من باب تصيد كل حيلة يستطيعون من خلالها الطعن في صحة «نبوة» رسول الله محمد، عليه السلام، اعترض بنو إسرائيل على إباحة القرآن لبعض المحرمات التي حُرّمت عليهم «وحدهم» عقوبة على معصيتهم لله تعالى، فنزل القرآن يُبيّن للناس الحق، فقال تعالى «آل عمران / ٩٣»:
«كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ:
– إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ
– مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ
– قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
# أولًا:
أن المطعومات التي حرمها الله والمذكورة في التوراة، كانت استمرارًا لما حَرَّمه نبي الله «إسرائيل» على نفسه، وهو أمر مُثْبَت في التوراة، ولذلك عندما طلب الرسول من اليهود أن يأتوا بالتوراة لم يأتوا بها، وثبتت عليهم وعلى الناس أجمعين حجية «نبوة» رسول الله محمد.
والسؤال:
يقول الله تعالى «الجمعة / ٢»:
«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ – يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ – وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ»
ويقول الله تعالى «الشورى / ٥٢»:
«وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا – مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ – وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا – وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»
ويقول الله تعالى «القصص / ٤٦»:
«لِتُنذِرَ قَوْماً – مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ – لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
وهذه الآيات تثبت أن رسول الله محمدا كان «أمّيّا» لا علم له بالكتب الإلهية السابقة، وكان قومه مشركين «أمّيّين» لم يتبعوا كتابًا إلهيًا من قبل:
فكيف عرف رسول الله أن التوراة التي بين أيدي اليهود تحمل كذب ادعائهم أن المطعومات كانت محرمة أبديا؟!
عرف ذلك بـ «الوحي»:
١- ما حَرَّمه نبي الله «إسرائيل» على نفسه:
«إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ»
٢- وما حَرَّمه الله على اليهود بسبب معصيتهم لله تعالى وبغيهم وظلمهم وإجرامهم وأكلهم أموال الناس بالباطل:
(أ): يقول الله تعالى «النساء / ١٦٠-١٦١»:
«فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ – حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ – وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ – وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ – وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً»
ولاحظ أن قوله تعالى:
«وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً»
خير برهان على أن من اليهود من دخلوا في «دين الإسلام».
(ب): ويقول الله تعالى «الأنعام / ١٤٦-١٤٧»:
«وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ – وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا – إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا – أَوِ الْحَوَايَا – أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ – ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ»
لقد حَرَّم الله على اليهود أشياءً كانت مباحة لهم، فلجأوا إلى التأويل «الهرمنيوطيقي» الذي يُحوّل الحق إلى باطل عن طريق تفكيك بنية السياق الذي وردت فيه الكلمة، وتحريفها عن دلالتها اللغوية الأصيلة، تمامًا كما يفعل أصحاب القراءات الإلحادية القرآنية المعاصرة.
والنتيجة:
«ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ – وِإِنَّا لَصَادِقُونَ»
# ثانيًا:
وهل هناك حكمة من قول الله لليهود إنه صادق «وِإِنَّا لَصَادِقُونَ»، ويذكر أيضا ذلك في سياق آيات آل عمران، التي نتحدث عنها، فبعد الآية «آل عمران / ٩٣» يقول الله «آل عمران / ٩٤»:
«فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ – فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»
ثم يقول تعالى «آل عمران / ٩٥»:
«قُلْ صَدَقَ اللّهُ – فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً – وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»؟!
إن الإله الذي خلق هذا الوجود بسننه وبفعاليات أسمائه الحسنى، لا مصلحة له في أن يقول غير الحق، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه كل مؤمن أسلم وجهه لله تعالى، أن يكون على الفهم الواعي لقوله تعالى:
«وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ – قَوْلُهُ الْحَقُّ»
نعم، لأن الله وحده الذي له الأسماء الحسنى في هذا الوجود، التي تتوجه
فعالياتها وفق مشيئته وسننه التي لا تتبدّل ولا تتحوّل:
«فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً – وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً»
فعندما يعد الله المؤمنين بالنصر والتأييد، ويتأخر هذا النصر لتمحيصهم، يجب أن يكونوا على يقين بأن الله تعالى «صادقٌ في وعده»، بشرط أن يكونوا هم من الذين:
«صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»
وأن يكونوا من الذين قال الله تعالى لهم:
«أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ – وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم – مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ – حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ – مَتَى نَصْرُ اللّهِ – أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ»
والسؤال:
إن الله تعالى عندما أمر الناس باتباع «ملة إبراهيم»، وقال لرسوله محمد:
«قُلْ صَدَقَ اللَّهُ – فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً»
ألم تكن جملة «فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ» تكفي لفهم المطلوب دون إضافة كلمة «حَنِيفاً»؟!
إن «الحنيف»: مُشتق من الحَنَف، و«الْحَنَفُ» هو: الميل من الضلالة إلى الاستقامة، ومن الباطل إلى الحق.
وإن من تصديق المؤمن لله في كل ما جاء به القرآن، ملة وشريعة، أن يتبع «مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفاً»، وليس فقط «مِلَّة إِبْرَاهِيم» كما يدعي «أهل الكتاب» الذين خاطبهم الله في عصر التنزيل بقوله تعالى «آل عمران / ٦٧»:
«مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً – وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً – وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
ثم نتدبر ماذا قال الله لليهود والنصارى بعد ذلك «آل عمران / ٦٨»:
«إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ – لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ – وَهَذَا النَّبِيُّ – وَالَّذِينَ آمَنُواْ – وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ»
والسؤال:
١- على أي أساس «منطقي»، يدعي المُغيّبون عقليًا وعلميًا ومعرفيًا بقراءاتهم الإلحادية المعاصرة للتنزيل الحكيم:
أن «اليهود والنصارى» مسلمون على «مِلَّة إِبْرَاهِيم»؟!
إنهم قوم لا يعقلون، جهلاء، لا يعلمون أن اليهودية والنصرانية إنما جاءتا من بعد إبراهيم، ولذلك خاطبهم الله بقوله «آل عمران / ٦٥»:
«يَا أَهْلَ الْكِتَابِ – لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ – وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ – أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
نعم: «أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»
٢- وعلى أي أساس «قرآني»، يدعي المُغيّبون عقليًا وعلميًا ومعرفيًا بقراءاتهم الإلحادية المعاصرة للتنزيل الحكيم، أن «اليهود والنصارى» مسلمون، وسيدخلون الجنة رغم أنف رسول الله محمد؟!
إن لفظ «حَنِيفاً» يفسره قول الله تعالى بعده:
«وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
والله تعالى يقول «التوبة / ٣٠»:
«وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ – وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ – ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ – يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ – قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ»
فيا أيها «الجهلاء»:
كيف يقول الله تعالى عن اليهود والنصارى:
«قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ»
ثم يُدخلهم الجنة رغم أنف رسوله محمد؟!
فتعلموا لغة القرآن العربية، لعلها تُخرجكم من مستنقع الجهل الذي تعيشون فيه وستموتون وأنتم في أحضانه.
ثالثًا:
إن قول الله تعالى:
«كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ»
يشمل جميع المطعومات بقرينة كلمة «كُلُّ»، فهل أحل الله لبني إسرائيل أكل «الميتة» في غير «اضطرار»؟!
إن هناك محرمات كثيرة لا تحتاج إلى نص إلهي يُحرّمها بصيغة التحريم، وهناك محرمات تأباها الفطرة السليمة من قبل إرسال الرسل، وتعلم أن كل ما ثبت لهم «خبثه» يحرم الاقتراب منه بسبب أضراره المادية والمعنوية، ومن ذلك «الميتة».
ولذلك كانت القاعدة الرئيسة التي تقوم عليها كل أحكام الحلال والحرام هي القاعدة التي أمر الله رسوله محمدًا أن يذكرها للناس جميعا، وفي مقدمتهم «اليهود والنصارى»، فقال تعالى «الأعراف / ١٥٧»:
«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ:
١- يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ
٢- وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
٣- وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ»
ثم تدبر ماذا قال الله بعدها لـ «أهل الجهالة»، أهل القراءات القرآنية الإلحادية المعاصرة، الذين قالوا إنه لا يُشترط لدخول الجنة الإيمان برسول الله محمد واتباع كتابه:
«فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ – وَعَزَّرُوهُ – وَنَصَرُوهُ – وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
نعم: «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»:
ولذلك لم يفلح المسلمون في إقامة الشهادة على الناس، ولا في إخراجهم من الظلمات إلى النور، لأنهم هجروا نور القرآن واتبعوا أهواءهم.
ولذلك كان من السفه والجهل والإلحاد في أحكام القرآن، أن يعتقد «مؤمن عاقل» أن الله تعالى قد حصر المحرمات فيما يلي:
١- ألا تشركوا به شيئاً / ٢- وبالوالدين إحسانا / ٣- ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم / ٤- ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن / ٥- ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق / ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده / ٧- وأوفوا الكيل والميزان بالقسط / ٨- وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى / ٩- وبعهد الله أوفوا / ١٠- حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم … / ١١- حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير … / ١٢- وأحل الله البيع وحرم الربا / ١٣- والإثم والبغي بغير الحق / ١٤- وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.
إن هذه الجملة القرآنية وحدها:
«وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»
تحمل عشرات المحرمات إذا علمنا أن «الفاحشة» هي:
«الفعلة القبيحة المتناهية في القبح»
وأنها تشمل:
«مَا ظَهَرَ مِنْهَا» – «وَمَا بَطَنَ»
و«مَا ظَهَرَ مِنْهَا»:
ليس محصورًا في «الزنى» فقط، فيشمل أيضا ما قاله لوط، عليه السلام، لقومه:
«وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ – أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ – مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ»
و«مَا بَطَنَ»:
يشمل أعمال القلوب، وما أدراك ما «أعمال القلوب».
إن القاعدة الرئيسة التي تقوم عليها كل أحكام الحلال والحرام هي التي حملتها هذه الآيات، فتدبروها من غير تعليق مني:
١- يقول الله تعالى «البقرة / ٢٦٧»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ (الْخَبِيثَ) مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ»
٢- ويقول الله تعالى «آل عمران / ١٧٩»:
«مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ (الْخَبِيثَ) مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ»
٣- ويقول الله تعالى «النساء / ٢»:
«وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ (الْخَبِيثَ) بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً»
٤- ويقول الله تعالى «المائدة / ١٠٠»:
«قُل لاَ يَسْتَوِي (الْخَبِيثُ) وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
٥- يقول الله تعالى «الأعراف / ٥٨»:
«وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ – وَالَّذِي (خَبُثَ) لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً – كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ»
٦- ويقول الله تعالى «الأعراف / ١٥٧»:
«وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ (الْخَبَائِثَ)»
٧- ويقول الله تعالى «الأنفال / ٣٦-٣٧»»:
«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ»
«لِيَمِيزَ اللّهُ (الْخَبِيثَ) مِنَ الطَّيِّبِ – وَيَجْعَلَ (الْخَبِيثَ) بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
٨- ويقول الله تعالى «إبراهيم / ٢٤-٢٧»:
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً (طَيِّبَةً) كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ»
«تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
«وَمَثلُ كَلِمَةٍ (خَبِيثَةٍ) كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»
«يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ»
٩- ويقول الله تعالى «الأنبياء / ٧٤»:
«وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ»
والآن تعالوا إلى أهم وآخر آية في هذا السياق:
١٠- ويقول الله تعالى «النور / ٢٦»:
«الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ – وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ – وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ – وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ – أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ – لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ»
إن «التدخين» من «الخبائث»، فاعله «خبيث» ومن يقبله «خبيث»، بشهادة منظمات الصحة العالمية كلها.
محمد السعيد مشتهري