نحو إسلام الرسول

(1241) 15/2/2019 «وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا» (٣)

* «الأصول العلمية التي أسقطت معجزة الرفاعي العددية»

لماذا لم يتقدم «عدنان الرفاعي» بـ «المعجزة الكبرى» إلى إدارة موسوعة الأرقام القياسية Guinness باعتبار أن معجزته تُعرض لأول مرة في العالم، وهو الشرط الأساس للتسجيل في هذه الموسوعة؟!

والجواب:

إن موسوعة Guinness من أدق المراجع العلمية الموجودة في العالم، حيث يقوم بالإشراف عليها مجموعة من العلماء المتخصّصين في العلوم المختلفة، وعن طريقها يعلم الناس الموضوعات التي حصل أصحابها على «أرقام قياسية» لم يسبقهم إليها أحد.

ولذلك يستحيل أن تقبل إدارة هذه الموسوعة «المعجزة الكبرى» فقد سبقتها «معجزات» من ملايين السنين جاءت أيضا بنتائج مبهرة، لمجرد ادعاء صاحبها أنها تُعرض على العالم لأول مرة.

فإذا قال «عدنان الرفاعي» لإدارة الموسوعة إنه انفرد عن باقي المعجزات بـ «أبجدية جديدة»، فسيقولون له ما قاله «محمد مشتهري» وغيره، من أن هذا الانفراد «سرابٌ» يحسبه الجاهل إعجازًا، وخير برهان على ذلك:

أولًا:

لقد ذكرت في المنشورات السابقة، وفي المنشورين المتعلقين بـ «الأصول العلمية التي أسقطت معجزة الرفاعي العددية»:

أن المحور الأساس الذي تدور حوله آليات هدم «المعجزة الكبرى» هو أن «عدنان الرفاعي» أقام نتائج هذه المعجزة العددية على «طلاسم» لا تحمل أي معنى، سمّاها أئمة «علوم القرآن» بـ «رسم الكلمة القرآنية».

ثم جعل لهذه «الطلاسم» قيمًا عددية مستخدمًا نفس حروف الهجاء التي استخدمها كل من سبقه، والتي قام عليها «حساب الجُمَّل» الذي يدعي أنه كافر به، وساوى بين الألف اللينة والهمزة وأعطاهما قيمة عددية واحدة «١»!!

و«الهمزة» في حقيقة الأمر أُمّ الحروف وتاج رأسها.

وعندما تكون المعدات والآليات التي استخدمها «محمد مشتهري» في هدم «المعجزة العدنانية الكبرى»، تحمل اسم «رسم الكلمة القرآنية».

يكون من المنطقي، ووفق الأصول العلمية، أن نبدأ بهدم الكتاب الذي سمّاه «عدنان الرفاعي» بـ «رسم الحرف في كتاب الله»، هذا الكتاب الذي يحمل مع أول صفحاته الألغام التي تنسفه تلقائيًا وبدون أي مجهود علمي من «محمد مشتهري».

في «ص ٣»، وعند قوله تعالى:

وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ»

يقول «عدنان الرفاعي»:

«فالرسول كان أحيانا يقرأ النص قبل أن يقرأه له جبريل، كونه كان يرى رسم النص القرآن النازل مع جبريل، ولذلك يأمره الله بأن ينتظر حتى يقرأه له جبريل … وقد بيّنت ذلك أكثر من مرة».

وقال:

«لذلك نقول: نعم، رسم القرآن توقيفي بأمر من الله وكان النبي يأمر كتبة الوحي بكتابته كما رآه رسمًا»

# أقول:

١- هذا هو محور الإغواء الشيطاني المتعلق بـ «رسم الكلمة»، الذي اخترق قلب «الرفاعي» وجعله يقول إن النبي:

«كان يرى رسم النص القرآن النازل مع جبريل»؟!

ويقول:

«وكان النبي يأمر كتبة الوحي بكتابته كما رآه رسمًا»؟!

وأنا أسأل:

من أي موضع في القرآن جاء «الرفاعي» بهذه المعلومات، وأن جبريل كان ينزل على النبي بقرآن مكتوب في صحف؟!

والجواب:

إنها «المنهجية الهرمنيوطيقية».

٢- لذلك تعالوا نتعرف كيف كان الأنبياء يتلقون «كلام الله»، فيقول الله في سورة الشورى «الآيات ٥١-٥٢»:

* «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ – وَحْياً – أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ – أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ»

ثم بيّن الله بعد ذلك كيف كان النبي يتلقى الوحي فقال تعالى:

* «وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا»

فإذا أردنا معرفة هذا «الروح» نجد بيانه في قوله تعالى:

* «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ»

* «عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ»

ثانيًا:

ولابد أن تكون لنا وقفة أمام قوله تعالى:

* «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ»

فقد جاءت جملة «يُكَلِّمَهُ اللَّهُ» في سياق بلاغي محكم لبيان أن رسول الله تلقى كلام الله «سماعًا»، أي «منطوقًا» وليس «مكتوبًا» في صحف.

١- لقد كان «كلام الله»، الذي نطق به جبريل وسمعه النبي، يُطبع على الفور في قلب النبي «بإذن الله» فلا ينساه أبدًا، فتدبر:

* «قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ»

وكان النبي يتعجل تكرار ما سمعه من جبريل ليحفظه ولا ينساه، فقال الله للنبي:

* «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ – إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»

وقال الله تعالى للنبي في سورة طه «الآية ١١٤»:

* «وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا»

ولو أن جبريل كان ينزل على النبي بصحف تحمل رسم كلمات الآيات القرآنية، ما تعجل النبي في تلاوتها مخافة نسيانه، أفلا تعقلون؟!

٢- وبعد أن قال الله تعالى:

* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»

قال بعدها:

* «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»

وهنا علينا أن نتدبر جيدًا كلمة «قَرَأْنَاهُ» ولماذا جاء الضمير عائدًا إلى الله تعالى؟!

لبيان مدى إحكام وحفظ الله لكل ما نطق به جبريل حتى يطمئن قارئ القرآن، وكأن الله تعالى هو الذي يقرأ القرآن عليه، وهذا يُسمى في علم البيان بـ «المجاز العقلي».

٣- لا توجد آية واحدة في القرآن تشير إلى أن النبي كان يتلقى القرآن من جبريل مكتوبًا ومرسومًا في صحف، وإنما تلقاه مقروءًا وقرأه على الناس كما تَلقّاه، ثم دُوّن في الصحف فكان «كتابًا».

وهذا ما أفاده قوله تعالى:

* «وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً»

هذه هي رحلة القرآن منذ أن تلقّاه النبي من جبريل «قراءة» وحتى بلغه للناس «قراءة»، ومعلوم أن القراءة «نُطقٌ» بكلام معيَّن، والذي يُحدد ما إذا كان «المنطوق» مقروءًا من مكتوب في صحيفة، أم من محفوظ في الصدور، هو «القرينة» الدالة على ذلك.

ولا توجد قرينة في القرآن تشير إلى أن جبريل كان ينزل على النبي بقرآن مكتوب في صحف، أما قوله تعالى:

* «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»

فهذا أمر للنبي بأن يقرأ القرآن باسم ربه، تماما كما قال الله له:

* «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»

ولا علاقة مطلقا بين الآيتين وتلقي النبي وحي القرآن.

ثالثًا:

الآن، وبكل قوة علمية نستطيع أن نقول:

إن العقلية التي حكمت تفكير «عدنان الرفاعي»، أثناء رحلته مع المعجزة الكبرى، «عقلية روائية» جعلته يوافق أئمة «فرقة أهل السنة والجماعة» في كثير من «مروياتهم»، وإن أظهر للناس كفره بها.

وأخطر هذه المرويات رواية «نزول عيسى آخر الزمان»، ثم قوله إن نتائج معجزته الكبرى قامت على كلمات المصحف الذي برواية «حفص عن عاصم»، بعد أن فشل في إقامتها على رواية «ابن عامر الشامي».

والسؤال:

هل معنى هذا أن القرآن الذي نزل به جبريل من اللوح المحفوظ، بـ «حرفه ورسمه»، هو نفسه القرآن الذي برواية «حفص عن عاصم»، و«عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الكوفي»، شيخ حفص، قد توفي عام «١٢٩هـ»؟!

فكيف كان المسلمون يقرؤون القرآن قبل «عاصم»؟!

تعالوا نستكمل فعاليات «المنهجية الهرمنيوطيقية» التي اتبعها «عدنان الرفاعي» في معجزته الكبرى، وماذا قال عن «رسم الحرف في كتاب الله» استنادا إلى رواية «حفص عن عاصم» التي يعتبرها أصح الروايات المطابقة لما في اللوح المحفوظ.

١- في نفس الصفحة «٣»، وردا على سؤال لماذا حَسَبَ «الهمزة» حرفا من كتاب الله، وقد أضيفت إلى القرآن لاحقًا، قال:

«إن الهمزة التي اعتبرناها حرفا في كتاب الله، وكل حرف في كتاب الله له هويته الخاصة به، وهذه الهوية لا تُستمد مما تم إضافته لاحقا، بل هي هوية موجودة أصلا في كتاب الله تعالى»

# تعليق:

فإذا كانت هوية الحرف لا تستمد مما تم إضافته لاحقا، فكيف عرف «عدنان الرفاعي»، وهو يعيش في هذا العصر، كتاب الله الذي حمل الهوية الأصلية للحروف؟!

٢- ثم قال:

«وما تمت إضافته لاحقا هو فقط لمساعدة القارئ في قراءته ويدخل في ذلك التنقيط والحركات والشدة والألف الخنجرية وبعض الحروف التي وُضعت لمساعدة القارئ في قراءاته»

# تعليق:

وكيف عرف «عدنان الرفاعي»، وهو يعيش في هذا العصر، أن هذا المصحف الذي بين يديه كان أصلا خاليًا من التنقيط والحركات والشدة والألف الخنجرية..، إلا من خلال مرجعيات «علوم القرآن» التي لا تختلف مطلقا عن مرجعيات «الأحاديث» التي يكفر بها؟!

٣- ثم تدبروا ماذا قال بعدها:

«ولو كان الأمر متوقفا على شكل الحرف في المصحف الأول من منظارنا نحن، لحدث خلط في ماهية الحروف»

# تعليق:

فأين هو هذا «المصحف الأول» الذي اطلع عليه «عدنان الرفاعي»، وعرف منه إشكاليات صورة ورسم الحروف؟!

٤- ثم نأتي إلى المصيبة العقدية الأكبر، التي لا مصدر لها إلا «علوم القرآن»، وقول «عدنان الرفاعي»:

«والجيل الأول كان يعلم هذه الهوية دون الإضافات اللاحقة التي وضعت فقط لمساعدة القارئ …. وكل ذلك تم عن علم تام بشكل المصحف الأول»

# تعليق:

لماذا لم يحدثنا «عدنان الرفاعي» عن «قنوات الاتصال» التي بينه وبين الجيل الأول، والتي عن طريقها عرف كل هذه المعلومات؟!

رابعًا:

عندما يتضح من كلام «عدنان الرفاعي» أنه يعلم الغيب، وأن المصحف الذي بـ «راوية حفص عن عاصم» هو الموجود في اللوح المحفوظ، وأن رسم كلماته موافقة تماما للصورة التي نزل بها الروح الأمين على قلب رسول الله محمد.

إذن فمن حقنا أن نسأل:

١- عندما عَلّم جبريل النبي كيف يقرأ سورة «يس»، وبدأ بقول الله تعالى «يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ»:

ورسم الكلمة الأولى حسب ورودها في اللوح المحفوظ «يس»، فهل نطق النبي بها «يس» أم «ياسين» بالألف اللينة؟!

وهل لم يكن النبي يَعْلَم أن مُسَمّى الحرف «ي» هو «ياء»، ومُسَمّى الحرف «س» هو «سين»، وأن ما بين الياء والسين «الألف اللينة» التي تعمل عمل «اَلْمَد»، وبدون هذه الألف تصبح معظم كلمات القرآن بلا معنى؟!

٢- وعندما عَلَّم جبريل النبي سورة الناس، ورسم النبي كلماتها حسب ورودها في اللوح المحفوظ هكذا:

* «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ – مَلِكِ النَّاسِ – إِلَهِ النَّاسِ»

فهل نطق النبي كلمة «إله» حسب رسمها الموجود في اللوح المحفوظ، أم نطق بها «إلاه» بالألف اللينة؟!

وقس على ذلك آلاف الأمثلة الأخرى ليبقى السؤال قائما:

كيف يقيم «عدنان الرفاعي» المعجزة العددية الكبرى على «رسم الكلمة» التي يستحيل فهم معناه بمعزل عن «مُسمَّاه المنطوق»؟!

لقد ضبط «عدنان الرفاعي» بوصلة «معجزته الكبرى» نحو «رسم الكلمة القرآنية»، وأعطى ظهره لـ «منطوقها»، فخرجت نتائجها «مبهرة».

فهل إذا فهم المسلمون جملة «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ» في قوله تعالى:

* «إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ»

فهل سيفهمون معنى «وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ … وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ … وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ..» حسب «رسم الكلمة» بمعزل عن «مُسَمَّاما» المنطوق الذي يحمل الألف اللينة؟!

إذن فكيف ينبهر المسلمون بنتائج قامت على «طلاسم» لا تحمل أي معنى إلا إذا اتصلت بـ «مُسَمَّاها»، أي بـ «منطوقها»، إلا إذا كانوا «مُغيّبين» عن منظومة «تدبر القرآن»؟!

٣- وسيتضح ذلك أكثر وأكثر عندما نقف عن إشكاليات ما قاله «عدنان الرفاعي» عن «الهمزة» ص «٥»:

«الهمزة التي في بداية الكلمات مثل «ءَاَدَمَ، ءَاَمَنَ» ليست حرفًا، لأنه عند إضافة حرف إلى بداية هذه الكلمة تذهب الهمزة من مكانها، والحرف الأول في بداية هذه الكلمات هو حرف الألف، فكلمة «يا آدم» حيث يُضاف حرف الياء إلى بداية كلمة «ءادم» …».

والسؤال:

من أين جاء «عدنان الرفاعي» بهذه القاعدة:

«عند إضافة حرف إلى بداية هذه الكلمة تذهب الهمزة من مكانها»؟!

وللموضع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى