نحو إسلام الرسول

(118) 22/1/2014 (“التقية” ….. فتنة كبرى)

لقد كانت أول فتنة في تاريخ “الإسلام السياسي” هي فتنة مقتل خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان، بأيدي مسلمة، والبقية الباقية من صحابة رسول الله، ومن أمهات المؤمنين..، كانوا معاصرين لها!! ولقد قامت على أحدث هذه “الفتنة” الأصول العقدية والتشريعية، لمنظومة “الفقه السياسي”، التي كان عليها أن تجد تبريرا فقهيا لما حدث من سفك للدماء، مع سبق الإصرار والترصد، وكان هذا التبرير هو فهم معوج لقوله تعالى في سورة الحجرات:
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [9]
قالوا: إن ما حدث من سفك للدماء في أحداث “الفتن الكبرى” لم يخرج من شاركوا فيها من ملة الإسلام، فقد شهد الله تعالى لهم للفئتين المتقاتلتين بالإيمان!!
أقول: الحقيقة أن الآية تتحدث عن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا [يعني عن خناقة]، فأمر الله تعالى [جهة ثالثة] وهي لا شك الدولة، لأنها هي التي تملك القوة والسلطان، أمرها أن تتدخل لردع الطائفة الباغية. ولو كان سياق الآية يتحدث عن معركة قتالية، وسفك للدماء، ما قال الله تعالى بعدها: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [10]
إن أحداث ومعارك “الفتن الكبرى” كانت مع خليفة المسلمين، أي مع الدولة نفسها وجهازها الحكومي، وهذه الآية لا تتحدث مطلقا عن قتال الدولة، فالدولة هي التي أسند الله إليها فض التقاتل بين الفئتين!!
وإذا كان الله تعالى قد حرم سفك الدماء بغير حق، ولا يوجد دليل واحد في كتاب الله يبيح لمسلم سفك دم مسلم عمدا، من سبق الإصرار والترصد، إذن فعلى أي أساس شرعي خرج المسلمون يسفكون دماء بعض، في موقعة الجمل [36هـ]، وصفين [37هـ]، والنهروان [37هـ]، وكربلاء [61هـ]، والحرة [63هـ]…، إلا إذا كان خروجهم هذا بفتوى “فقيه”؟!
لذلك أقول: إن الذي يفجر نفسه اليوم، لا يستند في عمله هذا إلى “آية قرآنية”، وإنما إلى فتوى “الإمام” الذي يقدسه، وإلا ما ضحى هذا المسكين بحياته في سبيل فتوى غير مقدسة عنده!!
لقد كان من الطبيعي أن يتخوف الناس من صعود الإسلاميين إلى دائرة الحكم، واليوم أصبحوا لا ينخدعون بالمناورات السياسية، التي اعتاد أنصار “الفُرقة والمذهبية” أن يلعبوها، مستخدمين في ذلك “التقيّة”، وإظهار حرصهم على مصالح الناس، ومستقبل وطنهم!! فإذا حققوا أهدافهم، ووصلوا إلى مرادهم، أعطوا ظهورهم للناس، وأظهروا لهم العداوة والبغضاء!!
إنه لن ينصلح حال المسلمين، ولن تنتهي صراعاتهم المذهبية، ولن تنتهي الفتن الطائفية من عالمهم، إلا إذا خلعوا ثوب “الفُرقة والمذهبية”، وثوب “التقية”، ثوب “الفتنة الكبرى”!!
* “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى