تَعَلَّمْنَا وعَلَّمَنَا طلاب الماجستير والدكتوراه، أن طالب الماجستير يجب أن تكون لديه القدرة على «جمع المعلومات» والتأليف بينها، وأن طالب الدكتوراه يجب أن تكون لديه القدرة على «الإبداع والإتيان بجديد».
وأحمد الله أن توجّهي الديني «نحو إسلام الرسول» قد شمل «الجمع والإبداع»، فقد «أبدعت» بعد أن «جمعت» إشكاليات المصدر الثاني للتشريع عند الفرق الإسلامية المختلفة، ودرستها، ووجدت استحالة أن يكون هذا المصدر من عند الله.
ولم أجد طريقًا للوصول إلى «إسلام الرسول» غير دراسة نصوص «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» الرسول، عن طريق خمس أدوات مستنبطة من داخل هذه النصوص.
وعلى أساس هذه «المنهجية العلمية» دعوت أتباع الفرق الإسلامية بخلع ثوب «المصدر التشريعي الثاني» وعدم الاقتراب منه نهائيًا بنقد ولا نقض.
وعلى أساس هذه «المنهجية العلمية» دعوت المسلمين جميعا بإعادة الدخول في «دين الله – الإسلام» من بابه الصحيح، باب «الآية القرآنية العقلية» والإقرار بصدقها.
وعلى أساس هذه «المنهجية العلمية» قررت أن أنهى عن منكر «التفرق في الدين»، وأن أحذر المسلمين من التعلق بهذا المصدر التشريعي المفترى بأي صورة من الصور:
«الاتباع – النقد – النقض – التنقية»
لأن هذا معناه أننا لم نخلع ثوب «شرك التفرق في الدين» الذي حذرنا الله منه، بدعوى تقديم النصح للمسلمين، وبيان أباطيل هذا المصدر التشريعي، كلٌ حسب الفرقة التي ولد فيها!!
فهل يفعل هذا مؤمن أسلم وجهه لله تعالى؟!
فيا أيها الناصح الأمين:
أنت تنصح المسلمين بـ «الوراثة»، كلٌ حسب فرقته، وهم لم يدخلوا في «دين الله – الإسلام» بعد؟!
أولًا:
من المنكرات التي كتبت المنشورات السابقة من أجل النهي عنها، بدعة «الإعجاز العددي» في القرآن، ورفع كل صاحب بدعة راية الإعجاز الذي لم يسبقه إليه أحد في العالمين.
ولكون معظم المسلمين تربوا داخل منظومة «الإمامة الدينية»، فكانوا تابعين مقلدين لـ «إمامهم» بغير علم، بصرف النظر عن هوية هذا الإمام، سلفية أو قرآنية أو عصرية.
نجد هؤلاء «الأئمة» يدّعون العلم، والحقيقة أنهم مجرد نقلة له، ويدّعون الفهم، والحقيقة أنهم مجرد نقلة لفهم غيرهم.
والضحية: هم المساكين الذين يتبعونهم بغير علم.
فماذا لو ظهر أن إمامهم لم يكن عالمًا، ولا مبدعًا، وأن كل ما جاء به وأبهر التابعين قد سبقه إليه الكثير منذ قرون مضت؟!
١- إن هذا الفيديو المرفق حوار مع شخص اسمه «رشاد خليفة»، وبدأ «رشاد خليفة» مشوراه مع «الإعجاز العددي» في القرآن في السبعينيات، وفي عام «١٩٧٤م» وقف على العلاقة بين «الرقم ١٩» و«إعجاز» كلمات «القرآن» وحروفه.
٢- ألف «رشاد خليفة» العديد من الكتب حول «الرقم ١٩»، مدعيًا أنه أول من أثبت إعجاز القرآن عن طريق هذا الرقم، ومنها كتابه «معجزة القرآن الكريم»، عام «١٩٨٣م».
٣- إن الهدف من وضع رابط صفحة «رشاد خليفة» ورابط الفيديو المرفق، لا علاقة له مطلقا بشخص «رشاد خليفة» ولا بتوجهه الديني، ولا بادعائه «النبوة».
وإنما للرد على من جعلوا من «عدنان الرفاعي» نجمًا لم يسبقه أحد في العالمين، في «النجومية العددية»، وفي فتنة «الرقم ١٩» وفي هدم تراث «فرقة أهل السنة» التي ولد فيها.
لقد هدم «رشاد خليفة»، صاحب معجزة «الرقم ١٩»، التراث الديني و«محمد مشتهري» كان على الدرجة الأخيرة من سلم السلفية.
فأين كان «شحرور»، وأين كان «الرفاعي»، وقتها؟!
٤- واللافت للنظر، استخدام «عدنان الرفاعي» نفس الجمل والمصطلحات التي استخدمها «رشاد خليفة» في أجزاء الحوار الثلاثة، ومن ذلك قوله:
إن الله تعالى هو الذي أخبر الناس في القرآن بأن «الرقم ١٩» هو «معجزة» النبي محمد «الكبرى»!!
ثم تدبروا يا أولي الألباب ماذا قال «رشاد خليفة» عن قوله تعالى:
«إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ»
وماذا قال «عدنان الرفاعي» نصا عن هذه الآية!!
ثانيًا:
إن قضية «النهي عن المنكر» لا علاقة لها مطلقًا بذوات الأشخاص، وإنما بما يحملونه من «منكرات» يحرم الإعجاب بها، أو السكوت عنها دون نهي علمي بأدلته القرآنية.
ومن أكبر المنكرات توظيف الآيات القرآنية لخدمة ما يُسمى بـ «الإعجاز العددي»، وخاصة فتنة «الرقم ١٩»، وأن يتربى تلاميذ «عدنان الرفاعي» على «المنهجية العشوائية» ويُردّدون نفس ما ردده «رشاد خليفة» عن قوله تعالى:
* «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»
ويعتبرونه دليلًا على معجزة «الرقم ١٩»، كما أشرت إلى ذلك في منشور الأمس.
لقد بدأت منشور الأمس ببيان أنه يستحيل أن يكون هناك برهان على صدق «نبوة» رسول الله، وعلى أن القرآن كلام الله، غير ما نص الله تعالى عليه في سورة البقرة، بدلالة قطعية، وهو سبحانه يخاطب الناس جميعًا ويقول لهم:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا»
* «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
ثم يأتي التأكيد على أنه لا برهان غير أن يأتوا بسورة من مثله، ولا بديل، فقال تعالي:
«فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»
وكان من الطبيعي أن يتعهد الله بحفظ هذا القرآن، وبحفظ سوره وكلماته، طالما أنه حجة على الناس جميعًا إلى يوم الدين، فقال تعالى:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
وهنا مربط الفرس، والقاصمة التي تقصم ظهر بدعة ما يُسمى بـ «الإعجاز العددي» في القرآن، وهي لماذا قال تعالى «الذِّكْرَ» ولم يقل «القرآن»؟!
لأن «الذكر» ليس هو «كتاب الله» الذي حمل للناس المكتوب، ولا «القرآن» الذي حمل للناس «المقروء».
وإنما هو تفاعل المكتوب والمقروء مع «مقابله الكوني» الموجود في الآفاق والأنفس.
ولذلك جاء التأكيد على أن البرهان على حجية هذا القرآن على العالمين موجودة خارج القرآن وليس داخله، فقال تعالى:
* «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»
إن تبيّن أن القرآن هو الحق، ليس بـ «حساب الجُمَّل»، ولا بـ «الأبجديات العشوائية»، ولا بقوانين «التباديل والتوافيق».
إن تبيّن أن القرآن هو الحق، لا يتحقق إلا بإثبات التفاعل الحي بين آياته ومقابلها الكوني، وليس بين حروفه وقيمها العددية!!
إن تبيّن أن القرآن هو الحق، لم يتركه الله تعالى لاجتهادات الناس، كلٌ حسب «أبجدياته»، ومعادلات الرياضية، وحسب القراءة التي حملها المصحف الذي ورثه عن آبائه!!
ثالثًا:
لذلك جعلت المحور الأساس لهذا المنشور آية قرآنية نطق بها «رشاد خليفة» وهي عنوان المنشور، لبيان حجم المأساة والمصيبة الفكرية المذهبية العشوائية التي يعيش بداخلها أتباع ومحبي «المعجزة الكبرى»، وفتنة «الرقم ١٩».
ولذلك أرجو مشاهدة الحلقات الثلاث الخاصة بالحوار مع «رشاد خليفة»، وكذلك دراسة الكتابين المرفقين ومقارنة محتواهما بما كتب «عدنان الرفاعي».
لأهمية ذلك في متابعة المنشور القادم.
محمد السعيد مشتهري
رابط الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=wMT5BsMpN2I
رابط إحدى الكبر
https://www.myreader.toile-libre.org/up…/My_587ed7edcd4ee.pdf
رابط كتاب معجزة القرآن الكريم