يا جماعة الخير برجاء «الهدوء»!!
ثم لماذا كل هذا «الغضب» و«التشنجات»؟!
ملاحظة:
ليس هذا هو «منشور» اليوم، وليس هذا هو «مفاجأة» اليوم.
وإنما «على الطريق» للذين رفعوا مؤشر الضغط عندي حتى الذهاب إلى «غرفة الإنعاش»، بقولهم:
إن ما جاء به «عدنان الرفاعي»، بخصوص «معجزة الأرقام» لم يسبقه أحد في العالمين، فجئت لهم ببعض ما جاء به من سبقوه من الكافرين والمنافقين فقالوا:
إلا أن «عدنان الرفاعي» انفرد عنهم بكذا وكذا!!
والحقيقة: اأن الأساب اختلفت، ولكن الموت واحد!!
ولو أنهم بحثوا عن «جذور بدعة الإعجاز العددي»، وقرؤوا واستمعوا ما قيل عنها، لكفروا على الفور بها، طبعا إن كانوا مؤمنين مسلمين، مهما كانت نتائجها «مبهرة».
وهل «ينبهر» بمثل هذه النتائج إلا الذين لا يعلمون حقيقتها؟!
إن أصول وقواعد «بدعة معجزة الأعداد» واحدة، وذلك على مستوى جميع الملل والنحل، الكافرة والمشركة والمسلمة، وإن اختلفت في الآليات، إلا أن هدفها واحد:
التشكيك في «الكتب الإلهية» بإخضاعها للمعادلات والحسابات الرياضية، التي تقوم على فرضيات يضعها صاحب «المعجزة» بنفسه، بعد محاولات قد تصل إلى سنوات!!
أولًا:
إن هذا العنوان: «الإعجاز العددي للكتاب المقدس»
نجد تحته عشرات الدراسات التي تثبت عن طريق «القيم العددية» أن التوراة والإنجيل وحي من الله تعالى، على وجه القطع واليقين، ومن ذلك قولهم:
١- حقائق مذهلة في النص الأصلي سباعي، الأسماء سباعية، فقد ورد كل اسم في الكتاب المقدس في أعداد سباعية:
قيمة الأسماء العددية «٣٨٠٨» = ٧ X ٥٤٤
٢- ويرد ذكر أسماء سبعة أشخاص «٧» من العهد القديم في العهد الجديد:
موسي، داود، أشعياء، أرمياء، دانيال، هوشع، ويوئيل.
عدد مرات ورودها سباعي:
داود = ١١٣٤ = ٧ X ١٦٢
.
… إلى آخره.
٣- ولهم «أبجديتهم» التي انفردوا بها، وعلى أساسها يستخرجون النتائج، فمثلا:
العدد «٩» معناه «النهاية»، إذا ضرب أي رقم في «٩» يكون مجموع أرقام العدد «٩» أو مضاعفاته.
النهاية المطلقة «٩٩٩»، غضب الله في نهاية الدهر «٩٩٩»، انسكاب الدم هو نهاية الحياة والدينونة «٩٩»، الهاوية «٩» مرات، الأبدية «٩» مرات.
والأهم من ذلك قولهم:
مات المسيح في الساعة التاسعة «٩»!!
٤- وماذا عن «الخطية» التي يشير إليها الرقم «١٣»؟!
«السارق» = ٤٥٥ أي ١٣ X ٣٥
٥- ومثل ما فعل «عدنان الرفاعي» عندما وجد أن موضوع «الفاحشة» لن يكون من مضاعفات «الرقم ١٩»، ويظل يبحث حتى عثر على جملة استقطعها من سياقها تحقق له «إعجازه»، كما ذكرت ذلك في منشور سابق.
ثانيًا:
تعالوا نرى نفس «المنهج العشوائي» يتبعه علماء أهل الكتاب تحت عنوان:
«دقة التركيبات العددية»
فالبحث في قاموس «هادسون»، وجد الباحثون ورود اسم موسي «٨٤٦» مرة في الكتاب المقدس، وهذا عدد غير سباعي، وبالمراجعة الدقيقة وجدوا أن القاموس أغفل ذكر موسي مرة في رسالة العبرانيين.
وعليه صار العدد «٨٤٧» = ٧ X ١٢١
ثم انظروا وتدبروا ماذا قالوا بعدها، وهو نفس الكلام الذي نسمعه من «العدنانيّن»، فيقولون:
١- في حالة إضافة أو حذف رقم، يتغير «التركيب العددي المحكم» وتعمل هذه التركيبات ضد «العبث بخطة الله».
٢- صمم الله الكتاب بـ «دقة متناهية» في وضع الكلمات، النقاط، الحروف، الفواصل، وهو مثل نسيج خطوط العملة لتأكيد «شرعيته»، وجاءت الاكتشافات العلمية الحديثة درعا واقيا ضد التحريف.
٣- إن التركيب العددي، «القيمة العددية»، و«القيمة المكانية»، كلها من «عمل الخالق العظيم».
٤- لا يوجد كتاب آخر في العالم كله، يحتوي علي «الملامح العددية» الموجودة في الكتاب المقدس.
٥- إن هذه الملامح ليس من نتاج الفكر الإنساني، بل هي من عمل «قوة الله السرمدية»، علمه السابق وخططه الحكيمة.
٦- إن هذا الامتياز يقتصر على «الكتاب المقدس» وحده في «تفرده العددي».
ثم قالوا مثل ما قاله الصديق «شوقي مهنا» وردده أكثر من مرة، قالوا:
«لا جدال في الرياضة، لا يستطيع أحد أن يجادل في حقيقة تساوي زاويتي القاعدة في المثلث المتساوي الساقيين ومن يحاول ذلك سيفشل»!!
ثالثًا:
وطبعا أقاموا على ذلك قولهم:
١- «كذلك لا جدال في وحي الكتاب، إنه مركب على حقائق رياضية بأحدث الطرق العلمية في منطق قوي، إدراك سليم»
٢- «حقائق ثابتة تحطم عليها كل جدل وشك لأنها، واضحة للعين عظيمة في حقيقتها وفي منتهي الدقة التي لا يكاد يصدقها العقل البشري»
٣- «هكذا وضع الله ختمه على كتابه بهذه الصورة المثيرة ولا يمكننا أن ننكر تنفس الله في كتابه»
٤- «هذا واضح كالشمس، وهو برهان غير قابل للنقاش مع الذي يحاول إنكار وحي الله للكتاب المقدس»
رابعًا:
ونفس ما يقوله أصحاب بدعة «الإعجاز العددي» في القرآن، وهل يمكن أن يكون النبي محمد هو الذي جعل القرآن على هذه الهيئة الإعجازية العددية.
يقولون:
١- أعداد الكلمات في «الأناجيل» تختلف كلمات أي سفر عن الآخر، فكيف عرف «متى» أن يستخدم عددًا معينًا من الكلمات لن يستخدمه غيره؟!
٢- لو أراد أن يعرف هذه لابد أن يكون العدد أمامه وهو يكتب إنجيله، وليس إنجيله هو آخر سفر في الكتاب، بل جاءت بعده أسفار أخري، في كل سفر كلمات معينه غير وارده في الأسفار الأخرى، ويتضح التركيب العددي الشامل.
٣- لم يعرف أي كاتب عدد كلمات الأسفار الأخرى، وإذا أراد ذلك كان لابد أن تكون باقي الأسفار أمامه وهو يكتب، ومعني هذا أنه لابد أن يكون آخر كاتب، وهذه استحالة لأن الأسفار كتبت في تواريخ متتابعة عبر القرون.
٤- ومهما كانت قدرات البشر، فإنه لا يمكنهم وضع تخطيط دقيق كهذا بهذه العناية والتناسق الرائع العجيب، فهذه «يد الله» العظيمة الكاتبة، والمحركة للكون.
خامسًا:
وأخيرًا
فكما يثبت المسلمون أن الله حفظ كتابه، عن طريق «معجزة الرقم ١٩»، بآية من داخل الكتاب:
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
هم أيضا يثبتون حفظ الله للكتاب المقدس، عن طريق «معجزتهم العددية»، استنادا إلى هذا النص:
«إن الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإنسان فِي الْبِرِّ»
أقول:
هذه هي أزمة المسلمين الفكرية الدينية:
مقلدون، تابعون، لا يعلمون ما يقولون أو يكتبون، لم يعرفوا في يوم من الأيام طريقهم إلى «الإبداع»، إلا «السرقات الفكرية» من غيرهم المبدعين، ثم يقولون عما سرقوه ودوّنوه في كتبهم:
«يُعرض لأول مرة في العالم»
محمد السعيد مشتهري
الرابط: