Warning: Undefined array key 1 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505
(1093) 18/4/2018 «د.م. محمد شحرور»: للرسول أن يُشرّع للحلال بغير وحي!! – نحو إسلام الرسول

نحو إسلام الرسول

(1093) 18/4/2018 «د.م. محمد شحرور»: للرسول أن يُشرّع للحلال بغير وحي!!

في سياق بيان تهافت ظاهرة الإلحاد الشحرورية «السُنّية المذهب»، وأنها لا تقوم على أي أساس علمي، ولا منطقي، إليكم هذه المأساة الفكرية «العقدية» الجديدة:

أولًا:

يجب أن نفرق بين «الأسلوب» الذي يُعبّر به المتكلم عن المعاني التي يريد إيصالها للناس، بألفاظ وجمل إنشائية، والذي تتكلم به معظم شعوب العالم، وهو ما يُسمى بـ «اللغة العامية».

و«الأسلوب البلاغي» الذي يحمل جملًا يُصيغها المتكلم صياغة لغوية حسب مقتضى الحال، ووفق أصول اللغة العربية وعلم البيان.

فـ «البلاغة» تعني «الفصاحة»، نقول رَجُل بليغ، أي يختار اللفظ البديع المعبر عما في قلبه.

و«البلاغة» تعني بلوغ الشيء ووصوله منتهاه.

ثانيًا:

ويجب أن نفرق بين البلاغة كـ «مكوّن أساس» للسان العرب الذي نزل به القرآن، و«البلاغة» كعلم، مثل سائر علوم اللغة التي دُوّنت في عصور متأخرة عن عصر الرسالة.

فعندما دوّن أئمة اللغة العربية كتبًا في علوم اللغة، قاموا بهذا العمل على أساس تواصل حلقات اللسان العربي الذي فهموا به القرآن حتى عصر التدوين.

وعندما وضع أئمة اللغة «مصطلحات» للأساليب البيانية التي حملها القرآن، فقالوا:

١- «علم المعاني»:

للتعبير عن المعنى بالإيجاز والإطناب والمساواة.

٢- «علم البيان»:

لبيان الصور المجازية، من تشبيه واستعارة وكناية.

٣- علم البديع:

يحمل المُحسّنات التي تجعل الكلام مطابقا للواقع، وتنقسم إلى:

(أ) محسنات معنوية: «التورية، المشاكلة، الطباق..»

(ب) محسنات لفظية: «الجناس، السجع..»

فإنهم لم يفعلوا ذلك وفق هواهم، وإنما استنادًا إلى نفس الأساليب البيانية البلاغية الموجودة في القرآن، والتي عرفها العرب من قبل بعثة الرسول.

ثالثًا:

ولذلك فَرّق القرآن بين «القول البليغ»، و«البلاغ»، في سياق كشف مكائد المنافقين، حيث خاطب الله رسوله محمدًا قائلاً:

«وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً»

١- نلاحظ أن الله لم يقل «القول البليغ»، ليفهم منه «تبليغ القرآن»، وإنما قال «قَوْلاً بَلِيغاً» بغير تعريف، لأن المقصود أن «يُبلّغ» الرسول المنافقين «كلام الله»، مع وضع أيديهم على ما يحمله القرآن من «أساليب بلاغية»، يجب عليهم «تدبّرها» لعله يؤثر في قلوبهم، فيدركون حقيقة أحوالهم.

ولذلك جاء الأمر بـ «تدبر القرآن» للمنافقين، مع كونهم من «أهل اللسان العربي»، الذين لا يحتاجون إلى أدوات تدبر مثلنا، فقال تعالى:

«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»

٢- وهذا «القول البليغ» جاء بصيغة بلاغية أخرى في سياق بيان موقف موسى وهارون، عليهما السلام، من فرعون، فقال تعالى:

* «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى»

* «فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى»

فـ «قَوْلاً لَيِّناً» لا يتحقق إلا إذا كان «قَوْلاً بَلِيغاً» يصل إلى قلب فرعون، «لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».

٣- فليس المقصود بقوله تعالى:

«وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً»

أن «يبلغ» الرسول القرآن، لسببين:

(أ) أن مهمة «البلاغ» قد تحققت في الشق الأول من الجملة:

«وَقُلْ لَهُمْ»: أي «بلغهم».

(ب) أن «بَلِيغاً» صفة لـ «قَوْلاً»، على وزن «فَعِيل»، أي أن المطلوب ليس «البلاغ» فقط، وإنما بلاغًا «بليغًا» يحمل من الأساليب «البلاغية» ما يؤثر في القلوب.

٤- أما «البلاغ»، بمعنى نقل النصوص من مكانها إلى مكان آخر دون أي تغيير، فقد ورد بهذا المعنى في سياقات أخرى كقوله تعالى:

* «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ»

* «هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ»

رابعًا:

تعريف «شحرور» لـ «البلاغة»:

١- ينفي «شحرور» معنى «البلاغة» الذي سبق بيانه، ويقول:

«البلاغة»: أن يصل ما يريده المتكلم إلى السامع، منها:

* «مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ»

٢- يخلط «شحرور» بين «القول»، و«الكلام»، و«النطق»، هذه الفروق التي خصصت لبيانها المنشور السابق.

وهذا ما أوقعه في أخطاء ما كان لمثله، كنجم من نجوم المعاصرة، أن يقع فيها، فيقول:

# و«البلاغة» مستويات، أدناها «لغة الإشارة»، وأعلى مستوى «البلاغة» هو التنزيل الحكيم، فلا يوجد فيه حرف واحد زيادة، فإذا تغير حرف تغير المعنى، مثال:

«قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ..»

فهذا يعني أن هناك إثم وبغي بـ «حق»، للضرورة!!

خامسًا:

أقول: انظر وتدبر عندما يحمل كلام «شحرور» ما يهدم نفسه:

يقول: «وأعلى مستوى البلاغة هو التنزيل الحكيم، فلا يوجد فيه حرف واحد زيادة، فإذا تغير حرف تغير المعنى»

١- ما علاقة معنى هذه الجملة، بتعريفه لـ «البلاغة»:

«أن يصل ما يريده المتكلم إلى السامع»؟!

إن «التنزيل الحكيم» هو «كلام الله»، بجمله وسياقاته وأساليبه البيانية..، ينقله الرسول كما هو إلى السامعين، بدليل أنه استند إلى قوله تعالى:

* «مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ»

٢- إذن فـ «شحرور» لا يتحدث عن البلاغة بمعنى «التبليغ»، وإنما يتحدث عن «علوم البلاغة» التي أنكرها في بداية حديثه، ومن هذه العلوم «علم المباني»!!

إن قوله «فإذا تغير حرف تغير المعنى» هو قاعدة في علم البيان تقول «تغير المبنى يُغيّر المعنى»، إذن فهو يتعامل مع «علم البلاغة» السابق الإشارة إليه في «أولا»!!

٣- ثم يعطي مثالا عن أن تغير حرف يعني تغير المعنى:

«قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ..»

ويُعلق عليه قائلًا:

«فهذا يعني أن هناك إثم وبغي بـ حق، للضرورة»!!

فما علاقة قوله هذا، بتعريفه لـ «البلاغة» أنها «بلاغ»؟!

لقد بلغ رسول الله هذه الآية كما هي، وهذا هو «البلاغ»، أما «شحرور» فلا يتحدث عن «البلاغ»، وإنما عما حمله «البلاغ» من «أساليب بلاغية».

وهذا ما دفع «شحرور» إلى استنتاج «أن هناك إثم وبغي بـ حق، للضرورة»، بصرف النظر عن صحة أو عدم صحة قوله هذا!!

سادسًا:

لقد ظهرت «المذهبية السنية»، في هذا الحوار، واحترام «أئمة أهل السنة»، والقول بعدم وجود «ترادف» في القرآن، وقول «شحرور»:

«الشيء المرعب الذي أذهلني وقت أن عرفت الفرق بين القرآن والكتاب!!

١- أقول:

لقد قمت بالرد على «أزمة الترادف» في المنشور قبل السابق، وبيّنت كذب ادعاء «شحرور» أن «ابن فارس» ينكر الترادف، وبيّنت تهافت التفريق بين «الكتاب والقرآن»، لمن يريد الرجوع إليه.

٢- يدعي «شحرور» أنه يفهم الفرق بين «النبي» و«الرسول»، فإذا جاء إلى الآيات التي وردت فيها كلمة «النبي»، أو «الرسول» نراه لا يعلم شيئًا عن هذا الفرق!!

لقد بدأ بمسألة الفرق بين جاء وأتى وآتى، وهي مسألة أصبح الصغار اليوم يعلمون كيف يقفون على مثل هذه «الفروق اللغوية» في دقائق من على الشبكة!!

ولكن المهم في هذا السياق قوله:

# «لم أجد في كل قواميس اللغة العربية الفرق بين جاء وأتى»

وهذه الجملة لا تصدر عن عالم إلا إذا تحقق من صحة محتواها بنسبة ١٠٠٪، أما شحرور فقد قالها بغير تحقيق علمي!!

# فها هو الحسن العسكري، «ت ٣٩٥هـ»، يقول في معجم الفروق اللغوية، وهو من أمهات الكتب المعتبرة:

«الفرق بين قولك جاء فلان وأتى فلان: أن قولك جاء فلان كلام تام لا يحتاج إلى صلة، وقولك أتى فلان يقتضي مجيئه بشيء، ولهذا يقال جاء فلان نفسه، ولا يقال أتى فلان نفسه، ثم كثر ذلك حتى استعمل أحد اللفظين في موضع الآخر».

سابعًا:

ويزيد «شحرور» الطين بلة، فيقول عن الفرق بين قوله تعالى:

* «وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»

وقوله تعالى:

* «وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً»

أن «جِئْنَاكَ» أي من الله، أما «آتَاكُمْ الرَّسُولُ» فمن عند محمد، فقد سمح الله له أن «يُشرّع» بتنظيم الحلال، وتنظيم «الحلال» لا يحتاج إلى «وحي»، أما «الحرام» فلا أحد يتدخل فيه لأنه من الله!!

أقول:

١- الحقيقة أن لا أعلم ولا أفهم من أين جاء «شحرور» بهذا القول المتهافت الذي ينسبه إلى الله تعالى:

«قد سمح الله له أن يُشرّع بتنظيم الحلال»!!!

٢- إن استخدام السياق القرآني لكلمة «الرسول» يعني أن السياق يتحدث عما يحمله «النبي» من «قرآن»، يقوم بتفعيله في حياة الناس دون تدخل منه بِحلٍ أو حُرمة.

٣- الجملة التي استقطعها «شحرور» من سياق آية سورة الحشر، وهي «وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ»، وفَهَمَ من فعل «آتى» أن الله فوض رسوله في تنظيم أحكام الحلال.

يبدو أنه كان «نائمًا» وهو يستند إلى هذه الآية ولا أقول كان يتدبرها.

فإذا كان فعل «آتَاكُمْ» يتعلق بتنظيم الحلال، إذن فماذا عن فعل «نَهَاكُمْ» في قوله تعالى بعدها:

* «وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»؟!

أليست هذه الآية تحمل «أمرًا» و«نهيًا»، أي أمرًا بـ «الحلال»، ونهيًا عن «الحرام»، يقوم بهما «الرسول»، استنادًا إلى «أحكام القرآن»، وليس إلى تفويض الله له بالتشريع، كما يدعى «شحرور»؟!

٣- عندما أمر الله رسوله بإقام «الصلاة»، وبيّن له كيفية أدائها بوحي غير قرآني، كما سبق بيان ذلك في عشرات المنشورات، وقد عَلّمَ الرسول الذين آمنوا هذه الكيفية، وكان يصلي معهم في «المسجد الحرام».

ونقلت الأجيال المسلمة هذه الكيفية، بالتقليد والمحاكاة عبر منظومة التواصل المعرفي.

فإن السؤال الذي يفرض نفسه:

هل إذا لم يصل أحد من المسلمين بنفس الكيفية التي بيّنها الله لرسوله، يكون قد ارتكب «محرمًا» لأنه عصى الله «الذي أمر»، وعصى رسوله الذي بَيّن الكيفية دون نص قرآني يشير إليها؟!

محمد السعيد مشتهري

https://youtu.be/BRoXrpcOaSo

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى