على هامش مقال أمس: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ»
تعقيب على تعليق الصديق محمد مسعد
منذ إنشاء هذه الصفحة، وكثير من الأصدقاء الذين يدخلون ويخرجون منها، ويُعجبون ولا يُعجبون بمنشوراتها، لا يعلمون ما هو التوجه الديني لكاتب هذه المنشورات، ولا يريدون أن يعلموا، مع وضع الروابط التي تساعدهم على أن يعلموا.
ومقال الأمس لم يكن خطابًا لـ «سعيد الصرفندي»، وإلا لوضعت اسمه «هايبر لينك» ليعلم ما قلته عن منشوراته التي ذكرت تاريخ كل مسألة منها ليرجع إليها من يريد.
لقد كان مقال الأمس إجابة لاستفسار بعض الأصدقاء عن الفرق بين التوجه «نحو إسلام الرسول» وتوجه «سعيد الصرفندي»، مع أن التوجّهين نحو «القرآن وكفى».
# أولًا:
ينطلق التوجه «نحو إسلام الرسول» من ثلاث آيات قرآنية:
١- من قول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام:
«وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ»
* وتدبر دلالة «مِن شَيْءٍ» في بيان «سنة الأنبياء» كلهم:
«مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ»
٢- من قول الله تعالى «الجاثية / ٢٣»:
«أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ – وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ – وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ – وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً – فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ – أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ»
* وتدبر دلالة «إِلَهَهُ هَوَاهُ» في بيان كيف يخترق «الشرك» قلب الإنسان.
٣- من قول الله تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا والذين آمنوا معه «الروم / ٣٠-٣٢»:
«فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً – فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا – لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ – ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ – وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ»
«مُنِيبِينَ إِلَيْهِ – وَاتَّقُوهُ – وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ – وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ – وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
* وتدبر دلالة خطاب الله للمؤمنين في قوله تعالى:
«وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
والسؤال:
هل تفرق المسلمون بعد وفاة رسول الله محمد، عليه السلام، إلى فرق ومذاهب عقدية وفقهية، أم ظلوا أمةً واحدةً؟!
# ثانيًا:
لقد بدأ «محمد سعد» تعليقه بقوله:
«أود الإشارة إلى أن المسلمين في موقفهم من السنة النبوية عموما، فيما أراه أنا، على ثلاث مراحل أو ثلاثة أقسام، كما تعلمون»
* أقول:
الحقيقة أن المقال والبوست المرفق لا يتحدثان:
عن «السنة النبوية»، وإنما عن «التفرق في الدين»:
١- أذكركم بقول لله تعالى «الأنعام / ١٥٩»:
«إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً – لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ – إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ – ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ»
مع ملاحظة أن قوله تعالى «إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ» من أشد صيغ التعبير البلاغي عما يجب أن يكون عليه موقف المؤمن من «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»:
فهو «ليس منهم وليسوا منه»، وهو «منهم بريء وهم منه برآء»، وسيردون إلى الله الذي سيجازيهم على تفرقهم في «دين الإسلام» بعد أن حذرهم منه:
«… وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
٢- وأذكركم بأن المسلمين تفرقوا في «دين الإسلام» كما تفرق أهل الكتاب بعد أن جاءتهم البيّنة:
«وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ – إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ»
«وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ – لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ – حُنَفَاء – وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ – وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ – وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»
٣- وأذكركم بأن ما حدث:
(أ): من «فتن كبرى» استحل فيها المسلمون دماء بعضهم بعضا.
(ب): من تفرق المسلمين في «دين الإسلام» الذي تركهم رسول الله عليه، «مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ».
(ج): من تدوين تراث ديني ما أنزل الله به من سلطان:
«كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
إن ما حدث هذا، هو عين الانقلاب على الأعقاب الذي حذر الله تعالى منه المسلمين:
«وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ – أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ – وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً – وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ»
والسؤال المٌحيّر الذي لا يعلم إجابته إلا إبليس وحده:
* ما علاقة المؤمن الذي أسلم وجهه لله تعالى.
* ودخل في «دين الإسلام» من بابه الصحيح.
* بتراث فرقته الديني، «تراث التفرق في الدين».
* الذي من المفترض أنه قد خلع ثوبه ودفنه في مقبرة التاريخ؟!
# ثالثًا:
وعند حديثه عن موقف القسم الأول من «السنة النبوية» قال:
«قسم يرى الدين قرآنًا وسنة، وأن القرآن لن يُفهم إلا من خلال السنة أو المرويات عموما، وهنا تدخل كل الفرق والمذاهب على اختلاف مشاربها».
* أقول:
والحقيقة أن المقال والبوست المرفق يسألان:
لماذا خرجت التوجهات السلفية والتنويرية والقراءات القرآنية الإلحادية، والجماعات الجهادية والإرهابية … من رحم فرقة «أهل السنة والجماعة» بالذات، أي من رحم:
«الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»؟!
# رابعًا:
وعند حديثه عن موقف القسم الثاني من «السنة النبوية» قال:
«وقسم في شك من مصداقية وثبوت هذ المرويات، ومن هنا ظهرت الدعوات إلى التصحيح أو التنقيح، أو المعايرة على كتاب الله تعالى «أو ما قلتم: بدعة ما وافق القرآن».
والمنشورات السابقة المقتبسة تدل على أنه من هذا القسم، فما الفائدة من وجهة نظري؟!
الفائدة أن من هذا حاله، فهو قريب جدًا من المرحلة التالية «والتي أنتم فيها بالفعل»، وعلينا أن نعينه بكل الحجج والبراهين التي تدفعه مباشرة بدون أدنى شك للمرحلة الأخيرة، وهي «اتباع الآية القرآنية المعاصرة وحدها»
* أقول:
١- يقول «محمد سعد» عن القسم الثاني:
«فهو قريب جدًا من المرحلة التالية والتي أنتم فيها بالفعل»!!
وهنا مربط الفرس:
إن التوجه «نحو إسلام الرسول» لا علاقة له مطلقا بموقف المسلمين من «السنة النبوية»، وإنما بدعوتهم إلى إعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الوحيد الصحيح «باب الآية القرآنية العقلية»، وهذا هو موضوع المقال والبوست المرفق به.
ذلك أن تَدَيّن أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقهية «كلهم» تدينٌ وراثيٌ آبائيٌ مذهبيٌ، لن يقبله الله لقوله تعالى:
«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً – فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»
٢- ويقول «محمد سعد»:
«وعلينا أن نعينه بكل الحجج والبراهين التي تدفعه مباشرة بدون أدنى شك للمرحلة الأخيرة، وهي اتباع الآية القرآنية المعاصرة وحدها»
* أقول:
وهنا مربط الفرسين:
(أ): إن الدخول في «دين الإسلام» لا يحتاج أكثر من سؤال لمن يريد الدخول، سؤال لن يستغرق دقيقة، وهو:
هل يمكن الإيمان بصدق «نبوة» رسول من الرسل دون الإقرار بصدق «الآية الإلهية» التي أيده الله بها؟!
(ب): وهل آمن المسلمون بصدق «نبوة» رسولهم محمد على أساس «الآية القرآنية العقلية» التي أيده الله بها، أم خرجوا من بطون أمهاتهم:
«السني سني، والشيعي شيعي، والمعتزلي معتزلي، والأباضي أباضي، والوهابي وهابي، والصوفي صوفي، والإخواني إخواني والداعشي داعشي»؟!
(ج): إن الدخول في «دين الإسلام» لن يحتاج غير الإجابة على سؤال السابق، وخلع ثوب كل هذه المذاهب العقدية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتطهير القلب من تراث الآبائية الديني تطهيرًا كاملًا.
(د): إن كل إنسان يتصور، أن بدعة تصحيح أو تنقية أو تنقيح أو معايرة «تراث الآبائية الديني»، ستساعد على الوصول إلى حجية «الآية القرآنية العقلية» فيتبعها، هو إنسان:
– لا يعلم معنى «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ».
– وأن هذه البدعة «بدعة شيطانية» لم تغادر قلوب المسلمين منذ قرون مضت.
– وأن من اتبع هذه البدعة، ظل يُنير قلوب أتباعه، ويضع لهم بوصلة هدايتهم، على مذهب فرقته التي ولد فيها، ومعظمهم من «فرقة أهل السنة والجماعة»!!
# خامسًا:
وعن المرحلة الأخيرة يقول «محمد سعد»:
«وهي المرحلة الأخيرة، (وأنتم تمثلونها)، وهي مرحلة الجزم أن الوحي واحد، وأن ما يجب علينا اتباعه هو كتاب الله تعالى وحده، بما ثبت من براهين لا شك فيها من كتاب الله تعالى»
* أقول:
من قال لـ «محمد سعد» أن «التوجه نحو إسلام الرسول» يمثل هذه المرحلة الأخيرة، «مرحلة الجزم أن الوحي واحد»؟!
إن التوجه الديني «نحو إسلام الرسول» لا يؤمن بأن «الوحي واحد»، بل أكثر من وحي غير الوحي القرآني، بطريقة من طرق الكلام التي أشارت إليها الآيات «٥١-٥٢» من سورة الشورى، وتعالوا نضرب بعض الأمثلة:
١- يقول الله تعالى «البقرة /١٤٣»:
«وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق باستقبال القبلة، فأين الآية القرآنية التي أشارت إلى القبلة الأولى «الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا»؟!
٢- يقول الله تعالى «آل عمران/١٢٤»:
«إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق بمدد الملائكة، وقد أخبر الله رسوله بموضوع هذا المدد بوحي «غير قرآني»، وبلغ الرسول المؤمنين، ثم نزل بهذا الخبر وحي «قرآني».
٣- يقول الله تعالى «الأنفال/٧»:
«وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق بوعد الله تعالى، فقد وعد الله رسوله أن يكون مصير إحدى الطائفتين لهم، وكان هذا بوحي «غير قرآني»، ثم بلغ الرسول صحابته بهذا الوعد، وأن النصر سيكون لهم.
٤- يقول الله تعالى «الفتح / ٢٧»:
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق برؤيا رآها الرسول، ولقد جعل الله هذه الرُّؤْيَا برهانًا قرآنيًا على صدق «نبوة» رسول الله محمد، واستبشر بها المؤمنون عندما علموا بها.
٥- يقول الله تعالى «النجم / ٨-١٢»:
«ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى»
تدبر قوله تعالى: «فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى»، ثم قوله تعالى «الآية ١٨»: «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق بآيات شاهدها الرسول، ولقد بلّغ النبي صحابته بما أوحاه الله إليه وما رآه، وسمع المشركون ذلك وكذبوه، «أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى».
٦- يقول الله تعالى «التحريم / ٣»:
«وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني» يتعلق بموقف خاص بالنبي، ولم ينزل «وحي قرآني» بتفاصيل هذا الموقف، ولا بهذا الإنباء «قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ».
٧- يقول الله تعالى «البينة / ٥»:
«وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ – وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ – وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ – وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»
* الموضوع:
وحي «غير قرآني»، يتعلق بـ «أحكام القرآن» القائمة بين الناس إلى يوم الدين، والسؤال:
هل جاء القرآن ببيان معنى «الصلاة» وكيفية أدائها؟!
فكيف يضع الله تعالى فريضة «الصلاة» في هذا السياق، الذي يتحدث عن الوحدانية والدين القيم، ثم يترك المؤمنين يبتدعون لها هيئات حسب هواهم؟!
لقد علم الله تعالى رسوله كيفية «الصلاة»، وأقام الرسول هذه الصلاة مع الذين آمنوا خمس مرات يوميًا، ونقلتها الأجيال المسلمة عبر «منظومة التواصل المعرفي» على مر العصور، حتى وصلت إلينا في عصرنا.
# سادسًا:
ثم يختم «محمد سعد» تعليقه بقوله:
«لكن الإشكالية التي تظهر دائما هي منهجية التعامل مع كتاب الله تعالى»
* أقول:
إن «منهجية التعامل مع كتاب الله تعالى» يجب أن تُستنبط من نصوص الكتاب، وهذا ما انفرد به التوجه «نحو إسلام الرسول» الذي أسقط التوجهات الدينية المختلفة من قواعدها وأصولها:
هذه التوجهات التي انطلقت من قاعدة الفِرْقَة التي ولد فيها أصحابها، وفي مقدمتها التوجه نحو قراءة معاصرة للتنزيل الحكيم، الذي حملته مؤلفات «محمد شحرور».
في يوم ما، ومن باب متابعة فاعليات الأصدقاء مع منشورات الصفحة، سألت أحدهم «على الخاص»:
لماذا تهربون من الصفحة، عندما لا تجدون شيئًا من «العلم» تردّون به على ما حملته منشوراتها من براهين قرآنية؟!
قال: صحيح نحن لا نجد ما نرد به، ولكن قلوبنا غير مستريحة لمثل هذه المنشورات التي يغلب عليها «الكبر» و«التعالي» وكأنك وحدك الذي تملك «العلم».
قلت: نفترض أن صاحب هذه المنشورات هو «فلان» الذي يُعجب بمنشوراته المئات، لأنه رجل «متواضع» يعلم كيف يقود أتباعه، هل كنت ستعمل بما جاء به من براهين قرآنية، لا تملك أنت ولا غيرك ردها؟!
قال: لا!!
«وَجَحَدُوا بِهَا – وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ – ظُلْماً وَعُلُوّاً – فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ»
* تذكر:
أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن» فتدبر:
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري