من مئات القواصم التي قصمت ظهر قراءة محمد شحرور المعاصرة للتنزيل الحكيم، ولم يحملها كتابي المشار إليه في البوست المرفق، قاصمة أنه يعتبر «التراث الديني» لفرقة أهل السنة والجماعة، «إن صح»، حجة في «دين الإسلام»!!
* والسؤال:
إلى من غَرّر بهم شحرور، واستغفل عقولهم:
إن «صح الحديث» عند أي فرقة من «الفرق الإسلامية»؟!
– والجواب: شحرور يقصد «فرقة أهل السنة والجماعة» التي ولد فيها.
* والسؤال:
وهل هناك عاقل، على دراية بأصول البحث العلمي، يقبل من شحرور أن يُسمي مشروعه الفكري بـ «القراءة المعاصرة»، ويستند في قراءته إلى التاريخ، وإلى مرويات الفرقة التي ولد فيها، فرقة أهل السنة والجماعة، ويذكر جملة «إن صحت»؟!
– والجواب: وأين هم أصلًا «العقلاء»، من أتباع شحرور، الذين يعلمون أصول البحث العلمي؟!
* والسؤال:
وهل «المحدّثون» و«علماء الجرح والتعديل» من فرقة أهل السنة متفقون أصلًا على قواعد التصحيح والتضعيف، والجرح والتعديل؟!
– والجواب:
«ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ – إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا – وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً – فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ»
وهل بعد «نور القرآن» من نور؟!
* والسؤال:
وهل «التراث الديني»، الذي يحمله المسلمون جميعًا اليوم، هو تراث فرقة أهل السنة فقط، أم أن لكل فرقة تراثها الديني الذي يحكم فهم أتباعها لـ «أحكام القرآن»؟!
– والجواب: طبعا يستحيل أن يحمل المسلمون جميعًا تراثًا دينيًا واحدًا، وهم الذين أعطوا ظهورهم لتحذير الله لهم:
«… وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»؟!
* والسؤال:
وكيف يقبل «الذين آمنوا وأسلموا وجوههم لله» أن يستغفل أحد قلوبهم، ويُسَلِّمون له أنفسهم على قاعدة «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ» وهم يعلمون أنه يحدثهم من داخل مقبرة تراث الفرقة التي ولد فيها، بدعوى أنها أفضل مكان يقرأ فيه التنزيل الحكيم قراءة معاصرة؟!
* والجواب: فأين هم «الذين آمنوا وأسلموا وجوههم لله»؟!
أولًا:
طبعا أنا لن أستطيع نقل محتوى «٣٠٠ صفحة» في نقض منهجية شحرور في تعامله مع تراث فرقة أهل السنة، وإن شاء الله يكون هذا الباب ضمن محتوى كتاب جديد، لذلك سأكتفي هنا بالإشارة إلى مثالين من كتاب شحرور «الكتاب والقرآن»:
١- يقول شحرور «ص ٦١»:
وفي ضوء هذا يجب أن نفهم ما يلي:
(أ): قالت العرب في حجة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم:
«نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت»
(أخرجه مسلم في صحيحه، انظر جامع الأصول ج٣ ص ٤٦٥)
(ب): أما «الرسالة»: فقد بلغها ووضع منهجاً لها في «السُنّة»، والرسالة كما بينا أعلاه هي «أم الكتاب».
(ج): وأما «الأمانة»: فقد أداها كما أوحيت إليه وهي «النبوة» التي تشتمل على:
«القرآن والسبع المثاني وتفصيل الكتاب»
وبذلك نفهم لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحديثين التاليين إن صحا:
– «ألا إني أوتيت هذا الكتاب ومثله معه»
(انظر جامع الأصول في أحاديث الرسول ج١ ص ٢٨١)
– «أوتيت القرآن ومثله معه»
لقد ظن الكثيرون أن هذين الحديثين بمعنى واحد، ولهذا في نظرنا تفسير آخر:
– فعندما قال عن «الكتاب» «ومثله معه» قد عنى «السنة».
– وعندما قال: «القرآن ومثله معه» فإنه عنى شيئاً آخر متجانساً مع «القرآن»، أي «مثله»:
وهو «مجموعة من الحقائق العلمية» تساوي «القرآن» في قيمتها العلمية، لذا جاء «القرآن» معطوفاً عليها، وهي «سبع من المثاني»، حيث عطف «القرآن العظيم» عليها في قوله «الحجر / ٨٧»:
«وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»
* أقول:
ما رأيكم في هذا الكلام دام فضلكم؟!
ثم انظروا إلى هذا «العك الفكري»، وهذا «الهوس الديني»، عندما يقول شحرور عن الحديثين «إن صحا»، ثم يقول بعدها:
«لقد ظن الكثيرون أن هذين الحديثين بمعنى واحد، ولهذا في نظرنا تفسير آخر …»!!
والسؤال:
كيف يكتب من يقرأ التنزيل الحكيم قراءة معاصرة مئات الصفحات في صحة وعدم صحة «أحاديث» الفرقة التي ولدت فيها، ويختم عليها بختم الجهل الذي يحمل عبارة «إن صحت» ولا ينتبه آلاف المتابعين له إلى هذه القاصمة الكبرى لقراءته الحداثية المعاصرة؟!
* والجواب: عندما مات «ماركس» و«داروين» وآخرون… تركوا وراءهم «علماء» تربوا على موائد العلم الذي تعلموه من أساتذتهم، وعندما مات «شحرور» لم يترك وراءه غير من تربوا على مائدة «الاتباع الأعمى».
وخير شاهد على ذلك تعليقاتهم على هذه الصفحة منذ إنشائها وحتى بوست أمس، فهل لم يقرؤوا ما كتبه شحرور، أم قرؤوا ولم يفهموا، أم فهموا ولم يتدبروا لأن «عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»؟!
٢- ويقول شحرور «ص ٩٦»:
«ونقول الآن: بما أن القرآن العظيم هو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والنبوة علوم، فهذا يعني أن السبع المثاني هي من النبوة وفيها علوم، وهكذا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صح:
«ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه»
وهذا جزء من حديث أخرجه أبو داوود، انظر مختصر تفسير ابن كثير ج١ ص١٢، ما هو إلا تعليق على هذه الآية.
* أقول:
لو توقف شحرور عند قوله «هكذا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صح»، كانت مصيبته العقدية أخف من أن يُعقّب على الرواية ويقيم عليها معلومات ويقول:
«فإذا كانت السبع المثاني هي مثل القرآن، فهذا يعني أن المعلومات الواردة فيها لا تقل كمّاً ونوعاً عن المعلومات الواردة في القرآن، ولكن جاءت بطريقة تعبيرية مختلفة عن طريقة القرآن».
فكيف يتحدث شحرور عن رواية «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» بصيغة احتمالية ويقول «إن صحت»، ويبني على ذلك قوله أيضا بصيغة احتمالية «فإذا كانت السبع المثاني هي مثل القرآن»، وهو أصلا يؤمن بأن «القرآن = الآيات المتشابهات + السبع المثاني»؟!
كان الأكرم لشحرور «علميًا»، في سياق ما ذكره سابقا، ألا يقول عن هذه الرواية «إن صحت»، فقد قبل روايات كثيرة ضعيفة ولا أصل لها ولم يقل «إن صحت» لأنها تخدم هواه!!
أو كان عليه ألا يذكر هذه الرواية أصلًا، لأنه «وهو الجهبذ» لو تعقل متنها لوقف على السبب في عدم ذكر الصحيحين «البخاري ومسلم» لها، ولم يذكرها مالك في «الموطأ»، وهو الأقرب إلى عصر التنزيل.
والسبب المنطقي «قبل الشرعي»:
أن «المثلية» عندما تكون من الله، «وليس من الشيطان»، يحفظها الله كما حفظ القرآن العائد عليه الضمير في «مثله»، فأين هذا «المثل» المحفوظ بحفظ الله له؟!
# ثانيًا:
إن نقض منهجية شحرور في تعامله مع التراث الديني قد شمل مؤلفاته كلها، وسأكتفي هنا بذكر بعض ما ورد في كتابه «تجفيف منابع الإرهاب»، والذي يحتوي على «٣٠٤ صفحة» معظمها عن تراث أهل السنة.
والسؤال:
هل «منابع الإرهاب» في تراث «أهل السنة» فقط؟!
١- يقول د. شحرور «ص ٥٧»:
«إننا لم نجد أبلغ من تعريف النبي للجهاد، في حديث رواه صاحب كنز العمال – إن صح – أنه قال لأصحابه: قدمتم خير مقدم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه – أنظر كنز العمال ج٤ ص ١١٦ الحديث رقم ١٧٧٩٩»
* أقول:
إن كلمة «أبلغ»، التي وردت في كلام شحرور يصف بها تعريف النبي لـ «الجهاد»، يتناقض معها قوله عن الحديث الذي حمل هذا التعريف «إن صح»، لأن المفترض أن تعريف النبي البليغ يرد في أصح كتب الحديث، وليس في «كنز العمال»!!
٢- يقول شحرور «ص ٦٦»:
«نقول هذا وأمامنا ١٣٩حديثاً نبوياً رواها أصحاب الصحيح وأهل السنن … أو لعلها ١٣٩ رواية لحديث واحد، يعدد النبي فيها أكثر من اثني عشر تعريفاً للشهيد اخترنا منها التالي:
(أ): روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: إن شهداء أمتي إذن لقليل… الرواية.
(ب): وروى أبو داود في سننه عن سعيد بن زيد عن النبي قال: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد … الرواية.
(ج): وروى النسائي في سننه عن عقبة بن عامر أن رسول الله قال: خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: المقتول في سبيل الله، والغرق في سبيل الله … الرواية.
(د): وروى عن أبي جعفر قال: قال رسول الله: من قتل دون مظلمته فهو شهيد.
إلى آخر ما ذكره شحرور من روايات، ثم قال:
«ثمة أمور تستوقف المتأمل في هذه الأحاديث النبوية – أو الروايات – إن صحت – أولها هذا التنوع المدهش عند النبي في رؤيته للشهادة ومجالاتها، الذي يتفق تماماً مع الرواية القرآنية لها ماعدا أنه أضيف لها الموت أو القتل خلافاً تماماً لما ورد في التنزيل الحكيم».
* أقول:
– كيف يقيم شحرور أحكامًا وفهمًا لـ «آيات التنزيل الحكيم» على «مرويات» يشك في صحة نسبتها إلى النبي ويعلنها صراحة ويقول «إن صحت»؟!
ثم ماذا يقصد شحرور بـ «الرواية القرآنية»:
– هل يقصد «القرآن» بمعنى «الآيات المتشابهات» حسب التقسيمات التي ابتدعها لـ «آيات التنزيل الحكيم»، والذي هو غير «الكتاب»؟!
– أم يقصد «القرآن» الذي بين أيدي المسلمين جميعًا، وهو كتاب الله الذي حمل «آيات التنزيل الحكيم»؟!
– أم يقصد «علم القراءات» الذي يشمل كتاب الله كله، وليس بعضه؟!
– أم يقصد «حديث الله» في القرآن؟!
وفي جميع المقاصد لا يصح قوله «الرواية القرآنية».
٣- كيف يستند د. شحرور على «مرويات» يشك في صحة نسبتها إلى النبي ثم يقول «ص ٦٨»:
«كذلك يأتي الفهم النبوي لهذا التنوع في الشهادة والشهيد ليشمل الموتى والقتلى بدليل قوله في الخبر «رقم ٥» فمات أو قتل … وقوله في الخبر «رقم ٣» من قبض في شيء منهن.
٤- وبعد حديث طويل عن الشهادة، مدعمًا بآيات من «التنزيل الحكيم»، يقول شحرور «ص ٧٦»:
«قلنا إن فعل استشهد ورد مرتين في التنزيل الحكيم، الأولى في «البقرة / ٢٨٢» والثانية في «النساء / ١٥»، والاستشهاد في الآيتين يعني طلب الشهادة الحضورية المؤيدة بالسمع والبصر.
والسؤال الآن:
متى تم تحريف هذه المعنى، ومتى بدأ الاستشهاد بمعنى الموت في أرض المعركة؟!»
ثم ذكر شحرور كلامًا طويلًا عن معنى «الجهاد» مدعما بروايات «أهل السُنّة»، وكيف تحول مفهوم «الجهاد» إلى غزو، والقتال إلى قتل، وكيف تحولت حروب رسول الله إلى غزوات، مع أنها كانت كلها دفاعية، ثم قال «ص ٧٧»:
«لقد اخترنا فقرتين من كتب التراجم والأخبار فيهما ما يلقي بعض الضوء على ما نحن فيه، ويساعد على تلمس جواب لسؤال طرحناه:
متى ولماذا بدأ الاستشهاد يأخذ معنى السقوط في أرض المعركة:
كتب الأشتر إلى عثمان بن عفان يقول: من مالك بن الحارث إلى الخليفة الخاطئ المبتلى الحائد عن سنة نبيه النابذ لحكم القرآن وراء ظهره.
أما بعد، فقد قرأنا كتابك …»
وأفاض شحرور في كلام طويل مرسل مدعم بمرويات وتفاسير «أهل السُنّة» إلى نهاية الفصل الثالث «ص ١٤٢».
* أقول:
في الحقيقة، ما كان لشحرور أن يجعل كتابه هذا «تجفيف منابع الإرهاب»، ضمن مؤلفاته عن القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم، لأنه كتاب في نقد التراث السلفي لفرقة أهل السنة، ولا علاقة له بالفهم الوعي لآيات التنزيل الحكيم الذي ينقض كل ما جاء في هذا التراث من جذوره دون حاجة إلى الاقتراب من مروياته المذهبية.
٥- ويقول شحرور «ص ١٥١»:
«وكما فهمنا من آية النساء ٣١ أن في المنهيات كبائر وصغائر، كذلك نفهم من آيتي الشورى ٣٧ والنجم ٣٢ أن في الآثام والفواحش كبائر ولمماً، لولا أن للمفسرين، للمرة العاشرة بعد الألف، رأياً عجيباً آخر لا ندري كيف سكت عنه عقلاء هذه الأمة على مدى أربعة عشر قرناً مضت.
يقول الفخر الرازي في تفسير آية النساء ٣١:
(أ): روي أنه (ص) قال: ما تعدون الكبائر؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: الإشراك بالله وقتل النفس المحرمة وعقوق الوالدين والفرار من الزحف والسحر وأكل مال اليتيم وقول الزور وأكل الربا وقذف المحصنات الغافلات.
وعن عبد الله بن عمر أنه ذكرها وزاد فيها: استحلال آمّين البيت الحرام وشرب الخمر.
وعن ابن مسعود أنه زاد فيها: القنوط من رحمة الله واليِأس من روح الله والأمن من مكر الله» (انظر ج١٠ ص ٦٢)
(ب): ويقول ابن كثير في تفسيره للآية: «عن طاوس قال: قلت لابن عباس: ما السبع الكبائر؟ فقال: هي إلى السبعين أقرب» (وهذه السبعين هي التي صنفها الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب له مشهور).
(ج): يروي ابن كثير عن سعيد بن جبير أن رجلاً قال لابن عباس: كم الكبائر؟ سبع؟ قال: هن إلى السبعمائة أقرب
(د): ويقول الفخر الرازي: «من الناس من قال: جميع الذنوب والمعاصي كبائر. روى سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أنه قال: كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة. فمن عمل شيئاً منها فليستغفر الله، فإن الله تعالى لا يخلد في النار من هذه الأمة إلا مرتداً عن الإسلام، أو جاحداً لفريضة، أو مكذباً بقدر»
(هـ): يقول ابن كثير: «شتم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الكبائر».
* أقول:
– كيف ينقل من عنده أدنى دراية بأصول البحث العلمي، «الأحاديث» من أمهات كتب التفسير، وليس من أمهات كتب الحديث؟!
– كيف يتحدث شحرور عن «تجفيف منابع الإرهاب»، ثم يأتي بالأحاديث من أمهات كتب «أهل السنة» التي حملت الأصول والقواعد التي قام عليها الإرهاب، بداية بأحداث «الفتن الكبرى»؟!
– إن ابتداع أصل سادس من أصول الإيمان اسمه «الإيمان بالقدر» لا وجود له في كتاب الله، فأصول الإيمان خمسة فقط، كما وردت في كتاب الله «النساء / ١٣٦»:
الإيمان: «بِاللّهِ – وَمَلاَئِكَتِهِ – وَكُتُبِهِ – وَرُسُلِهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ»
فجاء الرواة وأضافوا «القدر» ليصبح أصلًا من أصول الإيمان يكفر من ينكره، ثم جاء شحرور وأراد أن يكحلها فعماها، وأيد هذا «التكفير» وهو يجفف «منابع الإرهاب»، فينقل عن الفخر الرازي قوله:
«فإن الله تعالى لا يخلد في النار من هذه الأمة إلا: مرتداً عن الإسلام، أو جاحداً لفريضة، أو مكذبًا بقدر».
– مسألة شتم الصحابة المنسوبة إلى «الشيعة» ورد فعل «أهل السنة» تجاهها، وخروج الفتاوى التي تعتبر أن شتم أبي بكر وعمر من «الكبائر»، ثم يأتي الجهبذ شحرور وينقل عن ابن كثير قوله:
«شتم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الكبائر»!!
* أقول:
وأنا أكتب هذا الموضوع «نقض منهجية شحرور في تعامله مع تراث فرقة أهل السنة»، الذي اقتطفت منه الأمثلة السابقة، استعنت بالملفات التي جمعتها منذ عقود من الزمن، أثناء رحلتي من التدين «الوراثي» القائم على «قال الراوي»، إلى التدين «العلمي» القائم على «قال الله».
وكنت كلما وقفت على إشكاليات مرويات المُحدّثين، على مستوى أكبر الفرق الإسلامية، أشعر بمزيد من الصراع النفسي الناتج عن «الصدمات» التي يستحيل كنت أتلقاها وأنا أعيش في «غيبوبة السلفية».
ولكن الشيء السلبي الذي مازالت لا أستطيع التخلص منه، وكان من ثمار هذه الرحلة، أني أصبحت أرى أن كل من اعتقد بأن «التراث الديني» بما حمل من «مرويات» الفرق الإسلامية، من «الدين الإلهي» واجب الاتباع، فهو:
* إما جاهل: يجب عليه قبل موته، أن يتعلم ويعيد الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب «الآية القرآنية العقلية».
* أو منافق: يجب أن أغلظ عليه القول، لقوله تعالى للنبي، عليه السلام:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ – جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ – وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ – وَبِئْسَ الْمَصِيرُ»
إن «دين الإسلام» ليس له إلا طريق واحد هو «ما يجب أن يكون»، حسب آيات التنزيل الحكيم، والذي يموت على غير هذا الطريق مات منافقًا.
* تذكر:
أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن» فتدبر:
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري