نحو إسلام الرسول

(131) 9/2/2014 (الفكر الإسلامي “علم” وليس “رواية”!!)

عقب الأستاذ “نضال الغطيس” على منشور الأمس، بمقال طويل، فهمت منه أن محور الموضوع المنشور قد أكون لم أحسن بيانه، لذلك أردت أن أعيد بيانه هذه المرة من نفس كلامه الذي تفضل به، وذلك على النحو التالي:
قال: [تكلم الدكتور عن موضوع المنهجية، وأنا اتفق معه في ذلك لو كان الكتاب عبارة عن بحث علمي يُراد له أن ينشر في مجلة علمية مُحكَّمة… ولكنه كتاب وليس بحثاً علميا، وهو خطاب لعامة الناس].
وأقول: إن مشروعي الفكري، الذي انتقدت منهجك على أساسه، يفرض عليّ ألا أتحدث عن الإسلام إلا على أساس “التأصيل العلمي”، سواء كنت أخاطب العلماء أو العامة، لا فرق عندي.
أما إذا كنت تقصد “الأسلوب”، فلا شك أن “الأسلوب” مع العلماء سيختلف عن “الأسلوب” مع العامة!! وأنا نقدي كان عن منهج البحث، وليس عن “أسلوب” البحث، وما ذكرته أنت في تعقيبك هو “فهرس” البحث وليس “منهج” البحث!!
أضرب لك مثالا توضيحيا: قلت عن كتابك: “والكتاب مناقشة شرعية تفصيلية”، أي أنك تتحدث من منطلق “الشريعة الإسلامية”، فكيف تقول عن دراسة تتحدث عن “الشريعة الإسلامية”، خاصة لو كانت “قرآنية”، تقول: [ولكنه كتاب وليس بحثاً علميا، وهو خطاب لعامة الناس]!!
أنت هنا تتحدث عن “أسلوب” الكتاب، وأنا أحدثك عن “منهج” الكتاب!! فهذا تناقض، بين ما يجب أن يكون بناء على قولك: [والكتاب مناقشة شرعية تفصيلية]، وبين قولك: [ولكنه كتاب وليس بحثاً علميا، وهو خطاب لعامة الناس]!!
أيضا قلت: [ودين الله لم يبق غير مكتملٍ حتى جاء علماء الحديث ليكملوه، ويوثقوه، ويصححوه، بعد عشرات السنين من انتهاء البعثة المحمدية وانقطاع الوحي].
يفهم من كلامك أنك تؤمن بأن دين الله اكتمل، ولا حاجة لنا بما جاء به علماء الحديث!!
ثم قلت: [لا يكفي الحديث [وحده] للتشريع في دين الله، إذا لم يوجد ما يُؤيده من الكتاب]!! ويُفهم من الجزء الأول من هذه الجملة [بالنسبة لأهل اللغة] أنك تؤمن بأن هناك أحاديث تشريعية!! ومن الجزء الثاني أنك ستأخذ فقط الأحاديث التشريعية التي توافق القرآن!!
وهذا تناقض في المنهج، لأنك سبق أن قلت: إن دين الله قد اكتمل…، إذن فما الحاجة إلى استنادك إلى أحاديث، اتهمتها بالتحريف، في الوقت الذي ترى فيه، أن التشريعات التي جاءت بها هذه الأحاديث توافق ما جاء في القرآن، وأنت الذي قلت: [فإذا لم يوافق الحديث ما في كتاب الله من آيات محكمات بينات، تركنا هذه الأحاديث، ولجأنا إلى الكتاب المحكم، الذي هو حجة على الناس]!!
ألا يكفيك أن يكون الكتاب هو حجة الله على الناس؟!!
ولن يشفع لك قولك: [أتفق معك تماماً بأني أدخلت نفسي في “عش الدبابير” بمناقشتي للأحاديث]!! لأنه لا يصح لباحث، ينطلق في بحثه من منطلق “الشريعة الإسلامية”، أن يبرر سبب دخوله “عش الدبابير” بقوله بعدها: [وكما يقول المثل: مُرغماً أخاك لا بطل]!!
الأخ نضال
هذا التناقض في المنهج هو موضوع الرسالة التي أردت أن تصل إليك [فقط لا غير]، حتى لا نَدخل، ونُدخل معنا، أصدقاء الصفحة، دائرة الكلام المرسل، أو الجدل العقيم.
مع تحياتي، وتقديري للمجهود الذي بذلته في بحثك.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى