إنها ليست مُصادرة لحرية ما يُسمونه بـ «العقل» في أن يُفكّر ويُبدع ويختلف مع الآخرين، وإنما المقصود النهي عن أن يقوم هذا العقل بـ «الإلحاد في آيات الله وأحكامها» بدعوى حرية الفكر والإبداع والاختلاف في الرأي.
# أولًا:
إن من دخل في «دين الإسلام» لم يعد حرًا في فكره الديني، فقد أصبح يتحرك وفق ضوابط وحدود آيات الذكر الحكيم التي يَحْرُم تعدّيها.
إن من دخل في «دين الإسلام» يعلم أن الله شاهدٌ على كل شهيق وزفير، لقوله تعالى «يونس ٦١»:
«وَمَا تَكُونُ فِي شَأْن – وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآن – وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَل – إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ»
«وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ – وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ – إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ»
فماذا سيفعل هذا «العقل» الذي يتحدثون عن حريته، في مجال الفكر الديني والدعوة إلى الله؟!
إنه يستحيل أن يتعامل «العقل» مع آيات الذكر الحكيم ويستنبط أحكامها، بمعزل عن «الوحي الإلهي» الذي عَلَّمَ وبَيّن للإنسان كيف يتعامل مع نصوصه والأدوات المستخدمة في ذلك، وفي مقدمتها لغة القوم التي نزل بها «الوحي الإلهي» ويتعلمها الناس في طفولتهم.
يستحيل أن يهتدي الإنسان إلى صراط ربه المستقيم بـ «آلية التعقل» وحدها، وإلا لاهتدى آدم عليه السلام بدون تعليم الله له الأسماء كلها «البقرة / ٣١»:
«وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
وبدون ابتلائه بوسوسة الشيطان وأكله من الشجرة، ليكون ذلك أول تشريع لأحكام الحلال والحرام «البقرة / ٣٥-٣٦»:
«… وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ …»
وبدون معرفته باب التوبة «البقرة / ٣٧»:
«فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»
إن الذين يستخدمون مصطلح «العقل» باعتباره الشيء الحاكم على فهم المسلمين لآيات التنزيل الحكيم وأحكامها، هؤلاء لا يوجد في أجسادهم «عقل» أصلًا، وإنما قلب يحمل آليات التفكر والتعقل والتدبر … إلى آخر «آليات عمل القلب»:
إن «آليات عمل القلب» منظومة متكاملة مترابطة يستحيل أن تعمل آلية من آلياتها بمفردها، فـ «آلية التعقل» تتناغم مع باقي الآليات، حتى لا تنحرف عن مدارها فتسقط كلها معها، كما يفعل «الملحدون» بمناهجهم العشوائية مع آيات التنزيل الحكيم.
فأي عقل يقصدون؟!
# ثانيًا:
هل يقصدون:
١- عقل «الأمي» الذي يجهل القراءة والكتابة؟!
٢- أم عقل «المسلم» الذي يجهل لغة القرآن العربية وعلم السياق القرآني؟!
٣- أم عقل «السلفي» الذي يدعوك إلى الانضمام لجروب «أحاديث البخاري ومسلم» لنشر مروياتهما على الناس كل ساعة باعتبارها أصح نص بعد كتاب الله، وهو قد أشرك أصلًا بالله ما لم ينزل به سلطانا؟!
٤- أم عقل الذي مازال يُعجب بمنشورات «نقد تراث» الفرقة التي ولد فيها، ليُحشر يوم القيامة مع المشركين «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»؟!
٥- أم عقل الذي يُعجب بـ «القراءات الإلحادية» المعاصرة لآيات التنزيل الحكيم، لأنها توافق هواه الإلحادي؟!
٦- أم عقل الذي يُعجب بنجوم «الجهل والعشوائية الدينية»، الذين يستغفلون التابعين لهم المعجبين بهم، لتحقيق نسبة إعجاب عالية، وينشرون مواضيع لا أصل لها، ومنها موضوع:
«الأزهر يحسم الجدل: الحجاب عادة وليس فريضة إسلامية»
فيقول صاحب المنشور:
منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بالحجاب «غطاء الرأس الإسلامي» من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة إسلامية».
٧- أم عقل هذا الـ «مصطفى محمد راشد» الذي استغفل قلوب الناس بمعلومات لا أصل لها، وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي منذ إنشاء هذه الصفحة، ومع ذلك لم يُفكر أحد من «الببغاوات» أن يبحث عن صحة هذه المعلومات، لذلك يستمرون في نشرها؟!
# ثالثًا:
١- لقد أصدر الأزهر بيانًا في «٣١/ ٧/ ٢٠١٢»، نشرته الصحف والمواقع الإخبارية، ومجلة الأزهر في عدد شوال «١٤٣٣هـ» وهذا نصه:
«ينفي الأزهر الشريف ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن اعتماد كلية الشريعة فرع دمنهور بجامعة الأزهر لرسالة دكتوراه تؤكد عدم فرضية الحجاب في الإسلام.
وكانت بعض المواقع قد نشرت مؤخرًا خبرًا يدَّعي أن رسالة دكتوراه قد تقدم بها باحث يُدعَى مصطفى محمد راشد، وأن هذه الرسالة قد نفت فرضية الحجاب، وأن الكلية قد منحته تقدير امتياز مما أثار جدلًا بين الأوساط الإسلامية، وجامعة الأزهر تنفي نفيًا قاطعًا أن يكون المذكور قد تقدم برسالة علمية عمّا يدعيه من موضوعات».
٢- ونشرت دائرة الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي بتاريخ «٢٩/ ٩/ ٢٠١٢» توضيحا بعنوان «الرد على من أنكر فرضية الحجاب»، جاء فيه:
«أما عن واقعة رسالة الدكتوراه المزعومة التي نُشِرَ في بعض وسائل الإعلام … فقد خاطبَتْ دارُ الإفتاء المصرية كليةَ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع دمنهور … ووصلنا هذا الرد:
«فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية حفظه الله … يشرفني إحاطة سيادتكم علمًا بأن المدعو/ مصطفى محمد راشد، ليس حاصلًا على درجة العالمية «الدكتوراه» من كلية الشريعة والقانون بدمنهور، وأن ما نُشر إنما هو تزوير محض قام به المذكور على النحو التالي:
* استبدال جملة الإجازة العالية «الليسانس» وجعلها الإجازة العالمية «الدكتوراه»؛ بوضع «ميم» للعالية، وكتابة الدكتوراه بطريقة إملائية خاطئة.
* استبدال دور سبتمبر وجعله دور مايو.
* استبدال سنة التخرج لتكون «١٩٩٧م» بدلًا من «١٩٨٧».
* استبدال التقدير العام وجعله «امتياز» بدلًا من «جيد».
وخلاصة الأمر:
أن المذكور/ مصطفى محمد راشد، إنما هو خِرِّيج الكلية، شعبة الشريعة والقانون، «عام ١٩٨٧م» دور سبتمبر بتقدير «جيد»، ولم يلتحق بالدراسات العليا بالكلية، ولم يحصل على الدكتوراه … وتفضلوا بقبول وافر التحية وعظيم التقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
٣- كما أكد الدكتور محمد عبد الرازق، مستشار وزير الأوقاف ورئيس القطاع الديني بها، أن «مصطفى محمد راشد» ليس مبعوثًا من الأوقاف للعمل كإمام في مسجد سيدني بأستراليا، وكل ما في الأمر أنه أسس اتحادًا سماه «الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام».
٤- كما أصدر مجلس الأئمة الفيدرالي بأستراليا بيانا في «١٠/ ١٢/ ٢٠١٤» يؤكد على كذب «مصطفى محمد راشد»، وأن مفتي أستراليا هو الدكتور الأزهري «إبراهيم أبو محمد».
وهذه بعض الروابط لـ «الببغاوات» الخاصة بالموضوع:
(أ):
https://www.soutalomma.com/…/الضربة-القاضية-للمدعو-مصطفى-راش…
(ب):
https://www.soutalomma.com/…/هل-نضع-نقطة-في-آخر-سطر-مصطفى-را…
(ج):
https://4.bp.blogspot.com/…/16rDDq…/s1600/B4gBMSaIUAAl14s.jpg
(د): وينشر إلحاده على مواقع النصارى، وهذه عينة:
https://www.massi7e.com/…/Sheikh-Mustafa-Rashid-the-Quran-di…
# رابعًا:
إذن فما هي المؤهلات التي يجب أن يحملها هذا «العقل» الذي يتحدثون عنه، ليكون أهلًا للتعامل مع آيات الذكر الحكيم؟!
هل هي مؤهلات «محمد شحرور»، الذي يقول في كتابه «الكتاب والقرآن / ص ٦٠٦»، عن الزينة المكانية والشيئية معا:
فإذا كانت الزينة مكانية فجسد المرأة كله زينة، والزينة هنا حتما ليست المكياج والحلي وما شابه ذلك، وإنما هي جسد المرأة كله، هذا الجسد يقسم إلى قسمين:
* قسم ظاهر بالخلق:
لذا قال «النور / ٣١»:
«وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا»
فهذا يعني أن هناك بالضرورة زينة مخفية في جسد المرأة.
فالزينة الظاهرة هي ما ظهر من جسد المرأة بالخلق، أي ما أظهره الله سبحانه وتعالى في خلقها، كالرأس والبطن والظهر والرجلين واليدين.
ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة عراة دون ملابس.
* قسم غير ظاهر بالخلق:
أي أخفاه الله في بنية المرأة وتصميمها:
هذا القسم المخفي هو «الجيوب»، و«الجيب» جاء من «جيب» كقولنا جبت القميص أي قورت جيبه، وجيبته أي جعلت له جيبًا.
و«الجيب»، كما نعلم، هو فتحة لها طبقتان لا طبقة واحدة، لأن الأساس في «جيب» هو فعل «جوب» في اللسان العربي له أصل واحد وهو الخرق في الشيء، ومراجعة الكلام «السؤال والجواب».
فـ «الجيوب» في المرأة لها طبقتان أو طبقتان مع خرق وهي:
«ما بين الثديين – وتحت الثديين – وتحت الإبطين – والفرج – والآليتين»
# خامسًا:
* أقول:
١- يرى «شحرور» أن الله لم يأمر المرأة إلا بتغطية هذه «الجيوب» السابق ذكرها، استنادا إلى قوله تعالى «النور / ٣١»: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ».
٢- وحسب تعريف «شحرور» لـ «الجيب»، وأنه «فتحة لها طبقتان» يصبح ما ذكره عن جيوب المرأة غير صحيح، ذلك أن:
(أ): «ما بين الثديين»:
إن كل ثدي شيء مستقلُ بذاته عن الآخر، وبينهما فراغ، وليس «فتحة لها طبقتان» ولا «خرقًا في شيء»:
(ب): «تحت الثديين»:
لا توجد «فتحة لها طبقتان» ولا «خرقًا في شيء»، الثدي بطبيعته يغطي جزءًا من صدر المرأة.
(ج): «تحت الإبطين»:
أين الفتحة التي لها طبقتان، وأين الخرق في الشيء؟!
إن زراع الإنسان عضوٌ مستقلٌ بذاته، يتحرك في جميع الاتجاهات، ومنها أن يكون إلى أسفل يغطي الإبط.
(د): «الفرج»:
إن فتحة فرج المرأة فتحته داخلية غير ظاهرة أصلا، وهذه يمكن أن نقول إنها «خرق في شيء»، ولكن ليس لها طبقتان، ولا علاقة لها بالشكل الخارجي للفرج.
(هـ): «الإليتان»:
نقول عنهما ما قلناه عن الفرج، ففتحة الشرج داخلية غير ظاهرة أصلا، وكل إلية منفصلة عن الأخرى، وبينهما فراغ توجد فيه فتحة الشرج.
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ» يا «شحروريّون»؟!
# سادسًا:
فإذا ذهبنا إلى آيات التنزيل الحكيم، نجد ورود كلمة «الجيب» في قول الله تعالى «النمل / ١٢»:
«وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»
وفي قوله تعالى «القصص / ٣٢»:
«اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ»
إن قول الله تعالى لموسى عليه السلام «وَأَدْخِلْ – اسْلُكْ – يَدَكَ فِي جَيْبِكَ» يبيّن أن للإنسان جيبًا واحدًا، وأن ورود «الجيب» بصيغة الجمع في قوله تعالى «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» ذلك لأن الخطاب لـ «المؤمنات» جميعا.
والسؤال:
كيف يُدخل موسى، عليه السلام، يده «في جيبه»، بهذا المعنى الذي ذكره «شحرور»:
«ما بين الثديين – وتحت الثديين – وتحت الإبطين – والفرج – والآليتين»؟!
هل يمكن إدخال اليد «في» أي جزء من هذه الأجزاء التي ذكرها شيخ الإلحاد في أحكام القرآن «محمد شحرور»؟!
هل هذا هو «العقل» الذي يقرأ آيات التنزيل الحكيم قراءة معاصرة، ستأخذ بيد المسلمين إلى العالمية؟!
وهنا تظهر فعالية أدوات فهم القرآن التي انفردت بها منهجية التوجه «نحو إسلام الرسول»، وفي مقدمتها اللسان العربي الذي حفظه الله في معاجم اللغة العربية:
وبرهان حفظ الله لـ «اللسان العربي» أن يكون المعنى موافقًا لسياق الكلمة، ولما حملته «منظومة التواصل المعرفي» من حفظ «مُسَمّيات» الكلمات التي كان العرب يعلمونها من قبل نزول آيات الذكر الحكيم، ومن ذلك كلمة «الجيب» وكلمة «الخمار»:
وإلا فكيف يأمر الله تعالى المؤمنين بأحكام لا يعلمون معاني كلماتها، وهو سبحانه القائل «إبراهيم / ٤»:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ – إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ – فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
كيف يكون محور «البيان» هو لسان قوم النبي العربي، وهم لا يعلمون معنى أمر الله لنسائهم «النور / ٣١»:
«وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»؟!
# سابعًا:
إن المرأة المؤمنة التي أسلمت وجهها لله تعالى، يحرم عليها أن تلبس غير اللباس الشرعي الذي أمرها الله به، وإذا ماتت على غير هذا اللباس ماتت مصرّة على معصية الله، والله يقول عن المُصرّين على معصيته، وكسب السيّئات حتى تصبح «خطيئة» تحيط بهم، يقول تعالى «البقرة / ٨١»:
«بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً – وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ – فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
ويقول تعالى «آل عمران / ١٣٥»:
«وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
فاستيقظوا أيتها «النساء المسلمات» من سباتكن، واحذرن الموت على غير اللباس الذي أمر الله به وهو:
* الخمار: الذي يغطي الشعر والكتفين والصدر.
* الجلباب: الذي يغطي الجسد كله، من فتحة «الجيب» التي تدخل منها الرأس، وإلى الكعبين.
أما الملابس التي تُجسم جسم المرأة وتوضح معالمه، فهذا هو «التبرج بزينة» الذي نهى الله أن تفعله «القواعد من النساء»، فما بالنا بالآنسات وعامة النساء؟!
يقول الله تعالى «النور / ٦٠»:
«وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء:
فتدبر: (اللاتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً)
فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ
فتدبر: (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ)
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»
والسؤال:
فإذا كان هذا هو شرع الله في لباس «الْقَوَاعِد مِنَ النِّسَاء»، فماذا عن غيرهن من المسلمات اللاتي يتحركن في الشوارع، وفي الأسواق، وفي الأعمال، كاشفات شعورهن وصدورهن …، أو يلبسن اللباس شبه الشرعي الذي يُجسّم عوراتهن؟!
فأي «عقل» هذ الذي عندما يعلم أن حدود لباس المرأة المؤمنة هو ما سبق بيانه، «بدلالة نصوصه القطعية غير الإلحادية»، سيقول سمعنا وأطعنا، خاصة وأن هذا اللباس لن يمنع أن تكون المرأة على قمة هرم التقدم العلمي؟!
وإنما هو هوى النفس الشيطانية.
* تذكر:
أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن» فتدبر:
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري