نحو إسلام الرسول

(124) 2/2/2014 (الأستاذ المستشار عادل السيد المسلماني)

نلاحظ أن الآية التي ورد في سياقها جملة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) هي الآية (48) وليست الآية (81)، كما ورد في تعقيبك!!
وأقول: الإشكال ليس في غفلة كثير من المفكرين عن فهم آيات الذكر الحكيم، وإنما في عدم تدبر السياق الذي وردت فيه الآيات، وتوظيفها بما يخدم التوجهات الفكرية المختلفة. ثم هناك إشكال آخر يتعلق بهذه الغفلة، وهو الخروج عن سياق موضوع البحث، إلى قضايا وتفريعات على القضايا…، مما يُخرج الموضوع عن سياقه، فيتشتت القارئ.
أما عن قوله تعالى في آية سورة المائدة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، فقد جاء:
أولا: في سياق الحديث عن أهل الكتاب، وبيان أن “القرآن” جاء ناسخا لما قبله من الكتب. ولقد بدأت الآية بواو العطف: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ”، لبيان أن الكتاب المنزل على رسول الله محمد، وهو القرآن الكريم، لن يحكم الرسول بينهم بغير ما أنزله الله في هذا الكتاب.
ثانيا: جاءت جملة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) تعليلا للنهي الوارد قبلها، وهو قوله تعالى: “وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ”، أي دعهم يا محمد وما ورثوه، واعتادوا التمسك به من شرعة ومنهاج، “وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ”، فقد جاءك الحق من ربك، وجاءتك الشرعة والمنهاج في كتاب مهيمن على كل الكتب السابقة، وهم يبغون حكم الجاهلية: “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ”.
ثالثا: “الشرعة”، في اللسان العربي: الماء الكثير، ومنها سُمي الدين “شريعة” لما يحمله للناس من خير كثير. و”المنهاج”: الطريق الموصل لفهم الشريعة والعمل بها، أي “المنهج”
و”الأدوات” المستخدمان في فهم “الشريعة القرآنية”، “أدوات فهم القرآن”.
رابعا: إن “المنهاج”، في الدين الإسلامي، هو “المنهج”، الذي يحمل “الأدوات”، التي تقوم عليها طريقة قراءة وتدبر القرآن، أي المشروع الفكري نفسه، الذي عن طريقه نصل إلى منهج استنباط أحكام القرآن، وكيفية أداء ما أجمله القرآن منها، وليس فقط أحكام العبادات!!
مع تحياتي

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى