Warning: Undefined array key 1 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505
(1295) 1/8/2019 «مقال الخميس» «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ» – نحو إسلام الرسول

نحو إسلام الرسول

(1295) 1/8/2019 «مقال الخميس» «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ»

كثير من المسلمين، إن لم يكن معظمهم، عندما تقول لهم لقد «حرّم» القرآن هذا الشيء، يُسارعون ويقولون:

أين الآية القرآنية التي تحمل «الدلالة القطعية» على التحريم؟!

أين الآية القرآنية التي تُحرّم «الهيروين»، و«التدخين»، و«عمليات التجميل» …، إلى آخر عشرات المسائل التي هي محرّمة أصلًا تحريم الكبائر، ومع ذلك يفعلها المسلمون، وتباركها القراءات التنويرية والمعاصرة، باعتبارها «حلالًا»!!

والسبب:

أن هؤلاء يجهلون «علوم اللغة العربية»، و«صيغ التحريم» التي وردت في القرآن، و«علل الأحكام»، ولا يعلمون إلا شيئًا واحدًا:

أن عقولهم لا تقبل أن يكون هذا الشيء محرمًا!!

ومتى كانت «العقول» هي التي تحدد موقفها من «أحكام القرآن» وليست «الآيات القرآنية» وأدوات استنباط أحكامها؟!

أولًا:

سأضرب بعض الأمثلة، من عشرات الأمثلة، لمسائل حرّمها الله تعالى تحريمًا قطعيًا، دون أن ترد في السياق بصيغة «التحريم».

١- «غض البصر»:

لقد حرّم الله تعالى إطالة النظر إلى المرأة، وحرّم على المرأة إطالة النظر إلى الرجل، فقال تعالى «النور / ٣٠-٣١»:

* «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ – وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ»

* «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ – وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ»

وعلة التحريم هنا هي فعل الأمر «قل»، ومساواة حفظ الفرج بغض البصر، بقرينة العطف بـ «الواو».

والسؤال:

كم عدد المسلمين الذين «يُصرّون» يوميًا على فعل هذا العمل «المحرم»، ومعلوم قرآنيًا أن الإنسان لو مات مصرًا على معصية الله مات كافرا؟!

٢- «تحريم نكاح الجدة»:

هل يحل للمسلم أن ينكح جدته؟!

لا يوجد نص قرآني «قطعي الدلالة» يُحرم ذلك.

إذن فمن أين جاء «تحريم» نكاح «الجدة»؟!

جاء عن طريق «علم الاستنباط»، من قوله تعالى «النساء / ٢٣»:

«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ»

فشجرة «الأم» كلها محرمة، وإن علت وإن سفلت.

٣- «تحريم الزنى»:

إن الله تعالى لم يُحرم الزنى، وإنما حرّم «الاقتراب» من الزنى، فقال تعالى «الإسراء / ٣٢»:

«وَلاَ تَقْرَبُواْ – الزِّنَى – إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً»

والنهي في «وَلاَ تَقْرَبُواْ» يقتضي تحريم «الاقتراب» من جميع الطرق الموصلة إلى الزنى.

فماذا عن مشاهدة المسلمين للأفلام والمسلسلات التي تثير الشهوات، وفتح أبواب هذه الشهوات على مصراعيها أمام أولادهم؟!

٤- «تحريم الخمر»:

يقول الله تعالى «المائدة / ٩٠»:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ – رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ – فَاجْتَنِبُوهُ – لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»

لم يرد نص صريح قطعي الدلالة بتحريم الخمر، وإنما ورد «الاجتناب» الذي هو من صيغ التحريم الدالة على وجوب «البعد» و«الابتعاد» مثله مثل «الاقتراب».

وعلة التحريم هي: وصف الفعل بأنه «رجس من عمل الشيطان».

٥- «تحريم السرقة»:

لم يرد نص صريح قطعي الدلالة بتحريم السرقة، فهل معنى ذلك أن السرقة حلال، وماذا عن قوله تعالى «المائدة / ٣٨»:

«وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»

إذن، فأي «فعل» تترتب عليه «عقوبة»، كان محرّمًا.

٦- «تحريم الأكل بدون ذكر اسم الله عليه»:

يقول الله تعالى «الأنعام / ١٢١»:

«وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ – وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ – وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ – وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ»

وعلينا أن نتدبر هذه الآية جيدا، وخاصة هذا النهي «وَلاَ تَأْكُلُواْ» الذي هو
«نهي تحريم»، وكيف أن «الجدل الشيطاني» سيقوم بين الناس بسبب هذه المسألة: «وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ».

والسؤال:

كم عدد البيوت المسلمة التي قامت بتربية أولادها على ذكر اسم الله عند الأكل والشرب؟!

إذن فأضف أيضا إلى قائمة «الإصرار» الإصرار على هذا فعل المحرم.

٧- «تحريم المكروه»:

عندما نتدبر قائمة المحرمات التي وردت في سورة «الإسراء / ٢٢-٣٧» نجد أن الله تعالى يقول بعدها في «الآية ٣٨» تعقيبا على ما سبق ذكره من محرمات:

«كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا»

فهل كل ما ذكره الله في الآيات السابقة، «كُلُّ ذَلِكَ»، هو من باب «المكروه» وليس «المُحرّم»؟!

إن علاقة «الذين آمنوا» بـ «أحكام القرآن» هي «الطاعة المطلقة»، أو «المعصية المطلقة»، وليس بينهما الدرجات الفقهية التي اصطلح عليها فقهاء المذاهب المختلفة ومنها «المكروه».

وسأكتفي بهذه الأمثلة في بيان أن هناك الكثير من «المحرمات» لم ترد في السياق القرآني بصيغة «التحريم».

والسؤال:

إذن، فعلى أي أساس «فقهي قرآني» يُبيح مؤمن أسلم وجهه لله تعالى «جراحات التجميل»؟!

ثانيًا:

لقد هل كان أهل اللسان العربي، الذين نزل عليهم القرآن، يعلمون جيدًا دلالات كل كلمة قرآنية، وموضعها البلاغي في السياق، وهذا ما أفاده قول الله تعالى «إبراهيم / ٤»:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ – إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

إذن فسبب إرسال الرسل بألسن أقوامهم هو «البيان»، ومقتضى هذا «البيان» أن يفهم القوم دلالات كل كلمة حملتها رسالة الله، «نحويًا وصرفيًا وبلاغيًا».

ولذلك عندما بيّن الله تعالى موقف المكذبين من رسالة رسول الله محمد، عليه السلام، وقال تعالى «يونس / ١٥»:

* «وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ – قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا»

* «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ – قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي»

* «إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ – إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ»

لقد كان المكذبون يعلمون معنى هذه الطلبات التي طلبوها من رسول الله، ويعلمون الفرق بين:

الطلب الأول: «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا»

والطلب الثاني: «أَوْ بَدِّلْهُ»

فهل يعلم المسلمون هذا الفرق؟!

وهل يعلم الملحدون في آيات الله وأحكامها، أهمية استخدام «أو» في عطف الطلب الثاني على الطلب الأول؟!

ثالثًا:

١- إن العطف بـ «أو» يعني أن:

الطلب الأول: «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا»

يختلف «جذريًا» عن:

الطلب الثاني: «بَدِّلْهُ»

ولكي نفهم وجه الاختلاف علينا أن نفهم أولا معنى «أَوْ بَدِّلْهُ»:

وبالبحث عن جذر «بَدّل» في السياق القرآني نحصل على «٤٤» موضع كلها تدور حول محور واحد هو:

أ- إلغاء ومحو الشيء من «جذوره».

ب- الإتيان بشيء آخر مكانه بـ «جذور جديدة».

ج- ويؤدي هذا «البديل» الجديد نفس الوظيفة التي كان يؤديها «المُبَدَّل».

ومن الأمثلة الدالة على أن «التبديل» يكون «جذريًا»:

المثال الأول:

قوله تعالى «النساء / ٥٦»:

* «كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا»

فكلمة «غَيْرَهَا» تبيّن أن «التبديل» تبديل جذري، حيث يخلق الله تعالى جلودًا جديدة متصلة بجهاز عصبي جديد، هو المسؤول عن عملية «الإحساس».

وعلة هذا «التبديل الجذري» هي:

* «لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ»

لأن الجلد بعد حرقه لا يشعر صاحبه بأي ألم، فإذا لم يتم «تبديله جذريًا»، يصبح عذاب جهنم مجرد ثانية فقط!!

المثال الثاني:

قوله تعالى «النحل / ١٠١»:

* «وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ»

إن قولهم لرسول الله: «إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ» يعني:

أن «تبديل الآية» كان جذريًا، فقد كانوا يطلبون من رسول الله آيات حسية مثل التي أيد الله بها الرسل السابقين، فلما جاءت «آية قرآنية عقلية» قالوا ما قالوه.

المثال الثالث:

قوله تعالى «إبراهيم / ٤٨»:

«يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ»

ولا تحتاج إلى تعليق.

رابعًا:

والآن يصبح من السهل أن نفهم «الطلب الأول» الذي طلبه المكذبون من رسول الله، والذي ورد في جملة:

* «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا»

إذن فهم لا يطلبون محو وإزالة القرآن من جذوره، والإتيان بقرآن جديد، من حيث «الشكل والمضمون»، وإنما يطلبون محو وإزالة الآياتِ التي تتنافى مع أهوائهم ومُعتقداتهم، والإتيان بأخرى مكانها توافق أهواءهم وتمدح معتقداتهم، مع بقاء «القرآن» كما هو دون «تبديل».

ولقد أمر الله رسوله محمدًا أن يرد على هؤلاء المكذبين بقوله:

* «قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي»

والسؤال:

لماذا جاء الرد عليهم يتعلق بطلبهم الثاني «أَوْ بَدِّلْهُ»، وماذا عن طلبهم الأول «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا؟!

والجواب:

أن المكذبين يعلمون أن طلبهم الأول يعني محو وإزالة معظم آيات القرآن، الأمر الذي جعلهم يأتون بطلبهم الثاني «أَوْ بَدِّلْهُ» باعتبار أن هذا أفضل من الانشغال بعملية المحو والإزالة الجزئية.

لقد حصر الله تعالى الرد على المكذبين في طلبهم الثاني «أَوْ بَدِّلْهُ» دون الإشارة إلى طلبهم الأول «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا»، من باب «المجاز»، حيث عبّر عن الجزء «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا» بالكل «أَوْ بَدِّلْهُ» أي القرآن كله.

فإذا نظرنا إلى هذا الرد من الناحية «المنطقية» وجدناه صحيحًا، لأنه إذا كان الطلب الأول، الذي هو «تغيير البعض» مرفوضًا، فمن باب الأولى أن يكون طلبهم الثاني «تبديل القرآن كله» أكثر رفضًا.

خامسًا:

إن غياب «فقه اللغة العربية» عن قلوب المسلمين، وعدم درايتهم بعلاقة التلازم بين «الترادف» و«دلالات» الكلمة المختلفة، كان هو العقبة الكؤود أمام وقوفهم على الفروق اللغوية بين معظم كلمات القرآن، ومنها:

* «التبديل»:

الذي هو الإتيان بشيء جديد، «يُسمى البَدَيل»، ليحل محل شيء تم محوه وإزالته «يسمى المُبدَّل».

* و«التغيير»:

الذي هو تحوّل في مكونات الشيء يحدث نتيجة تدخل خارجي.

والذي يجلس مع الـ «٤٤ آية» التي ورد فيها جذر «بَدّل» جلسة تدبر، سيقف على الحكمة من استخدام السياق القرآني للفظ «التغيير» وليس «التبديل» في قوله تعالى «النساء / ١١٩»:

* «وَلآمُرَنَّهُمْ (فَلَيُغَيِّرُنَّ) خَلْقَ اللّهِ»

فلم يقل إبليس:

«وَلآمُرَنَّهُمْ (فَلَيُبدّلُنَّ) خَلْقَ اللّهِ»

لأن «فتنة الإغواء الإبليسية» لا تعمل إلا وفق «خطوات»، كما قال الله تعالى:

«وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ»

إن الشيطان لن «يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ» بطريقة وصورة «مباشرة»، كأن يقول للناس «بدّلوا حياتكم جذريا»، وإنما يوحي إليهم بما «يُغيّر» حياتهم تدريجيًا «خطوات» نحو تحقيق أهدافه.

ولذلك قال تعالى:

* «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى (يُغَيِّرُواْ) مَا بِأَنْفُسِهِمْ»

ولم يقل الله تعالى: «حَتَّى (يُبَدّلُوا) مَا بِأَنْفُسِهِمْ»

لأن «ما في النفس» يحتاج إلى «تغيير» وليس إلى «تبديل».

سادسًا:

لذلك عُطفت جملة:

«وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ»

على جملة:

«وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ»

لاشتراك الجملتين في «التغيير المادي» الشيطاني، بعد أن سبقهما «التغيير المعنوي» الشيطاني، وذلك في قول الشيطان:

* «وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ»

والفرق بين:

الأولى: «فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ»

والثانية: «فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ»

أن الأولى «خاصة» بتغيير شيء معين، والثانية «عامة» تشمل تغيير كل ما هو من خلق الله تعالى، وذلك عن طريق التلاعب في مكونات الشيء بدون إذن من الله تعالى، وهذا ما أفاده قوله تعالى «يونس / ٥٩»:

«قُلْ أَرَأَيْتُم – مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ – فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً – قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ – أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ»

إن «جعل» الحلال حراما، والحرام حلالا، هذا «تغيير» وليس «تبديل»، وإلا لاستخدم السياق «الخلق» وليس «الجعل»، ذلك أن آلية «الجعل» تعمل في الموجود بتغيير خصائصه «ظاهريًا».

سابعًا:

متى يذهب الإنسان إلى الطبيب؟!

والجواب: عندما يكون «مريضًا».

ولماذا يذهب الإنسان إلى «جراح التجميل»:

هل لإعادة عمل وظيفة عضو من أعضائه أصيب في حادث؟!

أم لتحسين وتجميل عضو من أعضائه، أو أعضائه كلها؟!

ولذلك من الخطأ الكبير وجود تخصص في كليات الطب باسم «جراحة التجميل»، لأن هذا النوع من الجراحات نشأ أصلا من أجل «تجميل وتحسين» مظهر أعضاء جسم الإنسان، وليس بهدف إعادة وظيفة الأعضاء لتؤدي العمل الذي خلقها الله من أجله.

إن «جراحة التجميل» إما «تُبدّل» شيئًا خلقه الله تعالى، أو «تُغيّر» فيه، وفي الحالتين يحتاج الجراح إلى «إذن من الله تعالى» قبل أن يقوم بـ «التبديل» أو «التغيير».

و«إذن الله تعالى»، كما تشير إليه كثير من الآيات، هو:

١- «المرض»:

الذي يُجمع الأطباء على وجوب التدخل الجراحي لإنقاذ حياة المريض.

٢- «الحوادث»:

التي تُعطّل وظيفة عضو أو تشوّهه.

وما عدا ذلك فهو التطور الطبيعي لأعضاء جسم الإنسان، الذي أشارت إليه أكثر من آية، «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً – ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً»، والعمل على إعادة الشباب والحيوية لجلد الإنسان، لن يُغيّر عمره المسجل في هويته الشخصية.

إن المؤمن الذي أسلم وجهه لله تعالى، لا يذهب إلى الطبيب إلا لضرورة المرض، ولا يذهب إلى جراح إلا لضرورة الجراحة ووجوبها.

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى