لا تشغل نفسك بهدم «البناء المعوج»، فقد يستغرق ذلك منك سنوات، وربما قرونًا، كـ «تفرق المسلمين في الدين».
ولكن اشغل نفسك بهدم القواعد التي قام عليها البناء، فيسقط بكامله.
فهل عرف رسول الله والذين آمنوا معه الفرق والمذاهب الإسلامية الموجودة اليوم، والقراءات المعاصرة والتنويرية على مذهب فرقة أهل السنة والجماعة، هذا «البناء الفكري» الضخم الذي يعيش بداخله المسلمون؟!
إن كان الجواب بـ «لا»، سقطت جميع الفرق الإسلامية، وجميع القراءات المعاصرة والتنويرية «السنية»، و«السنية الأحمدية»..، و«الشيعية»..، بكل تراثها الديني، ومعها جميع أصحابه، بجملة واحدة.
وإذا كان الجواب بـ «نعم»، وتقول كل فرقة نحن الذين نتبع الرسول!!
فهذا هو حال المسلمين منذ قرون مضت، المتصل الحلقات إلى يومنا هذا، بجميع توجهاتهم الدينية!!
ولا تخدعنكم الرايات التي يرفعها أصحاب كل توجه ديني على مشروعه الفكري، فلم تخلو فرقة من الفرق، منذ ظهورها، من قراءات معاصرة وتنويرية وإلحادية، كما تشهد بذلك أمهات كتب الملل والنحل.
فالذين يتصورون أن أصحاب ما تُسمى بـ «القراءات القرآنية» المعاصرة والتنويرية قد جاؤوا بجديد عن سلفهم، واهمون، وبرهان ذلك أن تنظر إلى الإنتاج الفكري لكل واحد منهم، وسنجد أنه يلبس ثوب المعاصرة والتنوير على مذهب الفرق التي ولد فيها!!
والحقيقة أن هذه ليست مشكلة «المتبوعين» وإنما هي مشكلة «التابعين» الذين يتبعونهم بغير تفكير ولا منطق ولا علم..، إلا منطق «استفت قلبك».
وهذه هي النصيحة التي قدمها «شحرور» لأتباعه في ختام حديثه عن عدم وجوب فريضة «الصيام»، وإنما هي على سبيل «التخيير»، فقال:
«وأنا أنصح كل إنسان ألا يسأل أحدا، عليه أن يُقرر بنفسه:
«الفدية» أم «الصوم»
لأن كل إنسان يعلم ظروفه!!
فلا تسألوا أحدًا، اسألوا أنفسكم فقط، واعلموا أن هذا مقبول، وهذا مقبول، لأنه الله يقول:
«وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ»
وهذا «منكر» يجب النهي عنه بـ «العلم»، خاصة أنه يسري في قلوب الشباب و«أهل الشهوات» بصورة تؤكد ما أقوله دائما:
إن «الطيور على أشكالها تقع»
مع المنشور القادم
محمد السعيد مشتهري