لقد قرأت التعليق التالي على الفيديو المرفق:
«ما شاء الله د. شحرور سبق الألباني بفهمه وعقله الراجح وتدبره للقرآن الكريم، وحبب الناس بالإسلام، جزاه الله كل خير، وزاده علمًا ونفعنا به»
نلاحظ:
أولًا:
١- «شحرور سبق الألباني بتدبره للقرآن»
إن شحرور لا يملك أي أداة لتدبر القرآن غير الفلسفة «الهرمنيوطيقية»، كما سبق بيانه في سلسلة منشورات:
««مَا بَالُ أَقْوَامٍ … يقولون …»
وهذه الفلسفة الإلحادية هي التي دفعته أن يجعل مسألة لغوية هي أصلًا من بدع أئمة السلف، وهي مسألة «الترادف»، يجعلها محورًا أساسًا لقراءاته القرآنية المعاصرة!!
وقد سبق بيان تهافت هذه المسألة وسقوطها من قواعدها التي أقام عليها بدعة التفريق بين «الكتاب» و«القرآن»، التي استخف بها عقول قوم لا يعلمون!!
٢- «حبب الناس بالإسلام»
أي «إسلام» هذا الذي لم يحبه إلا الذين لم يدخل «الإيمان» قلوبهم؟!
أي «إسلام» هذا الذي جاء لينسف القواعد والأصول التي قامت عليها أحكام القرآن بديناميت «الفلسفة المادية الماركسية»؟!
٣- «زاده الله علما ونفعنا به»
أي علم هذا الذي تتصورون أن الله يؤيد صاحبه، الذي لا يعلم بدهيات اللغة العربية، والفرق بين تعدد الذوات وتعدد الصفات، فظن أن:
«الكتاب والقرآن والفرقان والنور والذكر والحكمة»
ذوات منفصلة، وهي صفات مختلفة لذات واحدة هي «التنزيل الحكيم»؟!
ثانيًا:
قصة «الألباني»:
لم يترك «شحرور» مسألة من مسائل الدين «ملة وشريعة» إلا وأقامها على قواعد «الهرمنيوطيقية» ليسقط معظم ما تَدَيّنَ به المسلمون منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا!!
السؤال:
هل من أصول البحث العلمي أن تضع المعايير أولا، «المنهج والأدوات»، وعلى أساسها تُقَيّم الواقع؟!
أم تنظر في الواقع وتُفَصّل على إشكالياته معايير تناسبه، فتحصل على مئات المعايير العشوائية؟!
١- لا شك أن وضع المنهج والمعايير أولًا هو «المنهجية العلمية» التي تقابلها «المنهجية العشوائية» التي هي الحالة الثانية.
٢- وعلى أساس المعايير والمنهجية العلمية التي حملها مشروعي الفكري قلت
وأقول:
إن كل ما كتبه «شحرور» من كتب تُدخله «جهنم» ومن اتبعها.
٣- ومما استند إليه «محمد مشتهري» في ذلك «الهرمنيوطيقا» التي انطلق منها «شحرور» في قراءاته المعاصرة، بداية بإلحاده في مفهوم «الكتاب والقرآن»، وتخريبه للدولة والمجتمع، وإفساده منظومة القيم انطلاقًا من هوس أصابه حيث جعل «الإسلام» يسبق «الإيمان».
إلى آخر ما سَوّد به كتبه، ومن ذلك ما ذكره في الباب الثاني من كتابه «الكتاب والقرآن» بعنوان «جدل الكون والإنسان»، وهو مصطلح من مصطلحات «المادية الجدلية»، و«الهرمنيوطيقا»!!
٤- فإذا عُرِضَ «الكتاب والقرآن» على «الشيخ الألباني»، كما ذُكر في الفيديو المرفق، وقال إن هذا الكتاب يدخل «شحرور» النار.
فهل معنى هذا أن «محمد مشتهري» يتفق مع «الألباني» في معايير التقييم لهذا الكتاب «وغيره»، لأننا وصلنا إلى نتيجة واحدة هي دخول «شحرور» النار بسبب ما كتبه في مؤلفاته؟!
ثالثًا:
هنا تظهر أهمية «المنهجية العلمية»، التي نادرًا ما نجد لها فعالية في الدراسات القرآنية في مواجهة «المنهجية العشوائية» التي قامت عليها معظم هذه الدراسات.
١- إن معايير «الألباني» معايير «سلفية» في المقام الأول والأخير، لأنه لا يعلم شيئًا عن معايير «القرآن» بحكم تخصصه في «علم الحديث» وليس في «التفسير»!!
٢- إن معايير «محمد مشتهري» معايير «قرآنية» في المقام الأول والأخير، ولا علاقة له بالمعايير «السلفية» وإن كان يعلمها باعتباره كان سلفيا «سابقا»!!
٣- إن الباحث المؤمن، الذي أسلم وجهه لله تعالى، ووضع منهجه وأدوات فهمه للقرآن، على أسس علمية مرجعها أولًا وأخيرًا القرآن، لا ينظر مطلقا إلى ما إذا كانت نتائج بحثه ستتفق مع «السلفية» فيحذفها، أم ستخالفها فيبقيها!!
إن الباحث المؤمن يسير وراء منهجه، ووراء أدوات فهمه للقرآن، ووراء معاييره، ثم يعلن نتائجه، بصرف النظر إذا ما كانت تتفق مع ما عليه المسلمون من تدين أم تختلف.
رابعًا:
يستحيل أن يكون «محمد مشتهري» الذي كان مع بداية الثمانينيات:
١- أول من استخرج مئات الروايات الباطلة الموجودة في كتب حديث الفرق والمذاهب المختلفة.
ومن هذه الروايات، «٤٠٠» رواية في «صحيح البخاري»، أرسلتها إلى لجنة الفتوى بالأزهر يطالبها بتنقية هذا الكتاب من هذه الروايات، وذلك في الطبعة الجديدة الذي عزم «الريان» إصدارها.
٢- وأول من طالب بعقد مؤتمر لعلماء الفرق لمناقشة مشروعه الفكري ووضع لهذا المؤتمر عنوان «السنة والتشريع بين أزمة التخاصم والتكفير»، وأصابه بعد ذلك ما أصابه، مع مصادرة هذه الدراسة.
٣- إلى آخر التحديات التي قد يكون في مقدمتها مقال نشره أحد أعلام السلفيين بعنوان: «ابن إمام أهل السنة ينكر السنة»، بالإضافة إلى الكلام الخطير الذي قاله عني «خالد الجندي» في برنامجه على قناة «أزهري»، والفيديو موجود على موقعي.
خامسًا:
والسؤال:
لماذا، مع كل هذا، لم يصبح «محمد مشتهري» نجمًا فضائيًا؟!
لأن النجومية تحتاج إلى وسيلة «ميديا» لإخراجها إلى دائرة الضوء، فيشاهدها الناس، ويعرفونها.
وفي عصرنا هذا فإن أهم وسيلة للنجومية هي «التفاهة»، يليها «الفرقعة»، فتخرج وتقول للناس إنك المهدي المنتظر، يليها «البدعة الدينية»!!
١- أنا أعرف أ. جمال البنا جيدًا، وكان يحضر لي ندواتي، وكان يشتكي من أن مؤلفاته راكدة في المخزن لا أحد يشتريها، حتى خرج ببدعة:
«إن التدخين في نهار رمضان لا يُفطر الصائم»
لقد أصبح نجمًا يشاهده الناس دومًا على الفضائيات، وباع مؤلفاته كلها التي كانت تملأ مخزنًا بالكامل، وازداد نشاطه، وتوسعت شعبيته.
الأمر الذي دفعه ليكتب كتابًا، يُعتبر برهانًا على أنه لم يخلع ثوب «السلفية»، وهو كتابه:
«تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم»
يعني يظل «البخاري» مرجعًا، ويظل مسلم» مرجعًا، بعد تنقيتهما مما لا يلزم!!
٢- وعندما خرج «شحرور» بقراءاته القرآنية المعاصرة، وأباح كل المحرمات التي حرمها الله، وخاصة التي تتعلق بقضايا النساء وإعادتهن إلى عصر الجاهلية يعرضن أجسادهن للمتعة بحرية مطلقة…، أصبح نجمًا يتحدث عنه العالم.
ولكنه لم يخلع ثوب فرقة «أهل السنة والجماعة»، وجميع مؤلفاته تشهد بذلك، ويستخف عقول الناس ويقول لهم:
«نقبل الحديث إن صح»
طبعا «إن صح عند علماء أهل السنة»!!
طبعا وهناك بين «البنا» و«شحرور» آخرون ملحدون ومبتدعون باسم المعاصرة
والتنوير، ومنهم من دخلوا السجون فخرجوا تائبين!!
سادسًا:
«محمد مشتهري»: كيف يصبح نجمًا؟!
ليس عنده في مشروعه الفكري لا «إلحاد المعاصرة» ولا «بدع التنوير»، والناس احتاروا في أمره:
يا ترى هو سلفي، ولا قرآني، ولا تنويري، ولا إيه بالضبط؟!
محمد السعيد مشتهري