أصحابى اللى لسه بيدخنوا رغم تجاوزهم الستين من العمر بيقولوا ازاى انت بطلت التدخين مع إنك كنت حريقة ؟
كنت فعلا أدخن بشراهة حتى وصلت لتدخين ستين سيجارة ف اليوم وكنت بولع السيجارة م السيجارة ..
كان شئ بشع …
وكان أكتر سبب لشراهة التدخين أن أنا مرة اتحبست فى بداية السبعينات وكان معايا ف الزنزانة شاب مدخن من جامعة القاهرة ..
وكان النظام فى سجن القلعة إنهم ما يسيبوش كبريت مع المسجون عشان ما يولعش فى نفسه وينتحر ( مش كوفية ) ..
على فكرة خدوا منى الكرافتة وحزام البنطلون للسبب نفسه ..
عشان بس ما تصدقوش إن حد ممكن يشنق نفسه فى الحبس ..
المهم ﻷن الكبريت ممنوع كنا طول النهار ننادى على عم سيد السجان عشان يولع لنا ..
من بعد المغرب الى الثامنة صباحا مفيش سجان ..
نعمل ايه ؟؟
كان واحد فينا احنا اﻹتنين يولع سيجارة مع نهاية نوبتجية عم سيد ونفضل نتبادل توليع السجاير حتى يغلبنا النوم. ..
لو السيجارة انطفت تبقى ليلة نكد ..
شهر والتانى الواحد كان بقى حريقة فى التدخين ..
بعد ما خرجت م السجن حاولت أكتر من مرة أبطل تدخين ..
مرة لمدة أسبوع وأخرى لمدة شهر وتالتة ﻷكتر من كده ..
وكل مرة وبسبب اﻷصحاب كنت أرجع أسوأ من اﻷول ..
وبعد ما اتخرجت من الجامعة وخلصت الجيش واشتغلت فى بنك القاهرة فرع فندق المريديان استمر الحال على ما هو عليه ..
برده بالمصادفة الراجل اللى كان بينضف المكتب كل يوم الصبح كان اسمه عم سيد ..
عم سيد اول حاجة بيعملها انه ينضف طفايات السجاير ..
وكل مرة يضرب كف على كف لما يلاقى الطفايات فيها أعقاب مالا يقل عن اربعين او خمسين سيجارة ..
مع ان كل مدة شغلى ١١ ساعة تبدأ من التاسعة مساء وتنتهى فى الثامنة صباحا ..
وفى يوم بعد ما ما لبست استعدادا للذهاب للبنك واتغديت وقاعد أشرب الشاى ولعت سيجارة والتانية وراها ..
والسيجارة التانية ف نصها ..
انتبهت لحظة وسألت نفسى سؤال ..
يا ابنى انت شايف نفسك وعامل فنط على مخاليق ربنا ..
مش قادر تعمل راجل ع السجاير .. ؟ !!!
إجابة السؤال كانت إنى فورا طفيت السيجارة وبشكل يبدو وكأنه لا إرادى مديت إيدى فى جيب البدلة وطلعت المصحف الصغير اللى معايا وأقسمت إنى أبطل تدخين للأبد ..
خرجت من اﻷوضة لقيت أبويا الله يرحمه جالس فى الصالة ..
طلعت علبة السجاير اللى كانت ساعتها ناقصة سيجارتين وإديتها له ..
ايه المناسبة ؟ أبويا بيسأل ..
قلت له أنا بطلت التدخين ..
ولعلمه بمحاولاتى السابقة ضحك ساخرا ورد قائلا :
عشم إبليس ف الجنة ..
السلام عليكم ومشيت على محطة القطر اركب للقاهرة عشان الحق ميعاد شغلى …
اتقريفت حوالى أسبوع ..
كام يوم قزقزة لب .. وكام يوم مضغ لبان ..
إنما بطلت دخان ..
ومن ساعتها لا أحتمل شم دخان سيجارة أو شيشة ..
نسيت أقول لحضرتك إن الواقعة دى كانت فى شهر نوفمبر 1978
شوف انت بقى كام سنة مرت من غير سجاير ..
ونسيت أقول لك كمان ان بعد حوالى 20 سنة الدكتور طلب أشعة على الصدر ..
لما شافها قال لى شوف الرئتين ازاى مغبشين ولونهم مش طبيعى بسبب التدخين ..
بعد 20 سنة يا دكتور ؟
قال .. قول بعد ما نضفت خلال 20 سنة ..
لو كنت لسه بتدخن كان الوضع اختلف ..
ده كلام الدكتور …
لو حضرتك عايز تبطل تدخين مش محتاج غير انك تقرر تثبت رجولتك لنفسك ..
زى ما بتمارس الرجولة على زوجتك وأولادك وجيرانك وزملاءك والكل كليلة مارسها على السيجارة والشيشة إن كانت رجولة بجد ..
#عبدالعزيزعاشور
فبراير ٢٠١٩