نحو إسلام الرسول

(1308) 24/10/2019 «مقال الخميس» «مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» (هل ستغير حياتك إذا عرفت مصير من ماتوا قبلك؟!)

إن مسألة الصراع بين الحق والباطل تشغل بال كثير المسلمين، ولماذا يارب يُصاب الحق وينجو الباطل، ألم تعد يا رب بنصر المؤمنين في مواجهة الباطل، وأنت القائل:

* «وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»؟!

وتأتي الإجابة في أكثر من آية، ومنها «آل عمران / ١٦٥»:

* «أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا – قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا – قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ – إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

إن المسلمين، في عصر التنزيل، يتعجبون من هزيمتهم ورسول الله معهم، ويقولون «أَنَّى هَـذَا»، أي كيف يصيبنا ما أصابنا ونهزم ومعنا رسول الله:

«قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ».

# أولًا:

نعم إن الله تعالى ينصر المؤمنين «أهل الحق»، تدبر «غافر / ٥١»:

* «إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ»

ولكن أين «أهل الحق» اليوم، ثم من قال إن «أهل الباطل» يعيشون سعادة حقيقية وليست شكلية قائمة على منظومة التنازلات والتفهمات والمصالح المشتركة التي تحكم العالم؟!

إن منظومة المصالح المشتركة القائمة بين الناس، والتنازلات التي تحدث حتى بين أفراد الأسرة لتستمر الحياة، والاتفاقات السرية التي تعقد بين الحكام …، إنها منظومة «الأرض السعيدة» التي تعيش «فوق بركان» قد يدمرها في أي لحظة.

ثم من قال إن السعادة التي يعيشها «أهل الباطل» ليست شرًا لهم في الآخرة، هل تدبر المسلمون قول الله تعالى «آل عمران / ١٧٨»:

* «وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ – أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ – إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً – وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ»

وقول الله تعالى «القلم / ٤٤-٤٥»:

* «فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ – وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ»

وقول الله تعالى «آل عمران / ١٤٠-١٤٢»:

* «إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ – فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ – وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ – وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ – وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ – وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ»

ثم انظر ماذا قال الله بعدها:

* «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ – وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ – وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ»؟!

# ثانيًا:

إن «دين الإسلام» لن يُقام في حياة الناس إلا على أكتافهم، بداية بالفرد، ثم البيت، ثم المجتمع، بهدف إقامة «مجتمع الإيمان والعمل الصالح».

وفي هذا السياق، كان رسول الله محمد، عليه السلام، يحزن على الذين يراهم يسيرون في طريق جهنم، وهو لا يملك أن يفعل لهم شيئًا «آل عمران / ١٧٦»:

«وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ – إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً – يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ – وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

فهل يستطيع الآباء اليوم أن يفعلوا شيئًا لأولادهم الذين بلغوا النكاح واكتمل رشدهم ولم يتربوا التربية الإيمانية التي تحميهم من المسارعة مع الآخرين في الكفر؟!

لقد خلق الله الإنسان وألهمه الفجور والتقوى «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا»، وأصبح يعيش حياته مستعدا للفجور وللتقوى، وعليه أن يختار، والضابط الحاكم لهذا الاختيار هو مدى علمه بالأصول والقواعد التي قام عليها «دين الإسلام» والتزام العمل بها:

فهل عاش أولاد المسلمين «دين الإسلام» سلوكًا إيمانيًا عمليًا من قبل بلوغهم النكاح واكتمال رشدهم؟!

إن ولادة الأبناء من أبوين مسلمين، وتسجيل إسلامهم في بطاقة الهوية، ثم اتباعهم ما وجدوا عليه آباءهم من مذاهب دينية مختلفة، هذا ليس هو صمام الأمان الذي يحميهم من الوقوع في الشرك والكفر والنفاق.

إن الذي ولد مسلمًا وعاش مسلمًا حسب ما وجد عليه آباءه، يتقلب بين النفاق والشرك والكفر في اليوم عشر مرات، وقد لا يعلم بحقيقة هذا التقلب لجهله بأصول وقواعد «دين الإسلام».

ثم عندما يدرك الآباء عظم الأزمة العقدية التي وقعوا فيها نتيجة تقصيرهم في تربية أولادهم على «دين الإسلام»، يذهبون إلى المُفتين يسألونهم وهم يبكون عن مصيرهم في الآخرة، فماذا سيقول لهم المفتون؟!

إن أمرهم مفوض إلى الله تعالى، وعليهم من الآن التوبة والاستغفار، لقول الله تعالى «الفرقان / ٧٠-٧١»:

* «إِلاَّ مَن تَابَ – وَآمَنَ – وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً»

* «فَأُوْلَئِكَ – يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ – وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً»

* «وَمَن تَابَ – وَعَمِلَ صَالِحاً – فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً»

# ثالثًا:

إن المسلمين الذين يعتقدون أن الله تعالى سينصرهم على «أهل الباطل» في يوم من الأيام وذلك عندما:

١- تُعيد الملائكة إليهم «الخلافة».

٢- عندما يصل عدد المهديّين إلى «خمسين».

٣- عندما تتفق أمريكا وروسيا على أن «داعش» تحكم البلاد الإسلامية.

إن هؤلاء المساكين الذين يحلمون بأنهم منصورون في يوم من الأيام، وهم معظم المسلمين، هؤلاء لا نملك لهم إلا الدعاء بالشفاء، لأنهم في الحقيقة يعانون من مرض نفسي خطير، يجعلهم يشعرون بـ «كوابيس» في منامهم، فيستيقظون ويكتبون موضوع هذه «الكوابيس» ثم ينشرونها على الفيس بوك.

إن «دين الإسلام» لن يقوم في يوم من الأيام على «الكوابيس» ولا على «القراءات القرآنية الإلحادية المعاصرة».

كما أن «دين الإسلام» لن يقوم بـ «الهوية الإسلامية» التي يدّعون أنها تكفي لتحريم جسد المسلمين على نار جهنم!!

إن «دين الإسلام» يقوم بـ «جهد بشري» تحمله قلوب صدقت ما عاهدت الله عليه، قلوب تتقي الله في كل شأن من شؤون حياتها، قلوب تحزن على الذين يسارعون في الكفر أسوة برسول الله «آل عمران / ١٧٦»:

* «وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ – إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً – يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ – وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

فهل يعلم المسلمون أن المحور الأساس لفهم هذه الآية هو هذه الجملة القرآنية:

* «يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ»

التي يجب أن نتدبرها في إطار قوله تعالى السابق «آل عمران / ١٧٨»:

* «إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً»

والسؤال:

كيف يتأكد المسلم اليوم أن له «حَظّاً فِي الآخِرَةِ»؟!

أن يتزود في الدنيا بخير زاد للآخرة وهو زاد التقوى «البقرة / ١٩٧»:

* «وَتَزَوَّدُواْ – فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى – وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ»

ولكن الإشكال في «أُوْلِي الأَلْبَابِ» فأين هم؟!

وماذا قدموا لأنفسهم ولأولادهم على أرض الواقع؟!

# رابعًا:

إن الله تعالى لم يأخذ «أهل الباطل» بعذاب الاستئصال، وتركهم يتمتعون بالقوة والمال والجاه والسلطان، ذلك أن مشيئته اقتضت أن يكون التغيير وفق أسباب، فإذا أخذ بها «الباطل» جنى ثمارها، وإذا لم يأخذ بها «الحق» لم يجن ثمارها «آل عمران / ١٧٩»:

* «مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ – حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ – وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ – وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ – فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ – وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ»

نتدبر جيدا:

«حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»

ثم انظر ماذا قال الله بعدها:

«وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ»

إن التمييز بين الخبيث والطيب يكون في الدنيا، وعلى أرض الواقع، الأمر الذي يفرض على كل مسلم أن يعيد النظر في هويته الإيمانية وعلى أي أساس قامت، وما هو البرهان على صحتها، وذلك في إطار هذا «المعيار الإيماني» الذي حدده الله تعالى «النور / ٢٦»:

* «الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ – وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ – وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ – وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ»

وحسب هذا «المعيار الإيماني» لن يكون بين مؤمن ومشركة، أو بين مؤمنة ومشرك، أي نوع من عقود النكاح، لأن الله تعالى يقول «الممتحنة / ١٠»:

* «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ – وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ»

* «وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ – وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»

* «أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ – وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ – وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

نتدبر: «وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

ولذلك جعل الله هذا «المعيار الإيماني» وهو القاعدة الأساس التي يقوم عليها عقد النكاح في «دين الإسلام»، وإلا كان عقدًا باطلًا تسقط كل نتائجه، فتدبر «الممتحنة / ١٠»:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ – فَامْتَحِنُوهُنَّ – اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ – فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ – فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ – لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»

وعليه، فعلى المسلمين جميعا مراجعة عقود النكاح وإعادة إقامتها على أساس هذا «المعيار الإيماني» الذي من آليات عمله:

١- «فَامْتَحِنُوهُنَّ»:

وهذا قبل مجرد التفكير في الزواج وعقد النكاح.

٢- «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ»:

وهذا أثناء فترة «الخطوبة» وعدم إجراء عقد النكاح قبل النجاح في الامتحان.

٣- ولذلك أمر الله طرفي عقد النكاح الالتزام بهذا «المعيار الإيماني»، فإذا أصر أحدهما على عدم الالتزام فـ «الانفصال»، فقال تعالى:

* «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»

# خامسًا:

هناك من يعتبرون «مقال الخميس» مقالا لـ «جلد الذات»، ولذلك منهم من خاف على صحته النفسية فامتنع عن قراءته، ومنهم من يقرأه في نصف دقيقة ليرى هل فيه جديد «يُشرح الصدر» فإن وجده سجل إعجابه، وإن لم يجد ولى مدبرا ولم يُعقب.

إن هذا الشعور العام السائد والمنتشر بين الأصدقاء لا شك أنه صحيح بنسبة ١٠٠٪، طبعا من وجهة نظرهم.

أما بالنسبة لي فأنا لا أرى أمامي، فيما يتعلق بـ «دين الإسلام»، غير اتجاه واحد فقط أعيش عليه وأموت عليه، ولا أكتب شيئًا عن غيره، وهو:

دعوة المسلمين كافة إلى إعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، وحتى يتحقق ذلك، فإنه يحرم على كل من يريد أن يتحدث عن أي شيء يتعلق بـ «دين الإسلام» الحديث عن غير دعوة المسلمين إلى الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح:

١- فهل تصدّقون القرآن، وأنه كلام الله، واجب الاتباع؟!

٢- وهل تعتقدون أنكم على «الحق» الذي وعد الله أن ينصره على الباطل؟!

٣- وهل تقيمون «الحق» في حياتك العائلية والاجتماعية وواقع حياتكم يشهد بذلك؟!

الحقيقة أن معظم ما يُنشر، بل أقول كل ما ينشر، على الفيس بوك يشهد بصحة كل فقرة جاءت في هذا المقال، وأن واقع المسلمين لا علاقة له مطلقا بـ «دين الإسلام»، والذي يرى غير ذلك:

يتفضل علينا بعلمه، ويعطينا أسماء المفكرين الإسلاميين الذين عرفوا الاتجاه الصحيح الذي يجب أن يلتزم به المسلمون للوصول إلى «دين الإسلام»، وكتبوا في ذلك خلال الأربعة عقود الماضية.

إن هؤلاء الذين نراهم ينشرون كل دقيقة موضوعات حول:

«تفسير آيات قرآنية – نقض أو مدح التراث الديني – شبهات وموضوعات إلحادية – تنمية بشرية – سياسات دولية …»

عليهم أن يسألوا أنفسهم:

ما علاقة هذا الذي تُضيّعون أوقاتكم في كتابته، وتشغلون الناس بقراءته، بـ «دين الإسلام» الذي حملته «نصوص الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد؟!

ماذا لو أن التابع منكم والمتبوع، وجدوا أنفسهم في لحظة في يوم الحساب، ويقال لكل واحد منكم:

* «اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

وطبعا موضوع الحساب معروف «طه / ١٢٤-١٢٦»:

* «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي – فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً – وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى»

* «قَالَ رَبِّ – لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى – وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً»

* «قَالَ كَذَلِكَ – أَتَتْكَ آيَاتُنَا – فَنَسِيتَهَا – وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»

أليس هذا هو القرآن الذي نؤمن به، وهل هناك تحريف من «محمد مشتهري» لمدلولات آياته ليوافق هواه؟!

ولذلك أختم هذا المقال الطويل باقتراح:

طالما أننا لا نستطيع أن نغير ما هو كائن إلى ما يجب أن يكون، فتعالوا نتفق على «أن نكفر بهذا القرآن»، والسبب:

كي نكون في الحقيقة منطقيين مع أنفسنا، لأننا لو حشرنا مع «المنافقين» سيكون مكاننا «فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» لذلك كان من الأفضل لنا أن نحشر إلى درجة أعلى مع الكافرين والمشركين.

عندما كنت استخدم تعبير «الطيور على أشكالها تقع» ويغضب مني الأصدقاء، كان المقصود بكلمة «أشكالها» هو المعنى المستفاد من قوله تعالى «الأنفال / ٣٧»:

* «لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ – وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ – فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً – فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»

ومن قوله تعالى «آل عمران / ١٧٩»:

* «مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ – حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»

والآن: هل عرفت مصير من ماتوا، وفق «المعيار الإيماني»، فتزوَّدت بزادهم، لتحلق بهم؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى