نحو إسلام الرسول

(117) 20/1/2014 (“احذروا “الختم على القلوب)

عندما اخترت، في مشروعي الفكري، أن تكون آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، أداة من أدوات فهم القرآن، وسميتها بـ “آليات عمل القلب”، كان ذلك على أساس علمي، وهو أن الذي يقوم بهذه العمليات هو “القلب” وليس المخ، أو ما اصطلح على تسميته بـ “العقل”.
إن “العقل” ليس مصطلحا قرآنيا، فالقرآن يتحدث عن آلية “التعقل”، وليس عن عضو من أعضاء الجسم اسمه “العقل”، وبيّن أن الذي يقوم بعملية “التعقل”، والتفقه”..، هو القلب، فتدبر: “فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”…، “لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا”.
لذلك لم يكن غريبا أن يُنزّل الله “القرآن” على “قلب” رسوله محمد: “نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ” ـ “عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ”. وأيضا لم يكن غريبا أن يكون “الختم على القلوب” جزاء كل من افترى على الله الكذب، ولو كان الرسول نفسه، فتدبر: “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ [يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ] وَيَمْحُ اللَّهُ [الْبَاطِلَ] وَيُحِقُّ [الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ] إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”.
لقد نفى الله عن رسوله شبهة افتراء القرآن، وبيّن أن رسوله لو فعل لختم على قلبه، ولظلت كلمات الله محفوظة. وفي موضع آخر قال تعالى في سورة الحاقة: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ [44] لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [45] ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [46] فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [47].
فماذا سيكون موقف الذين اتهموا الله بإنزال وحي ثان على رسوله، باسم “الأحاديث النبوية”، بدعوى أنها المبيّنة للقرآن، والمكملة لأحكامه؟!! ماذا سيكون موقفهم يوم القيامة، وقد حصر الله تعالى المنزل على قلب رسوله بـ “كلمات الله”، ولم يضف إليها “أحاديث النبي”؟!
إن “الختم على القلوب” جاء جزاء كل من افترى على الله ورسوله الكذب، فلا يعد قلبه يعقل، ولا يفقه، ولا يتدبر: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”، ومن وجهة نظري، فإن “الختم على القلوب” آية من آيات الله، أراها شاخصة أمامي، في كل من افتروا على الله ورسوله الكذب، وسلّموا قلوبهم لأئمة مذاهبهم، يفكرون ويعقلون ويتدبرون… بها، نيابة عنهم!!
ولا فرق بين من نسبوا إلى الله تعالى الولد، ومن نسبوا إليه ما لم يأذن به، فكلهم افتروا على الله الكذب، فتدبر قول الله في سورة يونس:
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [68] قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [69] مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ [70]

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى