يقول ابن فارس في مقاييس اللغة» مادة «ملك»:
فـ «المِلْك»: ما مُلك من مال، و«المملوك» العبد.
٢- ويقول ابن منظور في لسان العرب:
المملوك: هو العبد إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه.
أما الذي مُلِك هو وأَبواه فيسمى «العَبْدُ القنّ».
٣- ويقول العسكري في معجم الفروق اللغوية:
الفرق بين «ملك اليمين» وقولك «الملك»:
أن «ملك اليمين» متى أطلق علم منه الأمة والعبد المملوكان، ولا يطلق على غير ذلك، لا يُقال للدار والدابة وما كان من غير بني آدم «ملك اليمين»، وذلك أن ملك العبد والأمة أخص من ملك غيرهما، ألا ترى أنه يملك التصرف في الدار بالنقض والبناء ولا يملك ذلك في بني آدم؟!
٤- وهل فهم شحرور وأتباعه يوما قول الله تعالى «النحل / ٧٥»:
«ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً (عَبْداً مَمْلُوكاً) لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً
هَلْ يَسْتَوُونَ – الْحَمْدُ لِلَّهِ – بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ»
٥- وهل فهم شحرور وأتباعه يوما قول الله تعالى «الروم / ٢٨»:
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ
هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ
فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»
* أقول:
يستحيل، لأن الله تعالى قال في الآية الأولى:
«بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ»
وقال في الآية الثانية:
«نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»
# ثانيًا:
ويقول شحرور:
«ملك اليمين ذُكر ١٣ مرة في كتاب الله وشُرح في كتاب الله»
* القاصمة:
فأين شَرْح وبيان الله لمعنى «ملك اليمين» في التنزيل الحكيم؟!
إن «ملك اليمين» يأتي في التنزيل الحكيم باعتباره «مصطلحًا» يعلم العرب معناه من قبل نزول القرآن، ولذلك لا نجد آية تقول:
«يسألونك عن ملك اليمين»
وهذه هي الآيات التي ورد فيها هذا «المصطلح القرآني»:
١- يقول الله تعالى «النساء / ٣»:
«فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ»
٢- يقول الله تعالى «النساء / ٢٤»:
«وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ»
٣- يقول الله تعالى «النساء / ٢٥»:
«فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ»
٤- يقول الله تعالى «النساء / ٣٦»:
«وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»
٥- يقول الله تعالى «النحل / ٧١»:
«بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء»
٦- يقول الله تعالى «المؤمنون / ٦»:
«إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ»
٧- يقول الله تعالى «النور / ٣١»:
«أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ»
٨- يقول الله تعالى «النور / ٣٣»:
«وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ»
٩- يقول الله تعالى «النور / ٥٨»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»
١٠- يقول الله تعالى «الروم / ٢٨»:
«هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ»
١١- يقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٠»:
«وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ»
١٢- يقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٠»:
«مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ»
١٣- يقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٢»:
«وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ»
١٤- يقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٥»:
«وَلاَ أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَائِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ»
١٥- يقول الله تعالى «المعارج / ٣٠»:
«إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ»
* أقول:
فليقل لنا «الجهابذة» من أتباع شحرور:
في أي آية من الآيات السابقة شَرَحَ الله معنى «ملك اليمين»؟!
# ثالثًا:
١- يقول شحرور:
الإنسان يبلغ النضوج الجنسي في سن ١٥سنة، ويتزوج في سن ٢٥، وهناك شباب ١٠ سنوات يعانون من مشكلة جنسية حقيقية، والسادة الفقهاء لم يتفقهوا في حل هذه المشكلة الجنسية وهي قائمة.
فمثلا: زواج المسيار، وزواج المتعة، وزواج الفريند … كل هذه الحالات «ملك يمين» لأنها لا ينطبق عليها شرط العيش المشترك.
* القاصمة:
انظروا إلى هذا «الهوس الفقهي»، كمثال من مئات الأمثلة التي حملتها قراءة شحرور المعاصرة للتنزيل الحكيم، التي ينطلق فيها من الواقع «الباطل» القائم أصلًا بين الناس، ويعتبره «حقًا» ويقيم عليه فتواه.
فما علاقة «أحكام النكاح» الذي شرعه الله، بـ «علاقات جنسية» ما أنزل الله بها من سلطان، ويصفها شحرور بأنها «ملك يمين»؟!
إن المرأة التي تتنازل عن حريتها وتقول لرجل «مَلَّكْتُك نفسي» من أجل «علاقة جنسية»، هذه امرأة من فصيلة الحيوانات.
وإن الرجل الذي يتنازل عن حريته ويقول لامرأة «مَلَّكْتُك نفسي» من أجل «علاقة جنسية»، هذا رجل من فصيلة الحيوانات.
وهذا ليس بغريب ولا ببعيد عن شحرور، الذي يعتبر أن أصل الإنسان قرد.
٢- يسأل «خالد الجندي» شحرور:
هل تعتقد أن ملك اليمين قائم إلى اليوم؟!
* «شحرور»:
بدون شك، أعطيك مثال:
في أوروبا إنسان يعيش مع امرأة، بكامل إرادته وكامل إرادتها، أمام الناس، وأمام الجيران، وهناك عيش مشترك بينهم، والجميع يعلم، وأهلها يعلمون، هذا مئة بالمئة حلال، وهو «ملك يمين» وهي «ملك يمين».
* أقول:
ينطلق شحرور، الذي يقرأ التنزيل الحكيم قراءة معاصرة، في فتواه الإلحادية من «العلاقات الجنسية» الموجودة في أوربا ثم يُسمّيها بالمصطلح القرآني «ملك يمين»!!
* فيرد عليه «خالد الجندي»:
إذن فما هو الزنى؟!
* القاصمة:
تعالوا نتعرف على المصدر المعرفي الوحيد، الذي استند إليه شحرور في فتواه، والذي جعله يبيح الزنى باسم ملك اليمين:
* «شحرور»:
ملك اليمين علاقة شرعية شرحها رسول الله في البخاري قال:
«أيما رجل وامرأة توافقا – فعشرة ما بينهما ثلاث ليالي – فإما يتزايدا أو يتفارقا».
* أقول:
انظروا وتدبروا يا من تتبعون شحرور بغير علم، انظروا إلى شيخكم الذي هدم لكم قدسية «الأحاديث» وهو يستند إليها في أخطر مسألة «عقدية»، حتى وإن كانت تتعلق بحكم من أحكام شريعتهم وهو «نكاح المتعة»:
* فيرد «خالد الجندي»:
أنا عارف إن الحديث في البخاري، أليس هذا هو نكاح المتعة!!
* «شحرور»:
هل أوجد الله حالة ثالثة غير: الزواج وملك اليمين؟!
* القاصمة:
يهرب شحرور، كعادة أتباعه، من المحور الأساس للسؤال، فهذا «الحديث» عند أهل الحديث يتعلق بـ «نكاح المتعة»، ولم يذكر أحد من المحدثين أنه خاص بنكاح «ملك اليمين».
فنحن أمام شخص مصاب بـ «الهوس الفقهي» المصاب به أئمة أهل السنة والجماعة، وكان على شحرور أن يتحلى بالأمانة العلمية ويأتي بآراء الأئمة حول هذا «الحديث»، طالما أنه يُقدس البخاري ويستند إلى مروياته؟!
لقد «استغفل» شحرور عقول الآلاف وأوهمهم بأنه الأوحد الذي جاء ليهدم تراثهم الديني ويُعيد للعقل مكانته، والحقيقة هي:
«فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ»
والسبب:
«إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»
٣- ثم يتحدث شحرور عن زواج المسيار فيقول:
زواج المسيار: يأتي الرجل إلى المرأة بناء على طلبها، وهو غير مسؤول عن النفقة عليها، وإذا حملت فهي التي تنفق على الولد وتعطيه الاسم والكنية!!
* القاصمة:
لنا أن نتخيل مصير مجتمع إنساني «مسلم» أقام حياته الاجتماعية على أساس تنازل كل من الرجل والمرأة عن حريتهما الإنسانية من أجل «علاقة جنسية» استنادا إلى فتوى شحرور الذي كان ينادي بـ «حرية المرأة» وأن الإسلام جاء لتكريمها؟!
# رابعًا:
١- يتدخل «عمرو أديب»:
يعني أي رجل وست يقرروا يكون بينهم علاقة جنسية هذا يعتبر ملك يمين؟!
* «شحرور»:
بمحض الإرادة، وبعرف المجتمع.
٢- «خالد الجندي»:
وهل الزنى يحدث إلا بمحض الإرادة؟!
* «شحرور»:
«الزنى»: يحتاج إلى أربعة شهود يا سيدي.
* «خالد الجندي»:
لا لا … هذا في «إثبات الزنى»، احنا مش عايزين نثبته، احنا عايزين تعريف «الزنى»؟!
٣- «شحرور»:
الزنا من فعل زنَّ، أي زَنَّ الجنس عليه، حتى أنه لم يسأل عن المجتمع، ومارس الجنس العلني، من هنا جاء فعل الزنا.
* القاصمة:
وهذه هي عين «الهرمنيوطيقا» التي تُفَصّل التعريفات لغويًا حسب هوى مستخدمها، ذلك أنه لا يوجد على وجه الأرض هذا التعريف الذي ذكره شحرور لـ «الزنى».
فلا علاقة مطلقًا بين معنى «الزنى» لغة، ومعنى «زَنّ» لغة، حتى يقول شحرور «من هنا جاء فعل الزنا».
فهل يُعقل إن كل واحد «تزن» عليه شهوته الجنسية، لا يسأل عن المجتمع، ويذهب يمارس الجنس العلني، ويكون هذا هو تعريف «الزنى» إلا إذا كان شحرور يتحدث عن «عالم الحيوان»؟!
فإذا كانت العلاقة الجِنْسِيَّة، بوجه عام، هي الاتصال الشهواني بين الذكر والأنثى، فإن «الزنى» هو العلاقة الجِنْسِيَّة «المُحرّمة» شرعًا.
٤- «عمرو أديب»:
أنا عرفت بنت الجيران، واتفقنا أن تكون بيننا علاقة جنسية.
* «شحرور»:
إذا المجتمع لا يمنع ذلك، فهذه العلاقة ليست زنى.
الفقهاء يُحبون الإكراه دائما، فأينما يوجد الإكراه فالفقه موجود، ملك اليمين عند الفقهاء هو الرق، المرأة تؤخذ إلى الرق بالإكراه، وتذهب إلى سوق النخاسة بالإكراه، وتُعرض فيه بالإكراه، وتباع وتُشترى بالإكراه، ويعاشرها الرجل بالإكراه، ثم يقول السادة الفقهاء، بعد خمسة إكراهات، هذا حلال.
أما إذا حدث توافق طوعا بين رجل وامرأة غير متزوجة يقولون هذا حرام؟!
* القاصمة:
يقيس شحرور، صاحب القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم، فتواه على واقع الفقهاء، وليس على آيات الذكر الحكيم، فإذا كان الفقهاء قد أحلّوا نكاح «ملك اليمين – الرق»، فلماذا يُحرمون العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة غير متزوجة قد توافقا طوعا عليها؟!
# خامسًا:
* يقول «عمرو أديب»:
يعني لو رجل وامرأة «غير متزوجة» توافقا أن تكون بينهما علاقة جنسية، هل هذا حلال؟!
* «شحرور»:
طبعا .. طبعا .. طبعا حلال.
في فرنسا علاقة مشتركة بين رجل وامرأة، المجتمع يعلم وأهلها يعلمون وأهله يعلمون … فهذه العلاقة حلال.
* أقول:
انظروا وتدبروا المنطلقات الإلحادية التي ينطلق منها شحرور في فتواه، بمعزل تام عن البراهين القرآنية، فمرة يستند إلى «البخاري» ومرة يستند إلى «أوروبا»!!
* «عمرو أديب»:
لو في بلد عربي، واحد ووحدة، وأهلها عارفين إنها تكون على علاقة مع رجل، غير ما يُسمى الزواج الشرعي، هل هذا حلال؟
* «شحرور»:
هذا حلال بشرط:
١- أن تكون المرأة غير متزوجة.
٢- ألا تحدث هذه العلاقة في مكان عام، أي في حديقة مثلا.
* «عمرو أديب»:
أنا بتكلم عن المجتمع الإسلامي؟!
* «شحرور»:
في المجتمع الإسلامي، أي رجل وامرأة توافقا، دون سفاح، فعشرة ما بينهما حلال إذا كانت غير متزوجة، أما إذا كانت متزوجة فهذا زنى، والكلام انتهى «فولوستوب».
* «عمرو أديب»:
وهل هذا فوق الأربعة نساء؟!
* «شحرور»:
فيه ملك يمين مئة، عبد الرحمن بن عوف كان عنده ٩٠ ملك يمين، العدد مفتوح طبعا، ولكن على أساس ألا يكون فيه سفاح، يعني لا يشترك معه في المرأة أحد.
* القاصمة:
لم يجد شحرور في القرآن برهان يُجيب به على أسئلة عمرو أديب إلا مرجعيته السلفية المقدسة بعد القرآن، وهي مرجعية «البخاري» الذي سبق الحديث عنها، ولم يجد إلا تراث فرقة أهل السنة ليأتي منه بالإجابة على السؤال:
«وهل هذا فوق الأربعة نساء»؟!
* «خالد الجندي»:
وماذا عن ملك اليمين الذي يتم باتفاق الرجل والمرأة بدون أجر؟!
* «شحرور»:
هذا عقد اجتماعي، لو تم توثيقه بينهما صار قانونا.
* «خالد الجندي»:
يعني لو كتبت إقرار بأنها موافقة على هذا محدش ليه عندنا حاجة؟!
* «شحرور»:
طبعا، محدش ليه دعوى.
* «عمرو أديب»:
ومش حرام؟!
* «شحرور»: إطلاقا.
* «عمرو أديب»:
عايز أسانيد من القرآن والسنة.
* «شحرور»:
الزنى يحتاج إلى ٤ شهود.
* القاصمة:
عاد شحرور إلى الخطأ الذي وقع فيه من قبل، وأجاب عن كيفية ثبوت الزنى، وليس عن الآيات القرآنية التي تُحل هذا النوع من الزنى.
* وتدخل «خالد الجندي»:
الشهود في حالة الإثبات، لو مش عايزين نثبت الزنا، يعني الزنا هو إيه بقى علشان نتعلم ونستفيد؟!
* «شحرور»:
الزنى هو:
١- أن تكون العلاقة مع امرأة متزوجة.
٢- أو مع امرأة غير متزوجة ولكن في العلن أمام الناس.
* «خالد الجندي»:
يعني لو هذه العلاقة الجنسية في بيت مش زنا؟!
* «شحرور»:
لو كان بالاتفاق، والمرأة غير متزوجة، سواء كانت طالبة أو موظفة … لأنها لو كانت متزوجة صار سفاحًا.
* «خالد الجندي»:
بأجر أم بغير أجر؟!
* «شحرور»:
هذا حسب الاتفاق بينهما.
* «خالد الجندي»:
طيب لو حصل الاتفاق بينهما، وتمت العلاقة الجنسية في البيت بعيدا عن الناس، وحملت البنت أو المرأة غير المتزوجة، فما الحل؟!
* «شحرور»:
هذا ذنبها، لأنها وافقت على هذا؟!
* «خالدي الجندي»:
يعني تعمل إيه في المولود، ترميه في الباسكت؟!
* «شحرور»:
قلت هذا ذنبها، وأقول لك:
«٨٠٪» من النكاحات التي تحدث في الكرة الأرضية حلال.
* القاصمة:
يعني أي علاقة جنسية متفق عليها بين شباب الجامعات والفتيات «غير المتزوجات»، تتم سرا في البيوت، فهي حلال وليست «زنى»، حسب القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم.
# سادسًا:
* «عمرو أديب»:
أين الأسانيد من القرآن والسنة؟!
* «شحرور»:
هذا الذي قلته كله من القرآن:
١- «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً»
٢- «وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ… مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ»
* «خالد الجندي»:
يعني إيه متخذات أخدان؟!
* «شحرور»:
عندك حالتان: مرة يقول:
«مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ»
ومرة يقول:
«مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ»
لأن ملك اليمين للمرأة وللرجل.
* «خالد الجندي»:
يعني إيه «أخدان» يا دكتور شحرور؟!
* «شحرور»:
يعني يحترم المرأة التي معه، ولا يأتي معها بصحبته، يعني علاقة بين الرجل والمرأة غير علاقة الزواج.
لأن «الزوجة» هي: صهر ونسب وأسرة.
وأي علاقة جنسية لا تتوفر فيها هذه الشروط فهي «ملك يمين».
* القاصمة:
تعالوا نتدبر الآيات التي استدل بها شحرور على إباحة «الزنى» بشرط ألا تكون المرأة متزوجة، وألا يكون في مكان عام.
بعد أن ذكر الله تعالى المحرمات من النساء قال «النساء / ٢٤»:
«وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً»
١- بعد البيان العام للمحرمات من النساء، وبعد تحريم نكاح «الْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء»، أي المتزوجات، واستثناء نكاح المتزوجات مما «مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، قال تعالى:
«فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً»
إذن فـ «الاستمتاع» هنا يتعلق بقوله تعالى «وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ» بما في ذلك نكاح «ملك اليمين» المتزوجات.
وهل يُعقل أن يبيح الله تعالى نكاح امرأة متزوجة حتى ولو كانت «ملك يمين»؟!
نعم، وهذا ما بينته الآية «الممتحنة / ١٠»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:
– إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ
– فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ
– لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا
– وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»
إذن فالمرأة المتزوجة التي تركت ملة الكفر، وأسلمت وهاجرت إلى المسلمين، فإن إسلامها يقطع العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها الكافر، ويحل لأي مسلم نكاحها وفق أحكام النكاح، وإذا كان لزوجها الكافر أي حقوق مالية يدفعها المسلمون حسب ما ورد بعد ذلك في سياق الآيات.
فلا علاقة مطلقا بين «الاستمتاع» الوارد في الآية، وفتوى شحرور التي لا لون لها ولا رائحة.
٢- إن الله تعالى لم يحل أصلًا نكاح «ملك اليمين» إلا إذا لم يستطع المسلم نكاح «الحرة» … فاتعلموا وتدبروا يا «أهل الجهل» يا أتباع شحرور:
يقول الله تعالى «النساء / ٢٥»:
«وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ:
– فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ
* فشرط أساس أن تكون «ملك اليمين» مؤمنة، وليست أي امرأة كما روى البخاري الذي استند إلى روايته «شحرور الجاهل»:
«أيما رجل وامرأة توافقا – فعشرة ما بينهما ثلاث ليالي – فإما يتزايدا أو يتفارقا».
والحقيقة أن تفصيلات وقواصم قراءة شحرور الإلحادية لأحكام التنزيل الحكيم، وخاصة ما يتعلق بأحكام النساء، أكثر مما ذكرت بكثير، ومنها ما سبق نشره على هذه الصفحة، لذلك أكتفي بهذا القدر.
* تذكر:
أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن» فتدبر:
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
ا