لم تتعلم شعوب، ما يسمى بالعالم الثالث، أصول المنهج العلمي في التفكير والبحث، لا في البيئة التي تربت فيها، ولا في مرحلة التعليم الأساس، وكان الهم كل الهم أن ينجح الأولاد في مراحل [التعليم] المختلفة، بفضل العلوم المعلبة في الكتب…، وأن يتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم، من [تديّن وراثي] مذهبي، دون علم، ولا فهم، ولا وعي!!
إن سقوط “النهضة الإسلامية”، ، لم يكن بسبب “الدين الإسلامي”، الذي حمل للناس نصوص “آية قرآنية”، تخرجهم من الظلمات إلى النور، ولا بسبب عدم توافر أدوات وآليات النهضة…، ولا بسبب “المؤامرة” على المسلمين…، وإنما بسبب سقوط [القلوب المتفقه]، “قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا”، [القلوب العالمة] “وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ”، [القلوب السليمة]، “إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، [القلوب المنيبة]، “وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ”، [القلوب الذاكرة]، “مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ”…، بسبب سقوط هذه القلوب في دوّامة التقليد الأعمى، والاتباع بغير علم!!
لقد سقطت “النهضة الإسلامية” عندما سقط [العلم] من قلوب المسلمين، وبعد أن أُصيبت القلوب بـ “فيرس” التغييب العقلي، وبعد أن أصبح الشغل الشاغل للأئمة وعلماء ودعاة المسلمين أن يعالجوا “العرض” وليس “المرض”، فكانت النتيجة المنطقية أن يغيب نور العلم عن قلوبهم [نور الآية القرآنية]، كان من المنطقي أن يُخرجوا الناس من النور إلى الظلمات، ظلمات الجاهلية الأولى، التي أنقذهم الله منها، “وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا”!!
لقد أضاع أئمة وعلماء ودعاة المسلمين قرونا من الزمن في علاج الأعراض بالمسكنات [المواعظ المعلبة]، ولم يعالجوا المرض: مرض “التقليد الأعمى”، مرض “الاتباع بغير علم”، مرض “التديّن الوراثي”، مرض “الفرقة والمذهبية”، مرض حلم “الخلافة الإسلامية”، مرض “التخلف الحضاري”….، ويستحيل أن يكون هذا المرض هو “نظرية المؤامرة”، التي أصبحت “شماعة” المتخلفين عقليا وعلميا!!
* وَأَلَّفَ بَيْنَ [قُلُوبِهِمْ] لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ [قُلُوبِهِمْ] وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ [بَيْنَهُمْ] إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”