نحو إسلام الرسول

(1115) 13/5/2018 على الطريق «٦٠»

أرسل لي الصديق Ghalib Alrwaily رابط مناظرة «الحوار الأيديولوجي» بين المذكورين في البوست، وإن شاء الله سأقوم بالتعقيب عليه بعد انتهائه.

ولكن الذي لفت نظري اليوم، التزام «أبوساري» بمنهج الحوار العلمي في تحديد معنى «المصطلحات» المستخدمة في الحوار ، ولما كان تحديد معنى «المصطلحات» يتعلق بموضوع «الترادف» الذي كان عنوان منشور الأمس.

أردت أن يستفيد الأصدقاء من مداخلة «أبوساري» التي قال فيها:

وبما أنه قد قيل إن فهم السؤال نصف الإجابة، التمست لك العذر بالجهل عندما وجدت كلامك في وادي وسؤالي في وادي آخر.

فيا صديقي الغالي أنبهك أن سؤالي كان عن «التطابق» في المعاني للكلمات المختلفة لفظا ومبني، وليس عن «الترادف»!

ونسبة لأنك لا تدري ما هو التطابق والترادف، والفرق بينهما.

ولأنك مصاب بـ «فوبيا شحرور»، رحت تصول وتجول عن الترادف، وقول شحرور ومؤلفاته عن الترادف.

ولذا سأقول لك خذ القول الفصل الذي كنت تجهله:

الترادف هو اشتراك وصفين أو صفتين لموصوف واحد.

مع ضرورة وجود اختلاف ولو طفيف بين المعني والمدلول لكل صفه.

والرواية الواردة عن ابن عباس رضي الله عنه والتي يقول فيها:

«كنت رديف النبي عليه الصلاة والسلام»، فهما يشتركان في استقلال ظهر الدابة مع احتفاظ كل واحد منهما على حيز مكاني مخصوص به.

والترادف في القران الكريم موجود غصبًا عنك وغصبًا عن شحرور وغصبًا عن كل من أنكره.

بل يعتبر من جماليات الخطاب القرآني.

فأسماء الله الحسني وصفاته كلها مترادفات.

وأسماء اليوم الآخر أيضا من المترادفات.

وأسماء نار القيامة كذلك من المترادفات.

وخذ هذا المثال من أروع المترادفات في القرآن، ولا شك أن التعبيرين يشيران إلي موصوف ومقصود واحد بلا أدني شك.

قال تعالي:

* «فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ»

* «قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ . قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ»

لا شك أن المقصود بـ «السقاية» و«صواع» الملك في هذا السياق شيء واحد ومقصود واحد.

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا عبر القران عن هذا الشيء المقصود تارة باسم السقاية، وتارة أخرى بصواع الملك؟!

وضرورة لا مناص منها أن هناك معنى ومدلول مختلف لهذين اللفظين، ليس هذا موضع بسط القول والبيان فيه.

أما سؤالي لك كان عن «التطابق»، وليس «الترادف»

وبالتالي يظل السؤال قائمًا مرة أخرى كما هو كأنك لم تجب عليه.

وأنتظر إجابتك لا محال كشرط أساسي لاستمرار الحوار إلى الأمام وهو كالاتي:

هل تعتقد أن هناك كلمات في القران تختلف عن بعضها في البناء الحرفي واللفظي المنطوق ومن ثم تحمل معنى واحد «تطابقي»؟!

بحيث يمكن أن تحل كلمة مكان الكلمة الأخرى التي تختلف عنها في المبني اللفظي ولا يتأثر المعني والدلالة، مثل الكلمات:

الريب والشك – الخوف والخشية – انفجرت وانبجست – أيام معدودات وأيام معلومات – يا أيها النبي ويا أيها الرسول – وغيرها الكثير في كتاب الله تعالي؟!

هذا هو السؤال يا أستاذ، وأنتظر إجابتك.

أقول:

من الفرائض الغائبة عن حياة المسلمين، أنهم لم يتعلموا كيف يقيمون حوارًا علميًا.

والحقيقة أن العيب ليس فيهم، وإنما في المفكرين السلفيّين والعصريّين التنويريّين، الذين قبلوا من أتباعهم «العشوائية الفكرية» ولم يلفتوا نظرهم إلى خطورتها.

إنهم يريدون أن يظل التابعون «جهلاء» «عشوائيّين»، حتى لا يكتشفوا جهلهم وضلالهم وإضلالهم!!

محمد السعيد مشتهري

رابط المناظرة لمن يريد متابعتها

https://www.facebook.com/groups/837899996359388/permalink/1043584552457597/

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى