نحو إسلام الرسول

(1141) 8/7/2018 «مَا بَالُ أَقْوَامٍ … يقولون …» {3} التقوى والكفر

لماذا يُحدّثون الناس عن «الإسلام والإيمان»، ويُصدّعون عقولهم بقاموس المعاني، ولا يحدثونهم عن «التقوى والكفر»؟!

لأنهم تابعون لمدرسة «التفسير المادي للوجود» التي تجعل الواقع «الكائن»، حاكمًا على فعالية النص التي يجب أن «تكون».

أولًا:

يقول «القوم»:

١- «الإسلام» هو «السلام» القائم على:

«الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح»

فكل إنسان على هذه الأرض، يحمل هذه الشروط، فهو «مسلم» مهما كانت ملته!!

٢- «الإيمان» هو «الأمان»، فكل إنسان يحمل الشروط السابقة، ويكون «مستأمنًا» عند الناس، فهو «مؤمن» مهما كانت ملته!!

٣- وعليه يصبح الـ «٦ مليار ونصف» من سكان الأرض في الجنة، التي جعل الله «عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ» لتتسع هذا العدد، وسيخلق الله عدد من «السجون» تسع الـ «نصف مليار» الباقي، ليعذبهم فيها!!

ثانيًا:

يقول الله تعالى:

* «مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ – وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ – وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً»

تعالوا أولًا نتعرف على من هم «الْمُضِلِّون» بتدبر الآية التي سبقتها:

* «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا – إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ – أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ – بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً»

إنهم «الظالمون» الذين اتخذوا إبليس وذريته أولياء من دون الله، وهم الذين يُلْحِدون في آيات الله استنادًا إلى «التفسير المادي للوجود»، وخاصة ما كان متعلقًا بـ «عالم الغيب»!!

والحقيقة أنه لا ينقص هذا التفسير، إلا أن يضعوا على غلافه صورة لله تعالى!!

فمن أين جاء «الْمُضِلِّونَ» بإلحادهم في آيات الله، هل كانوا مع الله يوم «خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ .. وخَلْقَ أَنفُسِهِمْ»؟!

ثالثًا:

عندما يقول الله تعالى في وصف «النار وأهلها»:

«… فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

نفهم أن النار «أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»، ونتدبر جيدا كلمة «أُعِدَّتْ».

وقد نفهم، في المقابل، أن الجنة «أُعِدَّتْ للْمُؤْمِنِين»، باعتبار أن «الإيمان» يقابله «الكفر» في المسائل العقدية.

ولكننا نجد أن الله جعل:

١- «المتقين» في مقابل «الكافرين»، فقال تعالى:

* «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»

والسؤال:

لقد صَدّعوا رؤوسنا بادعائهم أن جميع الملل والنحل ستدخل الجنة إذا حققت ثلاثة شروط:

«الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح»

فإذا نظرنا إلى قوله تعالى أن الجنة:

«أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»

نفهم من ذلك أن «التقوى» شرطٌ لدخول الجنة، فأين هذا الشرط في قوله تعالى:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ»

* «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً»

* «فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

٢- ولماذا لم تذكر هذه الآية شرط «الإيمان بالرسل» فتكون بذلك قد غاب عنها شرطان: «التقوى والإيمان بالرسل»!!

رابعًا:

فإذا ذهبنا إلى قوله تعالى:

* «سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ»

١- إذن فالجنة «أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ».

إذن «الإيمان بالرسل» شرط لدخول الجنة.

٢- و«أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».

و«تقوى الله» شرط لخول الجنة.

٣- ثم تعالوا نضيف «الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح».

وبذلك تكون شروط دخول الجنة:

«تقوى الله – الإيمان بِالله ورسله – اليوم الآخر – والعمل الصالح»

وتعالوا نضيف إليها ما يلي:

٤- الصدق:

* «قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا..»

٥- الطاعة:

* «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ»

٦- التوبة:

* «إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»

٧- نهي النفس عن الهوى:

* «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»

٨- إسلام الوجه لله:

* «بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

٩- الحض على إطعام المسكين:

* «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ… ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ»

والسؤال: ما الذي فعله هذا الذي «أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ»؟!

أ – «إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ»

ب – «وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ»

فقط لا غير!!

فهل معنى هذا أن الذي يؤمن بالله، ويحض على طعام المسكين، يدخل الجنة دون التزام بباقي الشروط السابق ذكرها؟!

* «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ»

خامسًا:

وأضيف إلى ما سبق بيانه، ما ورد في سورة «المؤمنون» من صفات أهل الجنة:

– «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ»

– «وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»

ـ «وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ»

ـ «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ»

– «وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ»

١- هذا بالإضافة إلى عشرات الشروط، التي يغفل عنها كثير من المسلمين، والتي تقف عقبة أمام دخولهم الجنة، خاصة المتعلقة بـ «الإصرار على المعصية»، فتدبر:

* «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ – ذَكَرُوا اللَّهَ – فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ – وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ – وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»

٢- ثم تدبر ماذا قال الله بعدها عن «التائبين»، لتعلم مصير «المُصرّين» على المعصية:

* «أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ»

٣- إن الذين ماتوا وهم مُصرّون على معصية الله، «ملة وشريعة»، في جهنم خالدين فيها، ويؤكد ذلك قوله تعالى في موضع آخر:

* «بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

سادسًا:

يتضح لنا مما سبق:

١- أن هناك «منظومة متكاملة» من الصفات يجب أن يتصف بها المؤمنون الذين يريدون دخول الجنة، وأن هذه الصفات تنطلق من قاعدة «التقوى»:

«… وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»

٢- وهذا ما بيّنه الله تعالى بقوله، في سياق تصوير مشهد دخول «المتقين» الجنة:

* «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ»

٣- وبقوله في سياق بيان مشهد دخول «الكافرين» جهنم:

* «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا..»

إذن فالمحور الأساس في تقسيم الناس، من حيث مصيرهم في الآخرة، يدور حول «تقوى الله»، و«الكفر بالرسل».

٤- وهذا أول سؤال سيسأله خزنة جهنم للكافرين:

* «… أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا..»

إن العلاقة وثيقة بين «الكفر» بالرسل وما حملوه للناس من آيات، ودخول «الَّذِينَ كَفَرُوا» بهم جهنم، الأمر الذي لن يستطيع الكافرون إنكاره:

* «قَالُوا بَلَى»

ولكن بعد فوات الأوان:

* «وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ»

سابعًا:

إن قضية المسلمين ليست في أن نبيّن لهم ما هو «الإسلام» وما هو «الإيمان»، وإنما في أن نُبيّن لهم ما هي «التقوى»، وما هو «الكفر».

١- وهذا ما نزل القرآن يُبيّنه للناس، وخاطب به أتباع جميع الملل والنحل التي كانت موجودة في عصر التنزيل، يدعوهم إلى الإيمان برسول الله محمد واتباع كتابه، وتوعدهم بـ «جهنم» إن هم لم يتبعوه، فتدبر:

* «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً»

٢- ألم يكن «أهل الكتاب»، و«المشركون» من قوم النبي الذين أرسله الله إليهم؟!

* «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً»
إن الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد هم «الْمُجْرِمِونَ»، فتدبر:

* «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»

٣- وتدبر من هم الذين كذبوا الرسول ووصفهم الله بالمجرمين:

* «فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ»

فكيف يدخل الذين «آمنوا بالله – واليوم الآخر – وعملوا الصالحات» الجنة، وهم كافرون برسول الله محمد وبكتابه؟!

ألم يقرأ «القوم» قوله تعالي في وصف الفريقين:

* «الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ»

* «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»

ثم هل توقف عند «الإيمان بالله والعمل الصالح»، أم اشترط الإيمان برسول الله محمد وبكتابه؟!

* «وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ»

٤- ولذلك كان الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد، ولم يتبعوا كتابه، هم «شر البرية»:

* «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ»

إن «مِنْ» للتبعيض، بما يشير إلى أن هناك من «أَهْلِ الْكِتَابِ»، ومن «الْمُشْرِكِينَ»، من آمنوا برسول الله واتبعوا كتابه، وهؤلاء أصبحوا من «خير البرية»:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»

ثامنًا:

إن «العشوائية الفكرية» تُفقد صاحبها «منهجية البحث العلمي»، فينشغل بمسألة «الإيمان»، ولا يلتفت إلى مسألة «التقوى»، ولا إلى مسألة «الكفر»!!

وهذا ما تسعى مدرسة «التفسير المادي للوجود» نشره بين المسلمين، إنها تستخف عقولهم بإقناعهم أن واقعهم يمثل «حقيقة الإسلام»، بل و«جوهر الإيمان».

والحقيقة إنها فتنة:

* «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ»

* «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»

* «فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ»

لقد ترك الله هذه «الفتنة» تتفاعل مع قلوب المسلمين، بصورة غير مسبوقة، لأنها قلوب تستحق أن تُعذّب بهذه «الفتنة» في الدنيا قبل الآخرة.

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى