التعقيب على التعليقات الواردة على منشور الأمس:
أولًا:
من الناحية الشكلية:
من شروط التعليق على منشورات الصفحة:
١- الوقوف على التوجه الديني لصاحبها، حتى لا يُتهم بـ «السلفية» وقد كفر بها وبتراثها الديني منذ عقود مضت.
٢- دراسة المنشورات المتعلقة بالمنشور الذي يتم التعليق عليه، والاطلاع على تعقيبي على تعليقات الأصدقاء، حتى لا يتكرر موضوع التعليق.
٣- الالتزام بآداب الحوار العلمي، ومخاطبة صاحب الصفحة بالألفاظ التي تليق به، وإن اختلفت معه.
٤- لا يسمح بوضع الصور، والروابط المتعلقة بالغير.
٥- أما عن «ههههههه» التي حملتها بعض التعليقات، فهي شهادة من أصحابها بأنهم من السُوقَة الذين لم يحسن أهلهم تربيتهم.
ثانيًا:
من الناحية الموضوعية «العامة»:
١- أعلم أن كثيرًا من المتابعين للصفحة من «أهل الهوى»، فإذا وجدوا أن موضوع المنشور يوافق هواهم سجلوا إعجابهم، وإذا خالف هواهم ثاروا وهاجوا وكشفوا عن جهلهم.
٢- إن المحور الأساس الذي دارت حوله المنشورات السابقة محور واحد فقط، وهو الإجابة على هذا السؤال:
هل المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم، بقراءاتها المختلفة، وبمجموع كلماتها المختلف، وبمجموع حروف كلماتها المختلف، تحمل «كلام الله» الذي أنزله على رسوله محمد؟!
الإجابة: لا.
٣- إذن فلتخرس ألسنة المفتونين بنتائج ما يُسمى بـ «الإعجاز العددي في القرآن»، حتى يخرج علينا «الجهبذ» الذي تكون نتائج أبحاثه العددية قائمة على مجموع «كلام الله» وحروفه في المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم.
وعندها، وبعد التأكد من صحة ما حمله هذا البحث، سأرفع لصاحبه القُبّعة، ولن أعتبر ما جاء به هو «المعجزة الكبرى»، لأني إن قلت هذا أكون:
* قد كفرت بالله تعالى، وبـ «نبوة» رسوله محمد.
* وبـ «الآية القرآنية العقلية» التي دخل الناس في «دين الله – الإسلام» في عصر التنزيل على أساسها.
لقد دخل الناس في «دين الله – الإسلام»، ولم يُفكر أحد منهم قبل دخوله أن يستخدم «معجزة» المعادلات والحسابات الرياضية ونتائجها التي برعوا فيها من قبل بعثة النبي محمد.
وقد ضربت مثلا على ذلك في المنشور السابق.
٤- والسؤال:
* هل أنتم «مؤمنون» بأن المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم تحمل «كلام الله» يقينًا؟!
فإذا قلتم نعم، إذن عليكم أن تؤمنوا بأن ما تسمونه بـ «الإعجاز العددي» يجب أن يشمل هذه المصاحف «مجتمعة»، قولًا واحدًا.
أما إذا قلتم لا تحمل «كلام الله»، أو تحمل بعضه ولا تحمل الآخر، فعليكم أن تطلبوا من «السلفيّين» اللجوء الديني إليهم، وأظن أنهم لن يقبلوا بطلب اللجوء إليهم.
٥- ولذلك، وبناء على ما سبق، أقول:
أنني من اليوم «٢٣/ ١/ ٢٠١٩» سأحذف كل تعليق لا يحمل رابطًا يتعلق بهذا «البحث الجهبذ» القائم على «القيم العددية» لجميع المصاحف التي بين أيدي المسلمين اليوم.
أقول هذا حتى يظهر مكان التعليقات فارغًا، يشهد بأن الذين كانوا يشغلونه لم يكن يدرون ما يكتبون، خاصة وأن طلبي لهذا «البحث الجهبذ» حمله المنشور الأول، ولكن لقوم لا يفقهون.
ثالثًا:
من الناحية الموضوعية «الخاصة بالتعليقات»:
١- أنا لم ولن أنكر وجود «النظم العددي المحكم» بين آيات وسور القرآن، ولقد استخدمت هذه الجملة في منشوراتي أكثر من مرة.
٢- إن الذي أنكرته أن يصف كل صاحب محاولات رياضية وحسابية نتائج محاولاته بـ «المعجزة الكبرى».
٣- يحرم على أصحاب هذه المحاولات تسميتها «المعجزة»، وإنما يقولون:
«التفسير الرياضي للنظم العددي الحاكم للآيات»
ولكن بشرط:
أن تكون القاعدة التي على أساسها تم حساب «القيم العددية» قاعدة «واحدة» مضطردة لا تتخلف، سواء كان ذلك بالنسبة للمعادلة الرياضية المستخدمة، أو للرقم المضروب أو المجموع… الخ.
٤- لقد قلت وكررت أن المنشور المتعلق بسورة المدثر و«العدد ١٩» سيكون آخر منشور، وأن ما أقدمه من منشورات تمهيد له، وطلبت أن يسجل الأصدقاء المحاور الرئيسة لهذه المنشورات لأن الصورة ستكتمل بالمنشور الأخير.
ومع ذلك لم يخلو تعليق من الحديث عن «الرقم ١٩»!!
وعندما وضعت أمس الفيديو الخاص بـ «رائد عكاري» كان ذلك لإسكات صوت «الببغاء» المزعج بـ «الرقم ١٩»، وإلّا كان البديل أن أسكته بإلقائه خارج الصفحة.
٥- ما علاقة انفراد «عدنان الرفاعي» بـ «أبجديّة جديدة» تقوم على حساب القيمة العدديّة للحرف بناء على ترتيب مجموع وروده في القرآن…، ما علاقة ذلك بالمحور الأساس الذي تدور حوله كل المنشورات، والسابق بيانه؟!
هل يعلم قائل هذا الكلام أن على شبكة الإنترنت عشرات المعجزات العددية يحمل أصحابها أبجديات مختلفة؟!
٦- أما من لم يتعلم كيف يتدبر القرآن، وراح يستشهد بقوله تعالى:
«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»
ويظن أن بدعة «الإعجاز العددي» آية من آيات الله في الآفاق والأنفس تشهد بأن هذا القرآن حق، أقول له:
إن هذه الآية هي موضوع المنشور القادم.
٧- «القيمة العددية» الثابتة لـ «الكلمة القرآنية»
لقد ذكرت في المنشور السابق وفي كثير من المنشورات ووضعت رابطين لمقالين، لبيان أن البرهان على صدق القرآن وأنه «كلام الله» حقًا وصدقًا، ليس في كلماته المدونة في المصاحف، والتي يستحيل فهم معناها بمعزل عن «مُسمّاها» الموجود خارج القرآن.
وأن المكذبين عندما عجزوا عن الإتيان بسورة من «مثله»، وهم أهل «اللسان العربي» الذي نزل به القرآن، كان سبب عجزهم:
أنهم فهموا أن المقصود بـ «المثلية» ليس فقط الإتيان بالآيات المقروءة في المصحف، كما يفهم «الجهال»، وإنما أيضًا بمسميات كلماتها المشاهدة خارج القرآن، وهو ما أسميه بـ «المقابل الكوني».
أما أصحاب وأتباع وأنصار «المعجزة الكبرى» فكانوا هم «الجهابذة» الذين استطاعوا إثبات أن القرآن «معجزة كبرى» من بين كلمات «خرساء» لا يعلمون أنها لا تنطق إلا إذا تفاعلت مع «مقابلها الكوني».
خامسًا:
هل جاءت «المعجزة الكبرى» لتثبت:
* التفاعل الحي بين الكلمة القرآنية ومقابلها الكوني»؟!
* أم لتثبت أن الكلمات العربية «الخرساء»، التي لا تنطق إلا بمقابلها الكوني، قد حملت معجزة رياضية عددية «حفصية»، وأخرى «ورشية»، وثالثة «قالونية»، ورابعة «دُورية».
الأمر الذي جعل «عدنان الرفاعي» يترك مصحفه «الشامي» بالذي كان يتعبد به، عد فشله أن يقيم على حسابات كلماته «معجزنه الكبرى»، ويذهب إلى قراءة «حفص عن عاصم»!!
١- لقد أنزل الله القرآن بـ «اللغة العربية» التي كان ينطق بها «لسان العرب»، وهذه «اللغة العربية» ما هي إلا منظومة متكاملة من قواعد النحو والصرف والأساليب البيانية البلاغية.
فعندما نقول:
إن هذه الآية القرآنية تحمل من الأساليب البلاغية الكثير، فنحن لم نخرج عن جوهر اللغة التي نزل بها القرآن، ولا عن مقابلها الكوني المرتبط بـ «مُسمّيات» كلماته.
والسؤال:
هل أمرنا الله أن نتدبر القرآن بـ «اللغة العربية» أم بـ «المعادلات الرياضية»؟!
٢- إن كل «الأرقام» التي تتعلق بـ «عالم الغيب»، حملها السياق القرآني على سبيل «المجاز» وليس «الحقيقة»، والذي يتعامل مع هذه «الأرقام» بوسائل إدراك عالم الشهادة، يكفر بالله وبالقرآن الذي راح يثبت إعجازه بالمعادلات الرياضية!!
فالله تعالى يقول:
* «وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ»
ويقول الله تعالي:
* «وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ»
# فهل عندما يقول الله تعالى عن السماوات:
* «فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ (٧) سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ (٢)»
يمكن أن تأتي أي «معجزة عددية» من داخل القرآن:
أ- بمعنى «سَبْعَ (٧) سَمَاوَاتٍ»؟!
ب- بمعنى «فِي يَوْمَيْنِ (٢)»؟!
أم أن هذا يستلزم الاطلاع على الغيب، وأن نجلس مع الله تعالى ليخبرنا بحقيقة هذه «الأرقام»؟!
٣- إن أقصى ما فعله ويفعله ما يقولون بالإعجاز العددي لـ «الرقم ٧»، مثل ما يفعله «عدنان الرفاعي» من التلاعب بالأرقام والمعادلات الرياضية دون بيان معنى الكلمات التي يحسبون «القيم العددية» لحروفها.
إن كل من كتبوا عن الإعجاز العددي لـ «الرقم ٧» وغيره، ولهم برامج ودراسات لا تقل عما قدمه «عدنان الرفاعي»، يمكن تلخيصه، فيما يتعلق بـ «الرقم ٧»، في هذه النتائج العشوائية:
أ- لا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى.
ب- ثم استعراض موضوع «الرقم ٧» في السياق القرآني:
– في الكون: عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة.
– عدد أيام الأسبوع سبعة، وعدد ألوان الطيف سبعة.
– في الحج: الطوف سبعة، والسعي بين الصفا والمروة سبعة.
– عن جهنم: سبعة أبواب.
وعشرات الأمثلة.
ج- ثم تبدأ لعبة «المضاعفات»، ومنها:
– عذاب جهنم من مضاعفات الرقم سبعة:
* «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ»
وكله «عك في عك»، يضعون ما هو من عالم الغيب مع ما ندركه في عالم الشهادة، كقوله تعالى:
* «كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ (٧) سَنَابِلَ»
د- ثم تأتي الطامة الكبرى والاستدلال بالآية «١٩٦» من سورة البقرة:
«فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ»
وقولهم هذا الرقم «١٩٦» من مضاعفات الرقم سبعة «مرتين»:
7x7x4= 196
# وماذا نقول عن هؤلاء العشوائيين الجُهّال، عندما نجد أن رقم هذه الآية في مصحفي «قالون وورش» هو «١٩٥» وليس «١٩٦»؟!
وغير ذلك من «المهازل العددية» القائمة على «العشوائيات الرياضية» باسم «المعجزة العددية» على «الشبكة العنكبوتية».
ولم «ولن» يخرج علينا أحد من هؤلاء العشوائيّين الجهال ببيان معاني كلمات القرآن في سياقاتها، وليس كما يفعلون ببيان «إعجاز» عدد ورود كلماتها وحروفها في القرآن!!
* «هوه ليه مش عايزين يفهموا»؟!
ولذلك أكرر:
سيحذف أي تعليق، سواء كان على هذا المنشور، أو على غيره، لا يحمل رابطًا لـ «بحث علمي عددي» قامت نتائجه على «القيم العددية» لحروف كلمات المصاحف الموجودة بين أيدي المسلمين اليوم «مجتمعة».
والسبب:
هو أن يظهر «جهل» كل من شهدت هذه المنشورات تعليقاتهم غير العلمية، وأنهم مجرد «ببغاوات» يردّدون ما لا يفهمون.
* ومن أراد الاستفسار عن أي شيء بخصوص هذا المنشور أو غيره، يتفضل يرسل استفساره على الخاص، وأنا سأجيب عليه.
وستظهر لنا الأيام المقبلة، عندما نجد مكان التعليقات خاليًا، لعجز «العدنانيّين الرفاعيّين» عن الإتيان بمثل هذا البحث، كيف أنهم يعيشون داخل «مقبرة الجهل» ويتصورون أنهم جاؤوا بالبراهين المثبتة لصحة «جهلهم».
محمد السعيد مشتهري