إجابة على سؤال الصديق Mohamed Bassou
وهو في الحقيقة سؤال تدور حوله شبهات منذ زمن بعيد، دون أن يُفرّق أصحابها بين كلمة «أمين» بالهمز، وكلمة «آمين» بالمد.
وحسب أدوات فهمي للقرآن، فإن «منظومة التواصل المعرفي» هي المحور الأساس الذي تدور حوله هذه الأدوات المستنبطة من ذات النص القرآني، وفي مقدمتها «اللغة العربية وعلومها».
ويستحيل أن يكون لقرآن قد نزل بجميع الكلمات التي كان ينطق بها «لسان العرب» في عصر التنزيل، حتى نقول إن عدم وجود كلمة في القرآن تداولتها ألسن المسلمين إلى يومنا هذا يعني أنها ليست عربية، ذلك أن القرآن ليس مرجعًا لغويًا لـ «لسان العرب».
والذين ذهبوا إلى وجود نوع من التشابه، لفظًا وكتابةً، بين كلمة «آمين» وكلمة «آمون»، وأن «آمين» مشتقة من «آمون»، هؤلاء نقول لهم:
إذا كنا سنتعامل مع الكلمتين من منطلق «علم الاشتقاق»، وليس من منطلق تاريخي، أي من منطلق «التماثل والتشابه الشكلي»، إذن فلماذا لا تكون «آمون» هي المشتقة من «آمين»؟!
وإذا تعاملنا مع الكلمتين من منطلق «لغة القوم»، فإن كلمة «آمون» تعني بالفرعونية:
١- «المتخفي» لاعتقادهم أن النباتات تنمو فوقه مغطيةً كل حقوله الجميلة.
٢- «ذو الزراع العالية».
والمعنيان ليس لهما أي علاقة بفهم المسلمين لكلمة «آمين» وأنها تعني «اللهم استجب»، أو «استجب يا رب»، أو «استجب يا الله»
والسؤال:
كم عدد «المسلمون» الذين يزلزلون مساجدهم «في العالم أجمع» عندما ينطقون كلمة «آمين» بعد قولهم «وَلاَ الضَّالِّينَ» ؟!
طبعا «٩٩٪» من الـ «مليارين» مسلم.
حتى أن أئمة الحرم ينطقونها «أمين» بدون «مد»، والمصلون ينطقونها وراءهم «آمين» بـ «المد» عشرين حركة، وليس فقط ست حركات!!
وفي هذا السياق أقول للمغيّبين:
* عن حقيقة «الوحدانية»: فيشركون مع الله هواهم.
* عن حقيقة «النبوة»: فيفترون على رسول الله الكذب.
* عن حقيقة «دين الإسلام»: وأن مرجعيته ليست «القرآن وكفى».
* عن حقيقة «أحكام القرآن»: وأنه يستحيل فهمها من داخل القرآن.
* حقيقة أدوات فهم القران: وأنها يجب أن تكون مستنبطة من داخل القرآن.
* عن حقيقة أولويات الدعوة الإسلامية: وأنه يحرم أن نُحدث الناس عن غير تغيير ما بأنفسهم نحو «ما يجب أن يكون» وفق ما أمر الله به في القرآن.
أقول للمغيّبين عن هذه الحقائق:
إذا توفاكم الله على حالكم هذا ستدخلون «جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.
محمد السعيد مشتهري