(ما شاء الله علي هذا التوضيح القرآني دمت انت وبراعتك الجريئة … ولكن لدي سؤال طالما حيرني وأريد من حضرتكم نزع تلك الغيمة ولو بمنشورة مستقلة بذكر البراهين والحجج الدامغة كما هو دأبكم:
وبما أن النص القرآني حرم نكاح الكافرات «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»، والمشركات كما في آية البقرة «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ»، فلماذا يحلل لنا نكاح الكتابيات والحال هم أهل الكتاب كفرة، كما بينت منشورتك العلمية هذه).
* أقول:
# أولًا:
إن الله تعالى، في الآية «المائدة / ٥»، لم يُحل نكاح «أهل الكتاب»، وإنما الحديث عن الذين أتوا الكتاب، فقال تعالى:
«وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ»
ثم قيّد هذه الحلية بجملة «مِن قَبْلِكُمْ».
# ثانيًا:
وحسب علم السياق، يجب البحث عن الآيات التي وردت فيها جملة «مِن قَبْلِكُمْ» في سياق الحديث عن «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ» لنعلم هل جاءت في سياق مدحٍ أم في سياق ذمٍ، وقد جاءت كلها في سياق ذم على النحو التالي:
١- قول الله تعالى «آل عمران / ١٨٦»:
«لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ – وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ – وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ – أَذًى كَثِيراً – وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ – فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ»
* فجاء «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ» مع «الَّذِينَ أَشْرَكُواْ» في سياق واحد يتعلق بـ «أَذًى كَثِيراً»، فكيف يحل الله الزواج من نسائهن؟!
٢- قول الله تعالى «النساء / ١٣١»:
«وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ – وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ – أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ – وَإِن تَكْفُرُواْ – فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ – وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً»
* والتي كفرت من «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ» بـ «نبوة» رسول الله محمد، ولم تؤمن بالقرآن، ولم تتبع أحكامه، كيف يحل الله نكاحها؟!
٣- قول الله تعالى «النساء / ١٣١»:
«وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ – وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ – إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ – وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ – وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»
* فكيف يقول الله تعالى في نفس السياق، موجها الكلام إلى المتزوجين من:
«الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ»
يقول لهم:
«وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»
إلا إذا كانوا قد تزوجوا من نساء «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ» من قبل نزول آيات تحريم نكاحهن، فأسلمن حسب أحكام القرآن، وحصلن على أجورهن، ولم يكن بالصفات التي ذكرتها الآية؟!
٤- قول الله تعالى «المائدة / ٥٧»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء – وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
وهنا جعل الله «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ» و«الْكُفَّارَ» في سياق واحد، والنساء اللاتي لم يؤمن برسول الله محمد من الملتين، لا شك أنهن قد اتخذن دين الله «هُزُواً وَلَعِباً» ويحرم أن يكن «أَوْلِيَاء» للمؤمنين، فكيف يبيح الله نكاحهن؟!
٥- قول الله تعالى «المائدة / ٥٨»:
«وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ – اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً – ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ»
فكيف يبيح الله للمؤمنين نساء «قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ»؟!
ثالثًا:
ولمزيد بيان عن مفهوم «آية الزواج» هذه هي الروابط، مع ملاحظة أن الفيس بوك يمنع الدخول على موقعي الذي عليه هذه الروابط لأسباب لا أعلمها:
لذلك على الأصدقاء أن يكتبوا هم كلمة (.com) بعد (islamalrasoul):
آية الزواج – 1
https://islamalrasou /263-1792014/
آية الزواج – 2
https://islamalrasoul /264-1892014/
آية الزواج – 3
https://islamalrasoul /265-1992014/
آية الزواج – 4
https://islamalrasoul /266-2092014/
سؤال سريع
https://islamalrasoul / 267-2192014
آية الزواج – 5
https://islamalrasoul /268-2192014/
آية الزواج – 6
https://islamalrasoul /269-2392014/
آية الزواج – 7
https://islamalrasoul /270-2592014/
آية الزواج – 8
https://islamalrasoul /271-2792014/
آية الزواج – 9
https://islamalrasoul /272-2992014/
يريدون أن يتحمل الإسلام جهلهم بشريعته
https://islamalrasoul /273-3092014/
آية الزواج – 10
https://islamalrasoul /274-2102014/
آية الزواج – 11
https://islamalrasoul /275-2102014/
محمد السعيد مشتهري