* «الأصول العلمية لإسقاط معجزة عدنان العددية»
نستكمل ما ذكرته في نهاية المنشور السابق، فأقول:
أولًا:
١- يقول عدنان الرفاعي «ص٥» عن الهمزة:
«الهمزة التي في بداية الكلمات مثل «ءَاَدَمَ، ءَاَمَنَ» ليست حرفًا لأنه عند إضافة حرف إلى بداية هذه الكلمة تذهب الهمزة من مكانها».
# أقول:
عندما يتعرض «عدنان الرفاعي» لمسألة خطيرة مثل هذه، عليه أن يلتزم بأصول ومبادئ البحث العلمي، ويخبرنا من أين جاء بهذه القاعدة؟!
٢- ثم يقول:
«والحرف الأول في بداية هذه الكلمات هو حرف الألف، فكلمة «يَٰـَٔادَمُ» حيث يُضاف حرف الياء إلى بداية كلمة «ءَادَمَ» وكلمة «لِأَدَم» حيث يُضاف حرف اللام إلى بداية كلمة «ءادم»، تُرسَمَا في القرآن دون أي اعتبار لهذه الهمزة»
# أقول:
الحقيقة أنا لم أفهم شيئا من هذه الفقرة، فأين حرف الألف أصلًا في كلمة «ءادم» والهمزة تنطق وتقول أنا هنا، إلا إذا كان يقصد «الألف اللينة» فتصبح المصيبة أكبر؟!
ثم ما علاقة حرف النداء «يا» بهمزة «ءادم» في كلمة «يَٰـَٔادَمُ»، وفي الحالتين الهمزة «منطوقة»، وكذلك مسألة «اللام»؟!
٣- يقول:
وهنا يُسحب على الحالات المشابهة مثل كلمة «قرءان»، فهذه الكلمة مكونة من «قاف، وراء، وألف، ونون، أي من أربعة حروف».
# أقول:
عندما يشير إلى كلمة «قرءان» ويقول إن هذه الكلمة مكونة من «قاف، وراء، وألف، ونون»، فهذا عين افتراء الكذب على الله تعالى، إلا إذا كان لم ير «الهمزة» وفي هذه الحالة يكون العتاب على النظر الذي قرأ الكلمة «قُرَانْ»!!
٤- يقول:
«وكذلك الأمر في كلمة «ءاخر» فهي مكونة من ثلاثة حروف «الألف، والخاء، والراء».
# أقول:
وأيضا يكون العتاب على النظر الذي قرأ الكلمة «اخر»، ولا معنى لها!!
٥- ويقول:
«الهمزة في نهاية الكلمات مثل شيء، بريء، الخبء، دفء، ليست حرفًا، فعند إضافة حرف إلى نهاية هذه الكلمات لا تحافظ هذه الهمزة على مكانها.
مثلا كلمة «شيئًا» ترسم في القرآن ثلاثة حروف فقط هما حرفا كلمة شيء: الشين، والياء، والحرف المضاف وهو حرف الألف، فلو كانت حرفًا لوضع لها كُرسي خاص بها كما هو الحال في كتابتنا الإملائية»!!
# أقول:
يضرب مثالًا بكلمة «شيئًا» ويقول إنها ترسم في القرآن ثلاثة حروف فقط، دون أن يُفرق بين «الهمزة» و«الألف اللينة»!!
وها هي جملة قرآنية تجمع بين الكلمتين، ليتعلم منها أن القضية ليست في «الرسم» وإنما في «النحو» الذي فرق بين الكلمتين بسبب الحالة الإعرابية التي يجهلها «عدنان الرفاعي»:
فيقول الله تعالى «الآية ٥٧ / هود»
* «وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيًۡٔا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظ»
٦- يقول:
وفي رسم كلمة «بَرِيُٓٔونَ» في الآية التالية دليل آخر على ذلك:
* «وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡ أَنتُم بَرِيُٓٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ»
فالهمزة في كلمة «بَرِيُٓٔونَ» لا تعد حرفا، لأنه لم يُرسم لها كرسي خاص بها، وحروف هذه الكلمة هي:
«باء، راء، ياء، واو، نون»
# أقول:
الحقيقة لا أعلم معنى «بريون»!!
٧- ويقول:
«أما بالنسبة لطلبهم حساب الهمزة في كلمة «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ» في قوله تعالى في سورة نوح:
«مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا»
فنسألهم: أين الكرسي المرسوم لهذه الهمزة التي هي في وسط الكلمة؟!
وهل نظرتم إلى الهمزة في كلمة «سَيِّئَةٗ» كيف وُضع لها كرسي مما جعلنا نعتبرها حرفا، وإلى الهمزة في كلمة «ٱلسَّئَِّاتُ» كيف أنه لم يوضع لها كرسي وبالتالي لم نعتبرها حرفا شأنها بذلك شأن الهمزة في كلمة «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ»؟!
# أقول:
فإذا أضفنا إلى الكلمتين كلمة «سَئَِّاتِكُمۡ» فما معنى هذه الكلمات:
«ٱلسَّيِّاتُ»، «خَطِيٓـتِهِمۡ»، «سَيِّاتِكُمۡ»؟!
ثانيًا:
ثم بعد عرض أمثلة كثيرة لا محل لها من الإعراب، قال:
١- «وهكذا نرى أن معيار اعتبار الحرف المرسوم حرفًا هو معيار قرآني مجرد عن الأهواء وعن القواعد الوضعية التي وضعها البشر».
# أقول:
كيف يكون معيارًا مجردًا عن الأهواء، وكل الكلمات المرسومة التي حملتها «المعجزة الكبرى» طلاسم لا معنى لها؟!
٢- ويقول «ص ١٦»:
«هل تم أي خرق في تعلق القيم العددية أو مجموع الحروف، بالمعنى والدلالات وفق البعد الذي نعرضه، في أي مثال من أي بعد إعجازي قمنا بعرضه في البرامج أو في الكتب؟!
إن تم ذلك فمن حقه أن يتكلم وأن يتهم ما يحلوا له من اتهام، وإلا فالإساءة ليست لنا وإنما لكتاب الله ..»
# أقول:
لقد تم نسف قاعدة «توازن المعنى مع القيم العددية» من جذورها، فسقطت جميع النتائج التي قامت عليها «المعجزة الكبرى».
ولذلك كان من حقنا أن نبيّن للناس «المنهجية الهرمنيوطيقية» التي قامت على انتقاء ما نجح «عدنان الرفاعي» في جعل عملياته الحسابية تكون من مضاعفات «العدد ١٩»، وكذلك ما تساوت قيمه العددية بين طرفي المعادلة.
٣- ثم قال «ص ١٧»:
«إذا معيار اعتبار الهمزة حرفا في كتاب الله، ومعيار وضع الألف المقصورة في صف حرف الياء، وكل ما قمنا به في هذه المسائل، هو ناتج عن اعتبار معايير قرآنية وعن علم بحقيقة المصحف الأول، والقيم الدلالية لكلماته الكريمة»
# أقول:
فإذا أعطينا ظهورنا لقوله «هو ناتج عن اعتبار معايير قرآنية» فلن نستطيع أن نعطيها لقوله «وعن علم بحقيقة المصحف الأول، والقيم الدلالية لكلماته الكريمة».
الأمر الذي يعني أنه شاهد المصحف الأول الذي كان بين يدي رسول الله، والقيم الدلالية لكلماته الكريمة، وقد أكد ذلك بقوله «ص٣»:
«نعم رسم القرآن توقيفي بأمر من الله، وكان النبي يأمر كتبة الوحي بكتابته كما رآه رسمًا»
وقد سبق أن قال «ص ١٤»:
«الكل يعلم أن الحركات لم تنزل من السماء كرسم في المصحف الأول، ولكن هذا لا يعني ضياعها، أبدا لقد وُضعت الحركات فقط لتساعد القارئ على حقائق موجودة أصلا في كتاب الله».
والسؤال:
يقول: «إن الحركات لم تنزل من السماء كرسم في المصحف الأول»؟!
إذن فمن الذي وضع حركات المصحف، كحركات الإعراب من رفع ونصب وجر…؟!
٤- ثم عندما يقول «ص ٣»:
«وما تمت إضافته لاحقا هو فقط لمساعدة القارئ في قراءته ويدخل في ذلك التنقيط والحركات والشدة والألف الخنجرية وبعض الحروف التي وُضعت لمساعدة القارئ في قراءاته»
# أقول:
(أ) ماذا يقصد بقوله «وما تمت إضافته لاحقا»، هل يقصد في عصر التدوين مثلا، أي بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن؟!
(ب) إن المتدبر لما نقلته في «ثانيًا» من كتاب «رسم الحرف في كتاب الله»، يعلم أن «عدنان الرفاعي» يؤمن إيمانا يقينيّا بأن المسلمين هم الذين حفظوا القرآن، ولولا أنهم قاموا بضبط كلماته بالتنقيط والحركات والشدة والألف الخنجرية …، لضاع القرآن.
وهل أئمة «فرقة أهل السنة والجماعة» قالوا بغير ما قاله صاحب «المعجزة الكبرى»، وأن التشكيك في «الأحاديث» معناه التشكيك في القرآن، لأن الذين نقلوا وحفظوا «الأحاديث» هم الذين نقلوا وحفظوا القرآن؟!
(ج) وإذا كانت «الألف الخنجرية»، أي الألف الصغيرة «ا» التي توضع بين الحروف ككلمة «يَٰـَٔادَمُ»، إذا كانت وُضعت لمساعدة القارئ في قراءة القرآن، وبالتالي فهم معاني كلماته.
فلماذا لم يدخلها «عدنان الرفاعي» في حسابات «أبجديته الجديدة»؟!
وليعلم أن:
هذا الرسم «يَٰـ» هو «يا» النداء، ثم كلمة « َٔادَمُ» مبدوءة بالهمزة، فكيف يحذف هذه «الألف الخنجرية» من حسابات «أبجديته الجديدة»؟!
مثال: قوله تعالى:
«مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا»
فكلمة «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ» جمع، فإذا حذفنا «الألف الخنجرية» ولم نحسب «الألف» التي تمثلها، أصبحت الكلمة «خَطِيٓـتِهِمۡ» بلا معنى!!
ثالثًا:
نأتي الآن إلى بيان موضوع «الكرسي» الذي إذا جلست عليه «الهمزة» كانت «همزة» شاطرة بتسمع الكلام، وإذا لم تجلس عليه لم تحسب «همزة» عقابا لها.
١- أمثلة:
(أ) قوله تعالى:
* «وَٱلَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيَٓٔتِي يَوۡمَ ٱلدِّينِ»
إذا نظرنا إلى كلمة «خَطِيَٓٔتِي» وجدنا «الهمزة» ليست على «نبرة»، أي لا تجلس على «كرسي»، فهل معنى هذا أن نحذف «الهمزة» لعدم وجود كرسي تجلس عليه وتصبح الكلمة «خَطِيٓتِي» بلا معنى؟!
(ب) قوله تعالى:
* «وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَٔٗا»؟!
فإذا حذفنا همزة «خَطَٔٗا» أصبحت «خَطَا» بلا معنى، و«الهمزة» هنا حرف أصيل في الكلمة، حتى وإن لم تجد لها كرسي تجلس عليه.
(ج) قوله تعالى:
«وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِِٔينَ»
فإذا حذفنا همزة «ٱلۡخَاطِِٔينَ» أصبحت «ٱلۡخَاطِينَ» بلا معنى، و«الهمزة» هنا حرف أصيل في الكلمة، حتى وإن لم تجد لها كرسي تجلس عليه.
(د) قوله تعالى:
«لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطُِٔونَ»
فإذا حذفنا همزة «ٱلۡخَٰطُِٔونَ» أصبحت «ٱلۡخَٰطِونَ» بلا معنى، و«الهمزة» هنا حرف أصيل في الكلمة، حتى وإن لم تجد لها كرسي تجلس عليه.
* وغير ذلك من مئات الأمثلة التي تُسقط «الأبجدية الجديدة» وحسابات «المعجزة الكبرى» من قواعدها.
٢- فأين المشكلة؟!
المشكلة في الجهل بعلوم اللغة العربية، وخاصة «علم الصرف» و«الميزان الصرفي» الذي لا يعلم «عدنان الرفاعي» شيئًا عنه، ولا «فرقد المعمار» المتحدث الرسمي باسم «عدنان»، ولا «العدنانيّون».
فما هو «الميزان الصرفي»؟!
(أ) هو معيار لمعرفة حقيقة الكلمات الموزونة:
عدد حروف الكلمات – ترتيب الحروف – الأصيل من هذه الحروف – ما تحرك من هذه الحروف وما سكن – ما تقدم من هذه الحروف وما تأخر.
(ب) وُضع «الميزان الصرفي» على أساس أن الأصل الغالب في الكلمة «ثلاثة أحرف»، فجعلوا الميزان كلمة «فَعَلَ».
فإذا أردنا وزن كلمة «أخذ» فإن:
الحرف الأول «أ» المقابل للفاء في الميزان يُسمى «فاء الكلمة».
والثاني «خ» المقابل للعين في الميزان يُسمى «عين الكلمة».
والثالث «ذ» المقابل للام في الميزان يُسمى «لام الكلمة».
مثال: الوزن الصرفي لكلمة «ءَانِيَةٖ» في قوله تعالى:
«تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ»
هو «فاعلة»
أمَّا الوزن الصرفي لكلمة «بَِٔانِيَةٖ» في قوله:
«وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بَِٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ»
فهو «أفعلة».
ذلك أن أصل الكلمة «أَأْنية»، فالتقت همزتان:
الأولى همزة زائدة محركة بالفتح «أَ»
والثانية «فاء الكلمة» ساكنة «أْ».
فتبدل الهمزة الثانية حرف «مَد» من جنس حركة الهمزة الأولى، «أي الفتح» فنشأت الألف اللينة التي بعد الهمزة «ءَانِيَةٖ»، ويسمى هذا المد «مد بدل».
(ج) والآن نعود إلى كلام «عدنان الرفاعي» عن كلمة «ءادم»:
«الهمزة التي في بداية الكلمات مثل «ءَاَدَمَ، ءَاَمَنَ» ليست حرفًا لأنه عند إضافة حرف إلى بداية هذه الكلمة تذهب الهمزة من مكانها».
# أقول:
لقد قال هذا الكلام الذي لا محل له من الإعراب لأنه يجهل القاعدة التي على أساسها كُتبت الهمزة على السطر باعتبارها حرفًا أصيلا لا يحذفه من الكلمة إلا الجاهل.
أصل كلمة «ءادم» >> «ءأْدم»، أي بعد الهمزة الأولى توجد ما تُسمى بـ «الهمزة الساكنة».
* القاعدة:
لا يُجمع بين همزتين ثانيتهما ساكنة، فإن وجد فيتم أبدال الهمزة الثانية الساكنة بحرف مد مجانس لحركة الهمزة الأولى، لأن كلمة «ءأْدم» على وزن «أَفْعَل»، فتبدل الهمزة الثانية ألفًا فتصبح «ءادم».
وهذه القاعدة تُسمى بقاعدة «مد البدل» وهي:
اجتماع همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، فتبدل الهمزة الثانية الساكنة بحرف «مَد»:
«إما ألف مدية، أو واو مدية، أو ياء مدية»
وذلك حسب حركة الهمزة الأولى.
فإذا كانت مفتوحة ينزل حرف مد مجانس لها وهو ألف مدية «ا» كالتي في كلمة «ءادم».
* ولا علاقة لنا بـ «اللوح المحفوظ»، ولا بـ «عصر التنزيل»، ولا بقراءة «حفص عن عاصم» …، فقط باللغة العربية التي نزلت بها نصوص «الآية القرآنية العقلية».
وللموضع بقية
محمد السعيد مشتهري