إن شهادة “الوحدانية” شهادة علمية، تقوم على منهج “التأصيل العلمي”، الذي يتميز به أصحاب القلوب السليمة، الذين أخلصوا دينهم لله تعالى، وحملوا أدوات وآليات الفهم السليم لكتابه.
إن شهادة “الوحدانية” لا تقوم على معارف نظرية، يتلقاها المرء من بيئته، فإذا هو لا يعلم عن حقيقتها شيئا، ولا على أي أساس قامت..، فلعلها تدعوه إلى الشرك بالله وهو لا يدري!! إن شهادة “الوحدانية” تقوم على علم “التعرف على الله”، من خلال واقع مادي مشاهد، لا ينكره إنسان عاقل.
“فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ” [محمد 19]
إن منهج “التأصيل العلمي”، منهج منطقي، يصل إلى معرفة الحق، وسط هذا التراكم المعرفي، عن طريق قراءة السنن الكونية، قراءة صحيحة، بتفعيل آليات التفكر والتعقل…، آليات عمل القلب.
ــــ قراءة تربط القلوب بدلائل الوحدانية، وتفاعلها مع الرسالة الإلهية.
ــــ قراءة تقيم موازين الحق والعدل بين الناس، تساهم في مواجهة التحديات، بفقه قرآني يتفاعل مع متطلبات العصر.
ــــ قراءة تتفاعل فيها نصوص “الآية القرآنية” مع تطور العلوم والمعارف والثقافات..، بما يدعم مسيرة التقدم الحضاري.
لقد انتهى عصر “الآية الحسية”، وجاء عصر “الآية العقلية”، عصر “الآية القرآنية”، حجة على العالمين إلى يوم الدين.
لقد جاءت “الآية القرآنية” لتبني الإنسان بناءً إيمانيا علميا صحيحاً، فلا يقبل شيئا في تدينه إلا بدليل، وعندما يرفض الباطل يرفضه بدليل.
“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” [آل عمران 18]
“وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” [سبأ 6]