نحو إسلام الرسول

(1089) 15/4/2018 «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»

أولًا:

لقد اتفقت مراجع اللغة العربية على أن لفظ «الصوم» و«الصيام» مصدران لفعل «صام»، بمعنى واحد، وفي مقدمتها:

١- «لسان العرب – ابن منظور»:

(أ) «الصَّوْمُ»: تَرْكُ الطعامِ والشَّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ.

صامَ يَصُوم صَوْماً وصِياماً واصْطامَ، ورجل صائمٌ وصَوْمٌ من قومٍ صُوَّامٍ وصُيّامٍ وصُوَّمٍ بالتشديد، وقيل هو جمعُ صائمٍ

(ب) «الصَّوْمُ»: في اللغة الإمساكُ عن الشيء والتَّرْكُ له، وقيل للصائم صائمٌ لإمْساكِه عن المَطْعَم والمَشْرَب والمَنْكَح، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام.

٢- «مقاييس اللغة – ابن فارس»:

«صَوَمَ»: الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِمْسَاكٍ وَرُكُودٍ فِي مَكَانٍ، مِنْ ذَلِكَ صَوْمُ الصَّائِمِ، هُوَ إِمْسَاكُهُ عَنْ مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَسَائِرِ مَا مُنِعَهُ.

وَيَكُونُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ صَوْمًا، قَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

«إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا»

إِنَّهُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ وَالصَّمْتِ.

٣- «تاج العروس – الزبيدي»:

«الصَّوْمُ»: صَامَ، صَومًا وصِيامًا، واصطام، إذا أمسك.

ثانيًا:

١- ورد لفظ «الصَّوْم» في القرآن مرة واحدة، وهي قوله تعالى:

«فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا»

ومن قواعد اللغة إذا جاءت صياغة المصدر من «فَعَلَ» بـ «فَعْل» بسكون الوسط، دل ذلك على مطلق المصدرية، وهو المقصود بـ «صَوْم» في قوله تعالى:

«إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا»

أي كلما ترى مريم أحدًا من البشر تقول له إني نذرت للرحمن «صوْما»، فهي ليست ممنوعة من الكلام، بوجه عام، بقرينة «فَقُولِي»، أي أنها ستتكلم مع كل من يريد أن يتكلم معها، وتقول إنها «نَذَرْتُ..».

٢- ونلاحظ أن الله تعالى أمر مريم في نفس الآية بالأكل والشرب:

«فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً»

لبيان أن هذا «الصَوْم» لا علاقة له بالأكل والشرب، كما لا علاقة له بالامتناع الكامل عن الكلام، كما سبق بيانه، وأن هذا «الصَوْم» سينتهي عند موقف وتوقيت محدد، عند مواجهة قومها، فتدبر:

* «فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً»

* «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً»

وانتهى «الصَوْم» بكلام عيسى، عليه السلام:

«قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً»

٣- ولذلك، ووقف أصول البحث العلمي، وحسب ما ورد في السياق القرآني، فإن لفظ «الصَوْم» يكون خارج إطار الحديث عن فريضة وأحكام «الصيام»، تمامًا.

ثالثًا:

فإذا صِيغَ المصدر على وزن «فِعَال»، وهو كثير في كلام العرب:

«صوم – صيام»، و«ضوء – ضياء»، و«عوذ – عياذ»

فقد زاد المبنى للفظ «فَعْل» حرفًا «فِعَال»، والقاعدة تقول:

«الزيادة في المبنى زيادةٌ في المعنى»

١- فيكون الفرق بين الصَوْم «فَعْل»، والصِّيَام «فِعَال»، أن الثاني من المعاني التي تتولَّد من «المفاعلة»، ومنها المجاهدة، والمقاومة، والتصدِّي..، حسيًا ومعنويًا.

وهذه «المفاعلة» هي الحالة التي يكون عليها «الصائم» عند:

«الإمساك عن الطعام والشراب والجماع»

أما «الصَوْم» فلا يحمل معاني «المفاعلة» مثل «الصِّيَام».

٢- ولقد ورد لفظ «الصِّيَام» في سبعة مواضع، والموضع الحاكم لمعناه السابق ذكره، وتؤيده مراجع اللغة العربية، وهو قوله تعالى:

* «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ – ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»

والذي على أساسه نفهم باقي المواضع، ومنها:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

* «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ..»

* «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ»

رابعًا:

عندما يبدأ السياق المتعلق بـ «أحكام الصيام» هذه البداية:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ، فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ، وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ، إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»

ثم لم يكتف الله بهذه الآية، التي نص فيها على أحكام للصيام، وقال بعدها:

«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»

وكرر نفس الحكم مع اختلاف أول حرف وكلمة «مِنكُم»:

فقال في الأولى:

«فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»

وقال في الثانية:

«وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»

١- إذن يجب أن نتوقف وقفة تدبر، ونسأل أنفسنا:

لماذا لم تأت الآية الثانية فقط، وهي التي حددت شهر «الصيام»، ومن الذين رخص الله لهم بالإفطار مع «فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، وهي التي قال الله فيها:

«يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»

ولم ينص على هذا «اليسر» في الآية الأولى؟!

في مثل هذه الحالات، يجب الاستعانة بـ «علم السياق»، وتدبر سياق الآيات التي وردت في الموضوع، فسنجد أنفسنا أمام الآية «الأم» وهي قوله تعالى:

* «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ»

* «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ»

* «عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ»

* «فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ»

* «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ»

* «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»

٢- والسؤال:

من هم الذين خاطبهم الله بأحكام هذه الآية؟!

كما هو معلوم لكل متدبر للقرآن، أن الخطاب القرآني نزل يخاطب المعاصرين للنبي «في المقام الأول».

ثم تنسحب جميع آيات القرآن وأحكامه على الناس جميعًا إلى يوم الدين، باستثناء ما كان خاصًا بعصر التنزيل، الذي ترك الله آياته، لا للعمل بأحكامها بعد موت النبي، وإنما للنظر في مقاصدها العامة.

وما سبق بيانه لا علاقة له بما يُسميه أئمة السلف بـ «الناسخ والمنسوخ»، فلا نسخ في القرآن، وإنما بـ «مرحلية التشريع».

خامسًا:

إن مفتاح فهم «الآية ١٨٧» من سورة البقرة في يد «علم توجيه الضمائر»، فتعالوا نتدبر إلى من تعود هذه الضمائر:

* «أُحِلَّ لَكُمْ – نِسَائِكُمْ – لِبَاسٌ لَكُمْ – كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ – مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ – حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ – وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ..»

١- لا شك أنها تعود إلى المؤمنين، وذلك في مرحلة من مراحل تشريع أحكام الصيام، بقرينة قوله تعالى في نفس سياق الآية:

* «عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ»

والذي يستحيل أن ينسحب حكمه على المؤمنين بعد عصر التنزيل.

وهذه الجملة، هي البرهان قطعي الدلالة على أن «أحكام الصيام» نزلت على مرحلتين:

المرحلة الأولى «الآيتان ١٨٣-١٨٤» وقوله تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ …»

المرحلة الثانية «الآية ١٨٥» وقوله تعالى:

* «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ …»

٢- إن قوله تعالى:

«عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ»

يُبيّن أن إتيان النساء، في مرحلة التشريع الأولى، كان محرمًا أيام الصيام، وكانت «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، سواء كان بالليل أو النهار، الأمر الذي وجد بعض المؤمنين فيه مشقة، فكانوا يأتون النساء.

و«الاختيان» مراودة النفس على مباشرة النساء حتى يقع فيها.

ولم يقل الله «كُنتُمْ تَخُونُونَ أَنفُسَكُمْ» لأنها لم تكن خيانة منهم، ولذلك تاب الله عليهم «فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ» لعلمه أنها كانت مرحلة ترغيب في الصيام.

ولذلك استخدم أسلوب الترغيب عند الإشارة إلى عدد أيام الصيام بقوله تعالى
«أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، ومعلوم أن الأيام المعدودات لا تطلق على «شهر».

سادسًا:

١- لقد كان الصوم، في أول الأمر «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، وذلك في سياق التربية والتدريب، ثم خيّرهم الله بين صوم الأيام أو الفدية، فمن شاء صام ومن شاء أطعم:

* «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»

ثم حثهم على المزيد من إطعام المساكين:

* «فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ»

مع بيان أن الصوم أفضل لهم:

* «وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»

٢- ثم نزلت الأحكام النهائية:

(أ) إلغاء «التخيير» بين الصوم والفدية، بقوله تعالى:

* «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»

وجاء بـ «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» محل «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، للتأكيد على إلغاء «التخيير».

(ب) إباحة إتيان النساء ليلة الصيام:

* «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ»

(ج) فرض على كل مؤمن صيام شهر رمضان، باستثناء:

* «وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»

ونلاحظ حذف كلمة «مِنْكُمْ» من سياق هذه الآية، وقد كانت موجودة في الآية السابقة الخاصة بمرحلية التشريع:

«فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»

لأن كلمة «مِنْكُمْ» جاءت قبلها في التشريع العام الدائم، المفروض على كل مؤمن علم بثبوت هلال شهر رمضان:

* «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»

سابعًا:

يُفهم من سياق قوله تعالى في «الآية ١٨٥»:

«يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ»

١- المريض والمسافر اللذان كان مرضهم وسفرهم عارضًا، ويستطيعون صيام هذه الأيام بعد انتهاء شهر رمضان:

* «فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»

٢- المريض الذي لا يُرجى شفاؤه، لا عدة عليه ولا فدية، إلا إذا كان ذلك من باب «الصدقة».

٣- الذي يؤدي عملًا «مؤقتًا» من طبيعته بذل جهد شاق، وصيامه يؤثر على أدائه هذا العمل، يفطر وحكمه:

* «فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».

٤- أن الذي يؤدي عملا «مستديمًا»، من طبيعته بذل جهد شاق، وصيامه يؤثر على أدائه لهذا العمل، حكمه:

يفطر، وليس عليه صيام، ولا شيء عليه، إلا إذا كان ما ينفقه من باب «الصدقة».

ثامنًا:

ونلاحظ:

١- أن «الْعُسْرَ» هو السبب الرئيس الذي يجعل الصائم يفطر، وليس السفر أو المرض فقط.

٢- أن «الْيُسْرَ» في إباحة الإفطار عند وجود «الْعُسْرَ»، فقد يستطيع المسافر بالطائرة أن يصوم بدون عسر ومشقة، فإذا زال «الْعُسْرَ» وجب الصيام.

٣- لذلك أمر الله بعدها المؤمنين بإكمال عدة الشهر:

* «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»

٤- عندما رخص الله للمريض والمسافر الإفطار، اشترط إكمال عدة أيام الشهر، «وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ»، وهذا تأكيد آخر على إلغاء شريعة «التخيير» بين الصوم ودفع الفدية، لأن إكمال عدة الصيام فريضة.

محمد السعيد مشتهري

https://youtu.be/sqino_rs80o

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى