الحقيقة أنا عايز اعرف يعني إيه:
إن معجزتي الكبرى تُعرض لأول مرة في العالم، وقامت على قراءة حفص عن عاصم، وأن على الذين يتبعون قراءات أخرى أن يبحثوا عن معجزاتهم بعيد عن معجزتي؟!
لقد فَتَنَ الله تعالى «باب البهائية» فادعى النبوة، وفتن «رشاد خليفة» فادعى النبوة، وفتن «عدنان الرفاعي» فادعى النبوة ولكن عن طريق «الإلهام الإلهي»!!
بعد أن يأس «عدنان الرفاعي» من محاولاته العددية، وألغى فكرة «المعجزة الكبرى» من أساسها، إذا به يسمع صوتًا يرن في أذنيه يقول له:
«معجزتك الكبرى» في مصحف «حفص عن عاصم»، فخرجت «المعجزة الكبرى» إلى النور، وأصبح «عدنان الرفاعي» ثالث ثلاثة فتنهم الشيطان بـ «الرقم ١٩»:
فقد رَوَىَ «عدنان الرفاعي» رواية «الرقم ١٩» عن «رشاد خليفة»، الذي رَوَاهَا عن «الباب البهائي»، الذي رَوَاهَا عن اليهود المعاصرين للنبي محمد، الذين رووها عن الأمم السابقة.
إذن فنحن أمام «سند روائي» لـ «الرقم ١٩» بعنْعَنَاته، لا يختلف عن «عَنْعَنَات» رواة الأحاديث، وهذا السند موجود في أصح كتاب بعد كتاب المعجزات العددية، وهو كتاب «الشبكة العنكبوتية العالمية»، ولكنهم قوم:
«لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يتدبرون»
ثم يقولون:
«نحن كافرون بالسلفية وبتراثها الديني وبأحاديثها»
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
أولًا:
إن جميع المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم هي «القرآن» وليس «الذكر»، وإلا لقال الله تعالى:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الْقُرْآنَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
وإنما قال تعالى:
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
ولقد بيّنت في كثير من المنشورات أن هذه المسألة من المسائل التي انفرد به توجهي الديني «نحو إسلام الرسول» بعد دخولي في «دين الله – الإسلام» من باب «الآية القرآنية العقلية».
١- إن «الذِّكْرَ» هو التفاعل الحي بين:
أ- كلمات «الْقُرْآن» المقروءة في المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم، والتي يستحيل أن يفهم معناها أي إنسان لم يعلم «مُسمّاها» من خارج القرآن.
ب- إن «مُسمّي» الكلمة، الذي أسميه بـ «المقابل الكوني»، هو «الصورة الذهنية» المطبوعة في قلوب الناس منذ طفولتهم، والتي تعلّموها من البيئة المحيطة بهم.
٢- إن هذا «المقابل الكوني»، في الآفاق والأنفس، هو الذي حمل «دلائل الوحدانية» التي هي القاعدة الإيمانية التي يقوم عليها «دين الله – الإسلام» على مر الرسالات.
ولذلك كانت أول آية يخاطب الله بها الناس في القرآن هي قوله تعالى «الآية ٢١ / البقرة»:
* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»
ثم ذكر الله بعدها مزيدًا من «دلائل الوحدانية» فقال تعالى:
* «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً – وَالسَّمَاء بِنَاء – وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ – فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ»
ثم بيّن الله تعالى بعدها أن إقامة الحجة على الناس بصدق «نبوة» رسوله محمد، وبصدق القرآن الذي أنزله عليه، لا يكون بـ «المناهج العشوائية»، ولا بـ «المعادلات الرياضية».
ثانيًا:
إن «البرهان الإلهي» الذي يستحيل الإتيان بمثله، هو قوله تعالى بعدها:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
ولقد أكد الله تعالى على ماهية وحجية ثبوت هذا «البرهان الإلهي» الدال على أن هذا القرآن من عند الله، وأنه يستحيل أن يأتي أحد بمثله ولو اجتمع الإنس والجن على ذلك، فقال تعالى بعدها:
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – وَلَن تَفْعَلُواْ – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»
ولذلك أقول:
إن الذين ضيّعوا من أعمارهم سنوات وسنوات في استخراج نتائج رياضية لأرقام يظنون أنها «معجزة»، لو أنهم دخلوا «دين الله – الإسلام» من باب «الآية القرآنية العقلية» ما فعلوا ذلك.
فإن كنتم أخلصتم تدينكم لله تعالى، فاتقوا الله، وعودوا إلى رشدكم، واستيقظوا من سباتكم.
فلا برهان ولا حجة على صدق هذا القرآن، وأنه حقًا «كلام الله» يقينًا، إلا أن تقولوا للمكذبين كما قال لهم رسول الله محمد:
* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ – إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
وانتهت الجولة من الثانية الأولى بـ «الضربة القاضية».
هل هذه مسألة صعبة الفهم؟!
ثالثًا:
عندما يريد المسلمون إثبات حجية القرآن، وأنه «كلام الله» يقينا، ثم يوسوس لهم الشيطان أن يُعطوا ظهورهم لـ «البرهان الإلهي» الوحيد المثبت لهذه الحجية، وهو ما ذكرته سابقا، فإن عليهم على الأقل احترام عقول الناس، واتباع الأصول العلمية المتبعة في البحوث والدراسات العلمية.
يقول «عدنان الرفاعي» في كتابه «المعجزة الكبرى»:
١- إن قوله تعالى: «وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً»
يدل على خصوصية جعل هذا العدد في بنية إعجازية …، لكن لماذا لم يهتم السابقون بهذه المعجزة … هذا شأنهم، وهذا ليس دليلا على عدم وجود هذه المعجزة العددية في كتاب الله … كيف يقفز هؤلاء على دلالات آيات سورة المدثر؟! انتهى.
# أقول:
كلمة «السابقون» كلمة مطلقة غير مقيدة بزمن معين، ولو كان يقصد أئمة السلف لذكر ذلك، وعليه، ووفق أصول البحث العلمي، كان يجب على «عدنان الرفاعي» أن يبدأ كتابه بفصل يذكر فيه الجهود التي سبقته في استخراج نتائج حسابية «مبهرة» باستخدام «الرقم ١٩».
كان يجب على «عدنان الرفاعي» أن يذكر الجهود التي بذلتها «البهائية»، والتي بذلها «رشاد خليفة» ونقل عنه معظم نتائجها، ثم بعد ذلك يذكر للناس ما انفرد به عن هؤلاء من نتائج ومن آليات استخراجها.
٢- لقد ملأ «عدنان الرفاعي» مئات الصفحات بعمليات ضرب وجمع وطرح، منقولة من آخرين، لتخرج النتيجة في النهاية من مضاعفات «الرقم ١٩»!!
وإذا لم تخرج النتيجة من مضاعفات «الرقم ١٩»، خليكم ورا الطرح والجمع والضرب، «بل وكمان الشنق»، حتى تتحقق النتيجة المرجوة، ولو كان ذلك باستقطاع جمل من سياقاتها القرآنية، أو حذف آيات منها، بدعوى أنها خارج الموضوع!!
٣- تعالوا نضرب بعض الأمثلة، من عشرات الأمثلة، الدالة على «المنهجية العشوائية» التي قامت عليها «المعجزة الكبرى»، بدعوى «وحدة المسألة»، أو «وحدة الموضوع».
حتى وإن كان استكمال «القيمة العددية» للموضوع على حساب استقطاع أجزاء من سياقات آيات أخرى، دون أن يأخذ الآية كاملة.
أ- يقول «عدنان الرفاعي»:
إن «القيمة العددية» لـ «الآية ١٦ / النساء»:
«وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيمًا»
تساوي «٤٠٥»، أي ليست من مضاعفات «الرقم ١٩»، وهذا معناه أن هناك حكمًا آخر أو أكثر يتكامل معه هذا الحكم، فما هو هذا الحكم؟!
هو عقوبة إتيان «الحرائر» للفاحشة، ولذلك أضاف للآية السابقة قوله تعالى «الآية ١٥ / النساء»:
«واللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً»
فظل «عدنان الرفاعي» يبحث ويحسب، يبحث ويحسب، عن القيمة العددية التي إذا أضيفت إلى «٤٠٥» تصبح من مضاعفات «الرقم ١٩».
وأخيرا وجدها في جملة مستقطعة من «الآية ٢٥» وهي:
«فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ»
ثم قال:
وبجمع القيم العددية لحروف طرفي هذه «المسألة الكاملة» نحصل على عدد هو ذاته القيمة العددية للمسألة السابقة.
* «وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيمًا» = ٤٠٥
* «… فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ …» = ٣١٧
يصبح المجموع = ٤٠٥ + ٣١٧ = ٧٢٢ = ١٩x ١٩ X ٢
ثم اعترف بنفسه على تهافت «معجزته الكبرى» وسقوطها من قواعدها، وأنها لعبة تشبه لعبة الكراسي الموسيقية، وقال:
* إن عدم اكتمال القيمة العددية للآية الثانية، دفعنا لكي نبحث عن النص القرآن المتكامل معها في «المسألة ذاتها»!!
فأين هي «المسألة ذاتها» يا «عدنان» يا «رفاعي»؟!
إن موضوع الآيتين «١٥،١٦» هو عقوبة «الحرائر»، أما «الآية ٢٥» فتتحدث عن عقوبة «ملك اليمين»:
«فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ»
فإذا نظرت إلى الموضوع باعتبار «إتيان الفاحشة»، فكان عليك أن تحسب كلمات الآيات الثلاثة بالكامل، أما إذا نظرت إلى ماهية مرتكبي الفاحشة، «حرائر وغير حرائر»، فعليك أن تخذف «الآية ٢٥» من قيمك العددية!!
ب- يستند «عدنان الرفاعي» في بيان مسألة كاملة عن الأمر الإلهي بقراءة القرآن، إلى «القيم العددية» لقول الله تعالى في سورة طه:
«وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ»
وإلى «القيم العددية» في سورة القيامة:
«لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ»
ثم إلى «القيم العددية» في سورة العلق:
«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»
ثم إذا به يترك «القيمة العددية» للآية الثانية:
«خَلَقَ الإِنْسَان مِنْ عَلَقٍ»
ويأخذ «القيمة العددية» للثالثة:
«اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ»
لماذا؟!
لأن المهم هو تحقيق الهدف الحسابي، بدعوى «المسألة الواحدة»، دون النظر إلى الهدف الموضوعي وهو «تدبر» السياق للوقوف على ما يحمله من آيات الآفاق والأنفس، لذلك أعطى ظهره لقوله تعالى:
* «خَلَقَ الإِنْسَان مِنْ عَلَقٍ»
إن هؤلاء هم الذين قال الله تعالى فيهم:
* «الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ»
* «فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ»
* «عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»
و«عِضِينَ»: جمع عضة، وهي الجزء من الشيء، وهذا ما كان يفعله المكذبون للقرآن، يُصدّقون ما يوافق أهواءهم، ويُكذّبون ما يخالفها.
وهذا ما تفعله «المعجزة الكبرى» في السياق القرآني.
محمد السعيد مشتهري