إننا عندما نتحدث عن «قراءة قرآنية معاصرة» يجب أن ننطلق من قاعدة «الآية العقلية القرآنية» المعاصرة للناس جميعًا اليوم، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، والتي لا يملك المسلمون غيرها دليلًا على بعثته.
وحسب مشروعي الفكري، فإنه يستحيل فهم نصوص هذه «الآية العقلية القرآنية» بمعزل عن «مُسَمّيات» كلماتها التي يشاهدها العالم أجمع، كلٌ حسب لغته ولهجته، و«المُسَمّى» واحد.
ويُبيّن الفيديو المرفق حجية «منظومة التواصل المعرفي» التي انطلق منها مشروعي الفكري، «نحو إسلام الرسول»، حيث تتفاعل الكلمة القرآنية «المقروءة» مع مقابلها الكوني «المشاهد»، ليتبيّن للناس أن هذا القرآن هو كلام الله يقينًا.
«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»
ومن المضحك أن تظهر قراءات قرآنية تدعي «المعاصرة» وهي بنكهة «أهل السنة» ومرجعياتها، وأخرى بنكهة «الشيعة» ومرجعياتها…، إلى آخر الفرق والمذاهب العقدية المختلفة.
وهناك نكهة أخرى هي نكهة «خطب الجمعة الأوربية»، التي تدعو إلى السلام ونبذ العنف، لأن حكومات هذه الدول لن ترضى عن هذا بديلا.
أما أن يُشرك الخطيب بالله ما لم ينزل به سلطانًا، ويتحدث باسم الأمة الإسلامية وهو أصلًا سُنّي المذهب، ويؤمن بروايات فرقته ويدعو المصلين إلى التمسك بها..، فمثل هذا تباركه حكومات الدول الأوربية وتشجعه، ولكن لماذا؟!
لأن الهدف أن تظل القراءات القرآنية المعاصرة والتنويرية «قراءات مذهبية» بنكهة «الهوس الديني»، تدعم أزمة «التفرق في الدين»، التي لو مات المسلمون عليها ماتوا «مشركين».
ومما يُعْجِب حكومات الدول الأوربية خطباء الجمعة «الدراويش»، الذين يقولون لهم سمعنا وأطعنا، ويشحنون المُصلّين بـ «طاقات إيجابية» تكفر عنهم سيئاتهم، فيرجعون كما ولدتهم أمهاتهم، هكذا يظنون!!
ولكن عندما تنطلق «الطاقات الإيجابية» من قاعدة «الشرك بالله» فإنها وإن أسعدت الإنسان في جنة الدنيا، فلن تسعده في نار الآخرة.
محمد السعيد مشتهري