نحو إسلام الرسول

(1214 ) 16/1/2019 «فَمَا لِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ – لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا»

هناك عشرات الدراسات العلمية المنشورة على شبكة الإنترنت، تبيّن نشأة «البهائية»، وعلى أي أساس أقامت عقيدتها وأحكام شريعتها، ولماذا «الرقم ١٩» بالذات، ومن هذه المعلومات:

أولًا:

أن «البهائية» ديانة مستقلة يدعي صاحبها «بهاء الله» أنه مبعوث من الله، وقد صادف أن عدد من آمنوا به كانوا «١٨» شخصًا، وأن هذا العدد وافق عدد حروف كلمة «حي» حسب حساب الجُمَّل «الحاء = ٨، والياء = ١٠»، وكان «بهاء الله» هو المتمم لعددهم الـ «١٩»، وأصبح هذا الرقم مقدسًا عند «البهائيين».

١- لقد أقامت «البهائية» عقيدتها وأحكام شريعتها على «الرقم ١٩»، بداية بإثبات «الوحدانية» وفق حساب الجُمَّل «بضم الجيم وتشديد الميم»، وذلك على النحو التالي:

أ- أن الرقم «١٩» هو «٩ و١» ومجموعهما «١٠».

ب- إذا جمعنا الـ «٠» + «١» = «١».

ج- النتيجة: الله «واحد» لا شريك له.

٢- التقويم البهائي تقويم شمسي، السَنَة فيه تسعة عشر «١٩» شهرا.

٣- الشهر البهائي تسعة عشر «١٩» يوما.

٤- خطوبة المرأة لا تزيد عن «٩٥» يوم «١٩ X ٥»، ومهرها يبدأ بـ «١٩» مثقال من الذهب أو الفضة، ولا يزيد عن «٩٥» مثقالًا «١٩ X ٥».

٥- الطلاق لا يتم إلا بعد مرور سنة بهائية «١٩» شهر.

# تعليق:

* لقد بدأ التقويم البهائي عام «١٨٤٤م»، وقد سبقتهم أمم كثيرة في تقديس الأرقام، ومنها «الرقم ١٩»، قبل قرون من قيام الباحثين بجهود استغرقت سنوات وسنوات لحصر وتحليل كلمات القرآن على أجهزة الكمبيوتر، لمعرفة الإعجاز العددي لهذه الأرقام، كلٌ حسب «حساب الجُمَّل» الذي يخدم هواه.

ثانيًا:

لا أدري ما هو وجه «العبقرية الرياضية» في أن يكون:

«٠ + ١» = «١»؟!

إنه «المنهج الهرمنيوطيقي»، السابق بيانه في كثير من المنشورات، الذي يقوم على «الانتقاء العشوائي» للمعلومات التي تخدم هوى المتبع له، ولذلك حوّلوا الرقم إلى كلمة «واحد»، ثم ذهبوا يحسبون حروف هذه الكلمة «واحد» على النحو التالي:

١- «الواو» = ٦ …. عند «عدنان الرفاعي» = ٥

٢- «الألف» = ١ …. عند «عدنان الرفاعي» = ١

٣- «حاء» = ٨ …. عند «عدنان الرفاعي» = ١٨

٤- «الدال» = ٤ …. عند «عدنان الرفاعي» = ١٦

فتكون القيمة العددية لكلمة «واحد» عن «البهائية» = «١٩»

والقيمة العددية لكلمة «واحد» عن «الرفاعي» = «٤٠»

والنتيجة:

أن الرقم «٤٠» ليس من مضاعفات الرقم «١٩»، وعليه تكون صحة «الوحدانية» قد ثبتت عند «البهائية» على أساس «الرقم ١٩»، ولم تثبت صحتها عن «عدنان الرفاعي»، وذلك لاختلاف «حساب الجُمَّل»!!

وأنا أعلم أن كل مبتدع من مبتدعين «الإعجاز العددي» له نظامه الخاص في حساب «الأبجدية»، ولكني أردت بهذه المقارنة بيان أن أصحاب هذه البدعة لم يختلفوا كثيرًا عن أصحاب «مرويات السُنّة» التي إن صحت عند فريق، لم تصح عند آخر!!

ثالثًا:

يقول «عدنان الرفاعي» في الفيديو المرفق، عند «الدقيقة ١٥»:

إنه سيعطي مثالًا واحدًا يجعل كل من يشكك في إعجاز «الرقم ١٩» في القرآن، يؤمن على الفور بإعجاز هذا الرقم.

وهذا المثال هو قصة نوح من سورة هود «الآيات ٢٥- ٤٩».

وحيث أن الآيات تتحدث عن موضوع واحد، وهو قصة نوح، فلابد أن تكون قيمتها العددية، حسب حساب الجُمَّل الخاص به، تكون القيمة من مضاعفات «الرقم ١٩».

١- لم يجد «عدنان الرفاعي» أن القيمة العددية لهذه الآيات من مضاعفات «الرقم ١٩»، وهذا معناه، إن صح، هدم «المعجزة الكبرى» من قواعدها، فأعاد تدبر الآيات.

٢- لقد وجد «الآية ٣٥»، كما يدعي، لا علاقة لها بقصة نوح، وإنما تتعلق برسول الله محمد، وهي قوله تعالى:

«أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ»

فعندما حذف قيمتها العددية من إجمالي القيم العددية لـ «الآيات ٢٥- ٤٩» حصل على «١٠٣٣٦» وهو = «١٩ X ٥٤٤».

٣- هناك خلاف حول هذه «الآية ٣٥»، وهل هي:

أـ أنها جملة معترضة بين جملة أجزاء القصة، ولكنها ليست من القصة، لأنها تخاطب رسول الله محمد.

ب- أنها ليست جملة معترضة، بل هي من تمام قصة نوح، قبل أن تنتقل القصة إلى محور آخر، وهو «الآية ٣٦»:

«وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ».

رابعًا:

١- إن من له دراية بـ «علم السياق» يعلم أن الله عندما يخاطب رسوله محمدًا بشيء يتعلق بسياق المحاجاة بينه وبين قومه، ينسب الإجرام إلى الرسول وليس إلى قومه، فيقول تعالى:

* «قُل لاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ»

أما في قصة نوح، فقد نسبت «الآية ٣٥» الإجرام إلى قومه:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ»
ولم تقل: «مِّمَّا تَعْمَلُونَ»

الأمر الذي يؤكد استحالة أن تكون «الآية ٣٥» خطاب لرسول الله محمد، عليه السلام، وعليه تسقط «المعجزة الكبرى» وبدليل آخر:

٢- إذا كان «عدنان الرفاعي» قد حذف «الآية ٣٥» من حساباته لأنه خارج الموضوع، بدعوى أن الإعجاز لا يتحقق إلا في الموضوع الواحد.

فالسؤال الذي يسأله أهل البصيرة عن «الآية ٤٩» التالية:

* «تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ – مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا – فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ»

أليست هذه الآية هي التي تحمل الخطاب الحقيقي لرسول الله محمد، ولا علاقة لها بسياق قصة نوح الذي سبقها؟!

فلماذا إذن دخلت في القيمة العددية لإعجاز «العدد ١٩»؟!

إنه «المنهج الهرمنيوطيقي».

«فَمَا لِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ – لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا»

محمد السعيد مشتهري

https://youtu.be/YQpGYc4FS-Q

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى