مازال الناس لا يصدقون، أن “القرآن” الذي بين أيدي المسلمين اليوم، هو “الآية الإلهية” الدالة على صدق “نبوة” النبي الخاتم محمد، عليه السلام، وأنها لا تقل في حجيتها عن “الآيات الحسية”، التي أيد الله بها الرسل السابقين، ورآها الناس بأم أعينهم، كعصى موسى، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله!!
لماذا لا يصدقون أن هذا “القرآن”، الذي يوجد منه مليارات النسخ بين أيدي المسلمين، ليس فقط ورقا يحمل جملا وكلمات عربية، وإنما يحمل في ذاته “آية إلهية”، أمر الله رسوله أن يتلوها على الناس، وأمر الناس باتباعها؟!
ألم يكن الله تعالى قادرا، أن يجعل آيات الذكر الحكيم، تخرج من المصحف، بمجرد تلاوتها، وتقف أمام الناس في الهواء؟! ألم يكن ذلك معينا للناس على الإيمان بأنهم أمام برهان يثبت صحة نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى؟!
وقبل أن تتسرع في الإجابة…، هل تؤمن أولا أن الله تعالى كان قادرا أن ينزل القرآن آيات حسية، تمشي على الماء، وتسبح في الهواء؟! إذن فلماذا لا تؤمن أن “الآية القرآنية”، أعظم من كل “الآيات الحسية” التي أيد الله تعالى بها جميع الرسل؟! ولكن، أين هي؟!
لقد تعامل المسلمون مع القرآن على أنه كتاب إلهي فقط، يدرسون آياته، ويقدمون الأبحاث العلمية عنها، ويقرؤونه في المناسبات، وفي الصلاة…، تماما كما فعل أهل الكتاب بالتوراة والإنجيل!! ولقد غاب عنهم أن الناس ما كانوا ليؤمنوا بالتوراة لولا عصى موسى، وما كانوا ليؤمنوا بالإنجيل لولا الآيات الحسية التي أيد الله بها عيسى، ولن يؤمنوا بالقرآن، لأنهم لم يروا “الآية القرآنية” تتحرك أمامهم!!
فهل يستطيع المسلمون أن يجعلوا القرآن يمشي على الماء، ويسبح في الهواء؟!
* “أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”