نحو إسلام الرسول

(1179) 5/9/2018 لماذا لا تُستخدم «شياطين الجن» في الحروب لتحقيق النصر؟!

عندما تنهزم أمة وتتخلف، وتستمر في مسيرة التخلف جيلا بعد جيل، ولا ينهض شعبها كما نهض شعب اليابان، وتجعل مبررها لعدم النهوض مشيئة الله وقدره.

ويكون هذا مبررًا لكل فاشل لا يأخذ بأسباب التقدم، ويستسلم لأسباب التخلف، حتى وصل الأمر أن ينسب المشركون شركهم إلى مشيئة الله وقدره.

وطبعا لا يستطيع أحد أن يقف أمام «مشيئة الله»!!

* «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ»

* «كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا»

* «قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا»

* «إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ»

أولًا:

إنها سُنّة افتراء الكذب على الله ورسله على مر الرسالات، ولن يقصم ظهر هذه «السُنّة الشيطانية» إلا «سلاح العلم»، فتدبر:

«قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا»؟!

١- وما تفرق المسلمون في «دين الإسلام»

٢- وما أشركوا بالله مصادر تشريعية ما أنزل الله بها من سلطان.

٣- وما نجحت القراءات القرآنية الشاذة، والبدع والخرافات الدينية التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة ويُعجب بها الآلاف.

إلا بسبب غياب «العلم» عن قلوب المسلمين.

إن «دين الإسلام» ليس دينًا يحمله «الببغاوات» الذين يُردّدون ما يقوله أئمة السلف، وما يقوله أصحاب القراءات القرآنية الشاذة، وما يقوله الملحدون المنافقون.

إن «دين الإسلام» دين «عَلْم»، جاءت آيته الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، آية «علمية» عقلية قرآنية.

فكيف تُصرّون أن تكونوا تابعين مقلّدين، تعيشون داخل مقبرة تراث الفرقة التي ولدتم فيها، وداخل مرجعياتها المذهبية التي لا تملكون شيئًا تقدمونه للناس إلا من خلالها، ثم تتحدثون عن حرية الرأي وأنتم أسرى سجن «التفرق في الدين»؟!

ثانيًا:

ولذلك كان مما يُميّز الإلحاد «غير الإسلامي»، عن الإلحاد «الإسلامي»، أن الأول يُعلن عن كفره بالرسالات الإلهية صراحة، ويقيم أسباب كفره على براهين علمية منطقية لا ينقدها أو ينقضها إلا «العلماء».

أما الإلحاد «الإسلامي» فأهله «منافقون» يرفعون راية الإسلام وتدبر القرآن، ويحمل كلامهم وتحمل منشوراتهم عشرات الآيات، بمنهجية «القص واللصق»، فإذا خرج إليهم «العلماء» هربوا وذهبوا إلى بيوتهم يُحدّثون شياطينهم!!

والحقيقة أن الملحدين «الكافرين» هم الذين يُوحون إلى أوليائهم من الملحدين «المنافقين»، لينشروا كفرهم وشبهاتهم بين المسلمين، وما أكثرهم على الفيس بوك، فهل يمكن وصف من يعجبون بهم بـ «المسلمين»؟!

إن من القضايا التي يُحبّون دائما إثارتها بين المساكين «علميًا» فيفتون بها، القضايا التي تتعلق بـ «عالم الغيب»، هذا العالم الذي لا يملك الناس وسائل إدراكه أصلا!!

ومن القضايا التي يُثيرونها قضايا تتعلق بعقائد عصر الجاهلية، كقضية الاعتقاد بأن «الجن» ينفع ويضر، وقد نزل القرآن يصحح هذه العقيدة الفاسدة، فيقول الله تعالى:

* «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ»

* «قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ»

* «فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ»

إن ورود جملة «نَفْعاً وَلا ضَرّاً» في هذا السياق، ثم بعدها جملة «وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا»، يُبيّن أن من يدعي الاستعانة بالجن للنفع أو للضرر، فهو «ظالم»، ومصيره «جهنم».

ثالثًا:

لقد كان الناس في الجاهلية يعبدون «الجن» لاتقاء شرهم، وليعيدوا إليهم قوتهم التي يعتقدون أن «الجن» سلبها، ويطلبون منه النصر على أعدائهم!!

فهل خلق الله الإنسان ليكون «مُسيّرا» بإرادة «الجن»؟!

١- لقد أقام الله هذا الوجود البشري على قانون «الأسباب والمسببات»، فمن أخذ بـ «الأسباب» حقق المطلوب، ومن لم يأخذ بها لم يُحقق المطلوب.

٢- أحيانا يأخذ الإنسان بـ «الأسباب» ولا يتحقق المطلوب، فطالما أنه أخذ بـ «الأسباب»، وما حدث كان خارج إرادته، فعليه أن يُرْجِع ما حدث إلى «مشيئة الله»، فلعله ابتلاء لله فيه حكمة، فتدبر:

* «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ»

* «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»

* «أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ»

فسواء كان الحادث بسبب أو بغير سبب، ففي الحالتين لا دخل لـ «شياطين الجن» في ذلك، ففي الحالة الأولى هناك «سبب» معلوم، وفي الحالة الثانية هناك «حكمة» لا يعلمها إلا الله.

رابعًا:

إن «الشيطان الجنِّي» لا يعمل إلا في البيئة التي خُلق ليعمل فيها، البيئة الملوثة بالشرك والظلم والفساد والمعاصي والفواحش…، تمامًا كـ «الجراثيم» لا تنمو وتتكاثر إلا في البيئة الصالحة لذلك.

ولذلك ينفر «الشيطان الجنِّي» ويبتعد عن البيئة «العلمية» التي يتسلح أفرادها بسلاح الفهم الواعي لنصوص «الآية العقلية القرآنية»، ومن هذه النصوص:

* «… وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ»

إن «الشيطان الجنِّي» ينفر ويبتعد عن البيئة التي اتخذت «الشيطان الإبليس» عدوًا، وأعدّت العدة لمحاربته، لقوله تعالى:

«إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا»

١- وإذا كان «السحر» من أعمال «الشياطين» فإن الله تعالى يقول في سياق الحديث عن قصة موسى:

* «وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى»

إن الفعل عندما يأتي في سياق النفي «وَلا يُفْلِحُ» يصبح من صيغ العموم، أي نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، ليس فقط من حيث زمن السحر، وإنما أيضا من أي مكان في العالم جاء منه الساحر «حَيْثُ أَتَى».

٢- إن قوله تعالى:

«إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ»

يُبيّن أن «السحر» الذي أتى به سحرة فرعون ليس مؤثرًا لذاته نفعاً ولا ضرًا، وإنما يصنع للناس التخييل والتمويه للحقائق:

* «يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى»

* «..فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ»

٣- فإذا علمنا أن نفي الفلاح نفيًا عاما بالكلية لم يرد في القرآن إلا في سياق النهي عن الشرك:

* «وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ»

وفي سياق افتراء الكذب على الله:

* «قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ»

وفي سياق التكذيب بآيات الله:

* «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ»

يكون «السحر»، وكل ما يتعلق به من قريب أو من بعيد، شرك وكفر وظلم وتكذيب بآيات الله.

فماذا عن قوله تعالى:

* «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»؟!

للموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى