Warning: Undefined array key 1 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505
(1164) 8/8/2018 «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ» – نحو إسلام الرسول

نحو إسلام الرسول

(1164) 8/8/2018 «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ»

لقد كان الإيمان بـ «الآيات الحسية» الدالة على صدق «نبوة» الرسل، هو الطريق الوحيد إلى الإيمان بالله وكتبه التي كانت تنزل عليهم منفصلة عن هذه الآيات.

ولم يكن إيمان الناس بـ «الآيات الحسية» يتطلب أن يكون المؤمنون «علماء» لأن التصديق بها يقوم على البصر والبصيرة، بصرف النظر عما يحمله الناس من تخصصات علمية.

وشاء الله تعالى أن تكون الرسالة الخاتمة «رسالة علمية»، تحمل الكتاب والآية معًا، فبعث الله رسوله محمدًا بـ «الآية العقلية القرآنية» القائمة بين الناس إلى يوم القيامة.

وأول العلوم التي يجب أن يحملها من يريد أن يدخل في «دين الإسلام»، هو علم اللغة التي نزل بها القرآن، وخاطب الله بها الناس في عصر التنزيل، ويخاطبهم إلى يوم القيامة.

وما قامت الفرق الكلامية والباطنية وبدع القراءات السلفية والقرآنية والتنويرية والمعاصرة، إلا على توظيف اللغة العربية من أجل توجيه معاني الآيات وأحكامها لصالح توجهات المذاهب العقدية والإلحادية.

فكيف يتحدث مسلم عن أحكام القرآن، وهو لا يعلم قواعد النحو والصرف وعلم البيان، هذه العلوم التي حملتها لغة القرآن وكان يعلمها العرب قبل نزوله، ثم يدعي أن الإيمان دخل قلبه؟!

إن السبب الحقيقي وراء هجر الكثير لمنشورات الصفحة، هو عدم درايتهم بعلوم اللغة العربية، وقد صرّح لي معظمهم بذلك، وأنهم لا يفهمون المنشورات، ولا يعرفون ماذا أريد أن أقول!!

والحقيقة أنه لا بديل لتعلم اللغة العربية، بل هو الشرط الأساس للدخول في «دين الإسلام»، وهذا ما علمته بعد خلع ثوب السلفية وكانت دراساتي العليا والأكاديمية باللغة الإنجليزية!!

فلم أكن أزهريًا ولا دَرْعَمياً «نسبة إلى خريجي كلية دار العلوم»، وبذلت الجهد وجاهدت من أجل تعلم اللغة العربية بأصولها وقواعدها، ومازلت أتعلم من بحورها إلى يومنا هذا.

فكيف أكون مؤمنًا، أسلمت وجهي لله تعالى، وأنا لا أعلم لغة القرآن الذي يحمل «دين الإسلام» الذي آمنت به واتبعته؟!

كيف أكون مؤمنًا أسلمت وجهي لله تعالى، ثم أتبع سلفيًا، أو قرآنيًا، أو ملحدًا يُلحد في أحكام القرآن باسم القراءات المعاصرة، وهم يَلْوُون عنق قواعد اللغة، ويذبحون فقهها؟!

أولًا:

إن مهمة المؤمن المسلم اليوم، أن يرفع الحجب الموروثة عن قلوب المسلمين، ليس بضياع الوقت في بيان إشكاليات التراث الديني للفرقة التي ولد فيها، وإنما بإعادة بناء «الوحدانية» على قواعدها الصحيحة.

لقد اختلط الحق بالباطل، واختلطت الآية الإلهية بالرواية البشرية، والمرجعية التشريعية الإلهية بمرجعيات الفرق والمذاهب العقدية التشريعية، وأصبحنا أمام منظومة من «الجهال» تقول:

«نقبل الرواية التي لا تخالف ما جاء بالقرآن»

يظنون أنهم بقولهم هذا قد نجوا من «الشرك»، فهذه الرواية من صنع رواة الفرقة التي ينتمون إليها، أي أنهم مازالوا داخل دائرة:

«…الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

ويحسبون أنهم قرآنيّون مهتدون عصريّون، يُحسنون صنعا!!

ثانيًا:

إن الذين كانوا وراء تمزق خير أمة أخرجت للناس هم:

١- الذين لا يعلمون، والله تعالى يقول:
* «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

٢- الذين لا يتفكرون، والله تعالى يقول:
* «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»

٣- الذين لا يعقلون، والله تعالى يقول:
* «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»

٤- الذين لا يسمعون، والله تعالى يقول:
* «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ»

٥- الذين لا يفقهون، والله تعالى يقول:
* «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ»

٦- الذين لا يَذَّكرون، والله تعالى يقول:
* «قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ»

٧- الذين لا يشكرون، والله تعالى يقول:
* «كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ»

والسؤال:

هل لو كان المسلمون:

«يَعْلَمُونَ – يَتَفَكَّرُونَ – يَعْقِلُونَ – يَسْمَعُونَ – يَفْقَهُونَ – يَذَّكَّرُونَ – يَشْكُرُونَ»

كانوا سيعصون ربهم ويشركون به ما لم ينزل به سلطانا، ويعطون ظهورهم لأمره لهم أن يكونوا شهداء على الناس وأن يخرجوهم من الظلمات إلى النور؟!

أم عليهم أن يشكروا ربهم على أنه سبحانه لم يخسف بهم الأرض، ولم يعذبهم عذابَا مقيمًا، وأن يبدؤوا طريق «دين الإسلام» من أوله، وهو تعلم اللغة العربية.

إن معظم المنشورات الأخيرة استخدمت فيها الأساليب القرآنية البيانية، وخاصة «المجاز»، بل وفي عناوين بعضها، كعنوان:

«عندما يحكم العمل الصالح الكافر، العمل الصالح المؤمن»

فيسأل البعض: وهل هناك عمل صالح كافر وآخر مؤمن؟!

والمقصود طبعا أن الدول المتقدمة هي التي تحكم مقدرات الدول المسلمة، ولذلك أعطى الملحدون «فيزا» للدول المتقدمة لدخول الجنة من أجل عملهم الصالح!!

ثالثًا:

إن الإسلام دين العلم والعلماء، والمسلم من أقام إسلامه «ملة وشريعة» على حجة وبرهان، وليس على ما وجد عليه آباءه، وتعلم القرآن ودرس آياته إلى جانب تخصصه المهني.

فتدبر هذه السنة الإلهية الرسالية:

* «مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ»

لاحظ قوله تعالى: «ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ»، لتعلم أن الأصل في دعوة الرسل أن يجعلوا الناس ربانيّين علماء، يتعلّمون ويُعلّمون ويدرسون كتاب الله، ويقومون بتفعيل آياته في حياتهم وحياة الناس.

إن الربانية «علم» يحمله كل مسلم أخلص دينه لله تعالى، ولو عاش المسلمون داخل منظومة «الربانية»، وتربت ذريتهم داخلها، ما استطاعت السلفية ولا الداعشية ولا بدع العصرية التنويرية، أن تخترق تدينهم:

* «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ»

لقد حكمت الدنيا قلوب المسلمين، وزيّنها لهم الشيطان بدعوى أنها مزرعة الآخرة، والحقيقة أنها مزرعته هو في جهنم، فإذا لم يكن الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا هم المسلمون فمن هم إذن:

* «الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً – وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا – فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا – وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ»؟!

رابعًا:

إن الوحدانية «علم»، والنبوة «علم»، والرسالة «علم»، ودين الإسلام «علم»، وهذه العلوم هي التي تحكم سائر علوم البشر في مجال آيات الآفاق والأنفس، وعلماؤها يخشون ربهم:

* «وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ….»

* «….وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ»

* «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ – إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»

هؤلاء هم العلماء الذين «يَعْلَمُونَ» وخاطبهم الله في هذه الآيات:

* «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

* «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ، مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

فكم عدد «المسلمون» الخبراء في مجال آيات الآفاق والأنفس؟!

وكم عدد «المسلمون» الذين يعلمون أحكام القرآن وحدودها، دون الرجوع إلى أئمة السلف والخلف:

«فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ، وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»؟!

ولماذا يشير السياق إلى الذين يعلمون والذين لا يعلمون في سياق بيان أحكام الشعائر التعبدية:

* «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ»

* «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ»

* «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ»

فأين هم؟!

ثم لماذا يبيّن الله أن الآيات البيّنات تكون في صدور الذين أوتوا العلم:

* «بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ»؟!

ولا ننسى أن «الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ» هم الذين سبق الحديث عن موقفهم من الشهادة العلمية بـ «الوحدانية»:

* «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

خامسًا:

إن «الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ» يستحيل أن يقبلوا قراءة معاصرة للقرآن، يجتمع صاحبها مع الله تعالى يوميًا، لمناقشة قوله تعالى:

* «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً»

* «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ»

فيعلمون من هم الذين سيموتون وفق مشيئة الله، فيعلم الله وقت وفاتهم، ومن هم الذين سيموتون وفق مشيئتهم، ولا يعلم الله وقت وفاتهم إلا بعد موتهم!!

إن «الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ» يستحيل أن يقبلوا قراءة معاصرة للقرآن يصف صاحبها «علم الله» بأنه «علم تجريدي بحت»، ويصفقون له وأنا على يقين أنهم لا يعلمون ما هو العلم «التجريدي» إلا إذا كانوا ملحدين مثله، يجعلون علم الله قابلا للمراجعة والتصحيح!!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى