نحو إسلام الرسول

(1196) 12/11/2018 عندما تَسْقُط «القامات الفضائية» بقذائف «الحق البيانية»

لقد عجز الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فقامت حجته على الناس جميعًا، إلى يوم الدين، فتدبر:

* «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»

وعليه أمر الله الناس جميعًا بالإيمان برسوله محمد، وباتباع كتابه الذي حمل «الآية العقلية» الدالة على صدق «نبوته» وصدق بلاغه عن الله، فقال تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» البقرة /٢١

ومن يشك في صدق «نبوة» رسوله محمد، عليه أن يأتي بسورة من مثل سورة القرآن:

* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» البقرة /٢٣

ويستحيل أن يتساوى ما يصنعه البشر مع ما يصنعه الله، لذلك قال تعالى:

* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – (وَلَن تَفْعَلُواْ) – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ» البقرة / ٢٤

وعليه أغلق الستار عن إثبات حجية هذا القرآن على الناس جميعًا إلى يوم الدين، والذي يشك في ذلك عليه إثبات عكسه، مع ملاحظة أن هذه الحجية قامت على «علوم اللغة العربية» التي كان ينطق بها «لسان العرب».

وهذ الأمر يقتضي أن يتعلم الناس هذه العلوم وإلا كيف يثبتون حجية هذا القرآن وأنه كلام الله يقينًا، دون تعلم لغته؟!

أولًا:

تعالوا نتكلم عن قرن مضى من الزمن، ونسأل:

كم عدد المسلمين، «نسبة إلى تعدادهم خلال هذا القرن»، الذين درسوا علوم اللغة العربية، وجعلوها حاكمة على فهمهم للقرآن؟!

ثم تعالوا نأخذ الذين درسوا علوم اللغة، وجعلوها حاكمة على فهمهم للقرآن، ونسأل:

١- هل هذه النسبة هي التي صنعت نجوم «القراءات السلفية»؟!

الإجابة: يستحيل!!

لأن الله لم يأمر المسلمين باتباع غير القرآن، والذين صنعوا نجوم «القراءات السلفية» يجهلون علوم اللغة العربية، وعلم السياق القرآني، لذلك وقعوا أسرى القراءات الإلحادية التي جعلت روايات البشر تحكم «الآيات القرآنية»، فتدبر:

* «كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ – فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ – لِتُنذِرَ بِهِ – وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ» الأعراف / ٢

* «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – (وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) – قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ» الأعراف /٣

٢- وهل هذه النسبة هي التي صنعت نجوم «القراءات المعاصرة»؟!

الإجابة: يستحيل!!

لأن «المعاصرة» لا علاقة لها بـ «عصرنة» أصول الإيمان وأحكام القرآن، لأن «عصرنة الشيء» أن تجعله متمشيًا مع إمكانات وتحديات العصر، الأمر الذي يستحيل مع «أصول الإيمان وأحكام القرآن».

إن «القراءات القرآنية المعاصرة» من المفترض أنها هي التي تدفع علماء المسلمين، من جميع التخصصات العلمية، إلى تفعيل «آيات الآفاق والأنفس» وفق إمكاناتهم المعرفية والعلمية على مر العصور لإثبات أن هذا القرآن حق، فتدبر:

* «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ (أَنَّهُ الْحَقُّ) أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»

ولذلك فإن الذين صنعوا نجوم «القراءات المعاصرة» هم الذين يجهلون علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني.

الأمر الذي جعلهم يسعدون ويقبلون الإلحاد في «أصول الإيمان» وفي «أحكام القرآن»، وكلها مما حرّم الله الاقتراب منه إلى يوم الدين.

٣- وهل هذه النسبة هي التي صنعت نجوم «القراءات التنويرية»؟!

الإجابة: يستحيل!!

لأن «التنوير» لا علاقة له بالتنقيب في «ظلمات التراث الديني»، كلٌ حسب الفرقة التي ولد فيها، لاكتشاف أباطيله!!

فنرى «النجم التنويري السني» يهاجم المؤسسات الدينية «السنية» ويطالبها بتنقية مناهجها الدراسية وأمهات كتب التفسير والحديث… «السنية»!!

وهكذا حال نجوم التنوير في الفرق الأخرى.

* ولذلك لن تجدوا، منذ إنشاء هذه الصفحة، تعليقا واحدًا من أتباع هذه التوجهات الدينية الثلاثة، يحمل «علمًا» يُسقط «علمًا» يحمله منشور من منشورات هذه الصفحة!!

والسبب معروف: الجهل بعلوم اللغة العربية وبعلم السياق القرآني.

* ومجمل القول:

لولا «الجُهّال» ما كان هناك «نجوم فضائية»

ثانيًا:

سيقول الآلاف من الذين يجهلون «علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني»، ويُسجّلون إعجابهم بما يقوله «الملحدون في أحكام القرآن»، ونراهم في قاعات محاضراتهم وأمام الشاشات الفضائية:

نحن لا علاقة لنا لا بـ «علوم اللغة العربية»، ولا بـ «علم السياق القرآني»، لأن الله أعطانا «عقولًا» كي نفكر بها، ونختار على أساسها ما نراه «حقًا» ونرفض ما نراه «باطلًا»!!

فإذا سألناهم:

١- وهل عندما بدأتم تقرؤون القرآن في طفولتكم أو في شبابكم..، هل قرأتموه مباشرة بعقولكم، أم بعد تعلم اللغة العربية؟!

* قولًا واحدًا: بتعلم اللغة العربية.

٢- وهل تعلمتم في مراحل التعليم التي قبل دخولكم الجامعات، قواعد اللغة العربية وعلومها؟!

* قولًا واحدًا: نعم.

طبعا أنا لا أتحدث عن «الخواجات المسلمين العرب» الذين لا علاقة لهم لا باللغة ولا بالإسلام.

٣- هل تعلمون أن هذه اللغة العربية وعلومها هي التي نزل بها هذا القرآن الذي بأيديكم؟!

* قولًا واحدًا: نعم.

٤- فأين ذهبت وتركت عقولكم فارغة من لغة القرآن، يلعب بها «الملحدون» كيف شاؤوا؟!

* نظروا إليك نظر المغشي عليهم من الجهل!!

ثالثًا:

إن «القلب» هو مستودع آليات التفقه والتفكر والتعقل والتدبر … إلى آخر الآليات، فكيف يفقه «القلب» القرآن بدون «تعلم» اللغة العربية التي نزل بها؟!

١- ولذلك ربط الله فهم «القرآن العربي» بـ «العلم»، فقال تعالى:

* «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً (لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)»

– «لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» ماذا؟!

– هل يعلمون كل شيء في دنياهم غير «لغة القرآن»؟!

– فـ «سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ»

٢- وجعل الله «علة» نزول القرآن بـ «اللغة العربية» أن يتَعَقّل العرب آياته:

* «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»

فكيف يعطي المسلمون ظهورهم لـ «لغة القرآن العربي»، ويذهبون يتعقلون آيات القرآن وأحكامها بـ «لغة الملحدين»؟!

لقد نزل القرآن بـ «اللغة العربية» لعلكم يا «عرب» تتعقلون آياته فـ «تعلمون» أحكامها، و«تعملون» بها.

* فهل فعل المسلمون العرب ذلك؟!

رابعًا:

تعالوا نفترض أن القرآن رسالة «قومية» نزلت للعرب فقط، وانزعوا مسألة «العالمية» من أذهانكم، والسؤال:

فهل ظل العرب، منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا، يتوارثون «اللسان العربي» الذي نزل به القرآن جيلًا عن جيل؟!

طبعا لو حدث هذا ما ظهرت «السلفية»، ولا «الداعشية»، ولا «القرآنية»، ولا «العصرية»، ولا «التنويرية»..، ولا ظهرت أمهات كتب التراث الديني للفرق والمذاهب المختلفة.

* لأن المسلمين كانوا سيتعاملون مع القرآن مباشرة بهذه الأدوات:

١- علوم اللسان العربي

٢- علم السياق القرآني

٣- آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه … آليات عمل القلب

٤- علوم الآفاق والأنفس.

وكل هذا يدور حول ما أسميه بـ «منظومة التواصل المعرفي» كوحدة مترابطة متكاملة.

والحقيقة أني كثيرًا ما أتوقف عند قوله تعالى:

* «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ»

* «لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا – وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا – وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا»

* «أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ – بَلْ هُمْ أَضَلُّ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»

وأسأل نفسي:

من هم الْغَافِلُونَ: «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»؟!

وعن أي شيء هم «غَافِلُونَ»؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى