والبرهان على صدق قوله تعالى: «فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ»
كتب Abubaker Mohamed تعليقًا بدأه بقوله «كلام لا يقبله عقل»!!
والسؤال:
أي «عقل» هذا الذي لا يقبل ما حمله المنشور من براهين قرآنية؟!
* هل هو عقل «المفلس علميًا» الذي يترك مناقشة جهل العرب المسلمين بلغة القرآن العربية، ويذهب يناقش مشاكل غير العرب؟!
* هل هو العقل «الجاهل» الذي:
١- لا يعلم شيئًا عن لغة القرآن العربية، ولا الفرق بين الفاعل والمفعول، ولا يُحسن كتابة جملة عربية مفيدة؟!
٢- هل هو الذي لا يعلم أن «النبوة – الرسالة – الرسول» ليست ادعاءات وإنما حقائق إيمانية يجب إقامة البرهان على صدقها؟!
٣- هل هو الذي لا يعلم أن «البرهان» على صدق «نبوة» النبي الخاتم، رسول الله محمد، ليس هو الكتاب الذي أنزله الله عليه، وإنما هو «الآية العقلية» التي حملها هذا الكتاب؟!
٤- هل هو العقل «الجاهل» الذي لا يعلم الفرق:
* بين «الآية الحسية» التي تراها الأعين فتُقر بصدقها قلوب الناس.
* و«الآية العقلية» التي يراها القلب بآليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه، فيقر القلب بصدقها، وصدق الرسول الذي نزلت على قلبه بـ «اللغة» التي كان ينطق بها «لسان العرب»:
«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ – عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ – بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ»؟!
٥- هل هو العقل الذي لا يعلم أن «الآية الحسية» يستحيل ترجمتها إلى لغات العالم لأن «أعَيْن الناس» تترجمها بـ «لغة واحدة».
٦- هل هو الذي لا يعلم أن «الآية القرآنية العقلية» يستحيل ترجمتها لأنها لا تُرى إلا بعيون «اللغة العربية»، الأمر الذي يستلزم أن يحمل القلب
«Arabic keyboard»
ليستطيع رؤية الآية القرآنية والوقوف على صدقها.
٧- هل هو الذي لا يعلم أن المستشرقين، وخاصة «الألمان»، لم يستطيعوا غزو العالم الإسلامي بإلحادهم في أحكام القرآن إلا بعد تعلم «اللغة العربية» وإتقانها حتى أصبحوا أعلم من أهلها.
ففي القرن التاسع عشر تأسس في جامعة «ارلانجن» الألمانية كرسي للدراسات السامية «العربية والسريانية والعبرية» تسلمه الأستاذ المساعد للعربية والآشورية دكتور «لودوينج آبل»، الذي سبق «بروكلمان» في الأستاذية.
وعندما جاء «بروكلمان» تميّز عن سابقيه بكثرة إنتاجه العلمي الذي نال به مكانة بارزة في الدراسات الاستشراقية، وخاصة في التاريخ العربي الإسلامي والأدب العربي.
ثم جاءت مدرسة «المنهج الفيلولوجي» الذي يهتم بـ «فقه اللغة» وارتباطها بمختلف العلوم، وكان «فليشر» أول من قام بالنقد الفيلولوجي» للغة العربية، وللنصوص الدينية، من سيرة ومغازي وعلوم القرآن والقراءات وأسباب النزول، ووضع «غوستاف فايل» أول كتاب في نقد القرآن وفق تسلسل الأحداث التاريخية.
وجاء «أوغست فيشر» فاهتم بـ «فقه اللغة العربية»، ودرس العلوم الإسلامية للوقوف على ما احتوته من إشكاليات لغوية ونحوية… إلى آخر ما يعرفه من اطلع على أعمال المستشرقين المتعلقة بالعلوم الإسلامية.
ومنذ القرن التاسع عشر وإلى اليوم، لم ينقطع «كرسي الدراسات الإسلامية والعربية» من معظم جامعات العالم، ولم ينقطع تمويل المؤسسات الاستشراقية من صناديق مخصصة لدعمها ماليًا.
وهناك عشرات الدراسات عن الدور الذي قام به الاستشراق في العالم الإسلامي، وعن أماكن المؤسسات الاستشراقية الموجودة فيه وعددها، ولماذا كانت معظم هذه المؤسسات ألمانية؟!
٨- هل هو العقل «الجاهل» الذي لا يعلم أن «الآية القرآنية العقلية» حجة الله على الناس جميعًا إلى يوم الدين، وأن هذه الحجية تقتضي إيمانهم برسول الله محمد واتباع كتابه؟!
وإذا كان المسلمون الذين أمرهم الله بإقامة الشهادة على الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قد عصوا ربهم ولم يفعلوا ما أمرهم به.
فكيف يشغل هذا العقل «الجاهل» نفسه بغير العرب الذين أمرهم الله باتباع كتابه وهم لا يعلمون شيئًا عن لغته العربية؟!
لماذ لم يشغل نفسه أيضًا بالعرب المسلمين وهم لا يعلمون شيئًا عن لغة القرآن العربية؟!
* لقد فتح الجهل أبوابه للملحدين ليدخلوا منها إلى قلوب الجهلاء الذين صنعوا منهم «نجومًا» تسبح في سماء الجهل.
محمد السعيد مشتهري