إنها مصيبة عقدية كبرى أن يجهل نجوم الفكر الديني العصري والتنويري فعالية علوم «اللغة العربية» في السياق القرآني.
ثم فعالية «السياق القرآني» في استنباط أحكام القرآن.
ثم فعالية «أحكام القرآن» في الحكم بـ «الشرك» على:
«الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»
على مر الرسالات الإلهية، وعلى مر العصور.
إنها قضية يصعب معالجة محاورها الرئيسة في مقال، كما يصعب الاستدلال بآياتها بوضعها في قائمة، فكل آية تتداخل وتتشابك مع أكثر من محور من محاور هذه القضية، الأمر الذي يستلزم تكرار بعض الآيات عند الحديث عن محاورها المختلفة.
والسؤال:
هل رضي الله عن «اليهود والنصارى» حتى يرضى عنهم «عدنان إبراهيم ومحمد شحرور» ويُدخلوهما الجنة، والله تعالى يقول «الآية ١٢٠» من سورة البقرة:
* «وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»
* «قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى»
* «وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ»
* «مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ»؟!
أولًا:
قد يسأل سائل ويقول:
إن الله يقول في الآية السابقة: «قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى»
فهل لا يوجد أحدٌ من «اليهود والنصارى» في عصر التنزيل كان على «هُدَى اللّهِ»؟!
وهل «هُدَى اللّه» محصور في «الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح» فقط دون اتباع رسول الله محمد والعمل برسالته؟!
تأتي الإجابة بعد الآية السابقة، فيقول الله تعالى:
* «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» البقرة / ١٢١
هنا يجب أن نعلم الفرق بين أن تُعطف هذه الآية على التي سبقتها بـ «واو العطف» فيقول الله تعالى:
«وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ..»
وبين أن تأتي مفصولة عن التي سبقتها من باب ما يُسمى بـ «رد العجز على الصدر»، أي برد الإجابة التي حملتها هذه الآية إلى السؤال الذي حملته الآية التي سبقتها، وهذه الإجابة هي:
إن تلاوة «التوراة والإنجيل» حق التلاوة، تجعل أي إنسان عاقل يؤمن بوجوب اتباع رسول الله محمد والعمل بكتابه، لأن الله حفظ فيهما البرهان على هذا، فقال تعالى:
* «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ…» الأعراف / ١٥٧
فهل قال الله الذين «يؤمنون» بالرسول، أم قال الذين «يتبعون» الرسول؟!
ثانيًا:
إن الذين يتلون «الْكِتَابَ» – «حَقَّ تِلاَوَتِهِ» – «أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ»، هم الذين آمنوا برسول الله محمد واتبعوا كتابه، ولذلك جاء السياق بالمقابل فقال تعالى:
* «وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
ولقد جاءت «الآية ١١٠ من سورة آل عمران» بالدلالة القطعية على أن الذين آمنوا من «أهل الكتاب» هم الذين آمنوا برسول الله محمد، فقال تعالى:
* «وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ – لَكَانَ خَيْراً لَّهُم – مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ – وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ»
نعم، أهل الكتاب «ليسوا سواءً»، فمنهم من آمنوا برسول الله محمد واتبعوا كتابه، سواء أعلنوا إسلامهم أم لم يعلنوه، ومنهم من كفر به وبكتابه، وهذا ما أكده الله في نفس السياق فقال تعالى «الآية ١١٣ من سورة آل عمران»:
* «لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ»
لقد آمنت هذه «الأُمَّة القَآئِمَة» برسول الله واتبعوا كتابه، وهؤلاء الذين قال الله فيهم «القصص / ٥٢-٥٤»:
* «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ»
* «وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ»
* «أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»
وهؤلاء يضاعف الله تعالى لهم الثواب لسببين:
١- لأنهم آمنوا بكتابهم من قبل، وآمنوا بالبشرى التي حملها الكتاب.
٢- لأنهم آمنوا برسول الله محمد يوم بعثته، واتبعوا كتابه.
ولكنهم كتموا «إيمانهم»، ولم يعلنوا «إسلامهم»، الأمر الذي كانوا يواجهون بسببه مشقة وتحديات في التعامل مع أهل ملتهم.
لذلك كان هذا الأجر نظير صبرهم أيضًا على هذه التحديات، «بِمَا صَبَرُوا»، خاصة وأنهم كانوا يلتزمون العمل بأحكام القرآن «وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ».
ثالثًا:
إن «الذين كفروا» من أهل الكتاب هم «اليهود والنصارى» الذين كانوا يقولون للناس «الآية ١٣٥» من سورة البقرة:
* «وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ»
فرد رسول الله محمد عليهم:
* «قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا»
ونفى الله الشرك عن إبراهيم فقال تعالى:
* «وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
وهذا معناه أن الله أثبت الشرك لـ «اليهود والنصارى».
١- فهل كانت هذه «الأُمَّةَ القَائِمَة مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» قائمة على «الشرك» الذي وصفهم الله به؟!
أم كانت قائمة على ما بَشّرت به كتبهم من بعثة رسول الله محمد؟!
٢- هل كانت هذه «الأُمَّةَ القَائِمَة مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» من الذين:
* «اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ»
طبعا لا، لأن الله وصفهم فقال تعالى:
* «يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ»
إذن فلماذا لم يؤمنوا بما بشرت به كتبهم، ولم يتبعوا «النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ» مع رسول الله محمد؟!
رابعًا:
لقد أرسل الله عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، فلماذا كفرت أغلبية الناس به ولم يتبعوا رسالته؟!
* «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» آل عمران / ٥٢
ثم تدبروا قول الله تعالى «الصف / ١٤»:
* «فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ – فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ»
١- إن «الطائفة» التي لم تؤمن بعيسى، عليه السلام، ظلت «عند الله» كافرة حتى بعث الله رسوله محمدًا، والذين لم يؤمنوا برسول الله محمد ظلوا «عند الله» كافرين إلى يومنا هذا.
وقد سبق بيان الآيات الدالة على ذلك في المنشورات السابقة.
فعلى أي أساس «منطقي»، قبل أن يكون «قرآنيًا»، يدخل الله «اليهود» الجنة؟!
٢- فإذا ذهبنا إلى الذين آمنوا بعيسى، عليه السلام، وقالوا إنا «نصارى» وجدناهم قد انحرفوا عن صراط ربهم المستقيم انحرافًا عقديًا خطيرًا، حتى بعث الله رسوله محمدًا يدعوهم إلى تصحيح ما هم عليه من شرك، والإيمان برسوله محمد واتباع كتابه.
وقد سبق بيان الآيات الدالة على ذلك في المنشورات السابقة.
فعلى أي أساس «منطقي»، قبل أن يكون «قرآنيًا»، يدخل الله «اليهود والنصارى» الجنة؟!
٣- هل نزلت هذه «الأُمَّةَ القَائِمَة مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» على رسول الله محمد من السماء، أم هم «الذين آمنوا» برسول الله محمد واتبعوا كتابه، بناء على ما بشّرت به كتبهم؟!
والبرهان على أنهم هم «الذين آمنوا» برسول الله محمد واتبعوا كتابه بناء على ما بشّرت به كتبهم، أن الله خاطب «الذين كفروا» برسول الله محمد، ولم يتبعوا كتابه، وقال لهم:
* «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» المائدة / ٦٨
فـ «اليهود والنصارى» ليسوا على شيء حتى يقيموا ما بشرت به كتبهم سلوكًا عمليًا في عصر التنزيل، وهو المطابق لما أنزله الله في القرآن «إليهم».
ولذلك قال تعالى «وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم» ولم يقل «وَمَا أُنزِلَ عَلَيْكُم»، كما قال تعالى في «الآية ٦٦»: «وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ».
خامسًا:
فتعالوا نتدبر سياق الآيات «الآيات ٦٥-٦٧» وقول الله تعالى:
* «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ» المائدة / ٦٥
إذن فـ «أَهْلَ الْكِتَابِ» لم يؤمنوا ولم يتقوا، وظلوا على ملتهم ولم يتبعوا رسول الله محمد، ولقد أكد الله تعالى ذلك بقوله بعدها:
* «وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ» المائدة / ٦٦
وعن قوله تعالى: «مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ»
١- إن الحديث أصلا عن «الذين كفروا»، وقوله تعالى «وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ» يُبيّن أن السياق يتحدث عن «أعمالهم السيئة» في إيذاء المسلمين حيث ينقسمون إلى فريقين:
الأكثرية: ما أسوأ إيذائهم للمسلمين «سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ».
الأقلية: مقتصدون في إيذائهم للمسلمين «أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ».
ذلك أن المقتصد: المعتدل، لا إفراط ولا تفريط.
يقول الله تعالى «آل عمران / ٧٥»:
* «وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ»
* «وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا»
* «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ»
* «وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
٢- وعلى فرض أن يكون معنى «مقتصد» هو جذر الكلمة «قصد» تكون هذه «الأُمَّة المُّقْتَصِدَة» هي التي «قصدت» إلى ما بشّرت به كتبهم، فآمنت برسول الله محمد واتبعت كتابه، الذي يخاطب الله فيه «أهل الكتاب» فيقول تعالى «المائدة ١٥-١٩»:
* «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ»
فماذا يعني قوله تعالي مخاطبًا «أهل الكتاب»:
* «قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ»؟!
ماذا سيفعلون بهذا الكتاب المبين؟!
٣- فإذا ذهبنا إلى «الآية ١٩»:
* «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
فماذا يعني قوله تعالى:
* «فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ»؟!
ماذا سيفعلون مع البشير النذير؟!
سادسًا:
المنشور الأخيرة:
إن هذا المنشور الأخير هو رسالتي إلى «عدنان إبراهيم ومحمد شحرور»، وإلى التابعين لهما بغير علم.
أقول لكم جميعًا ما قاله الله تعالى لرسوله محمد، عليه السلام:
* «وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى»
* «حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»
* «قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى»
* «وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ»
* «مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ»
كما أقول لكم جميعًا:
١- إن القرآن «علم»: «بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ»
٢- لا يقترب منه إلا «الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»:
«وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ – يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ – كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا»
٣- «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»: يعلمون الفرق بين:
«المنهجية العلمية» التي تحمل أدوات فهم القرآن، المستنبطة من ذات النص القرآني.
و«المنهجية العشوائية» التي تحمل «الهوى المذهبي» في فهم القرآن.
والسؤال:
هل هناك من نجوم الفكر الديني «السلفي والمعاصر والمستنير» من خلع ثوب «الفرقة التي ولد فيها»، وأعلن براءته منها ومن تراثها الديني، وما حمله من «مرويات» باطلة نسبها رواة فرقته إلى رسول الله زورًا وعدوانًا؟!
لذلك ختم الله الآية السابقة بقوله تعالى:
«وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ»
محمد السعيد مشتهري