يقول الله تعالى:
* «لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ»
* «مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ»
فمن هم «الَّذِينَ كَفَرُوا» الذين يقصدهم الله منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا؟!
يقول الله تعالى في سورة محمد:
* «الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ»
* «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»
ثم جاء بعدها ببيان أن الله لن يقبل «الإيمان والعمل الصالح» إلا بشرط:
* «وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ»
ثم بيّن الله أن الذين آمنوا برسول الله محمد هم الذين:
* «كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ»
وأن الميزان الذي يُعرف به الفرق بين الكافر والمؤمن هو الاتباع:
* «ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ»
* «وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ»
والسؤال الذي سيفرض نفسه، وسط منظومة الحاد القراءات القرآنية، المعاصرة والتنويرية:
كيف بعد هذه النصوص، قطعية الدلالة، يقول «مسلم عاقل» إن الذين لم يؤمنوا «بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ» مؤمنون مسلمون، أَفَلا تَعْقِلُونَ؟!
المسألة الأولى:
ولذلك لم يكن غريبًا أن نجد هرجًا ومرجًا وجهلًا.. من أتباع ظاهرة الإلحاد «الشحرورية»، بعد الرد العلمي عليه في مسألة من أحكام المواريث، وهي إتيانه بـ «ذكر واحد» يكون موجودًا دائما في «المعادلة الرياضية» لتوزيع الأنصبة:
* «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ»
فتعالوا أبيّن لكم القانون الرياضي السهل الميسر، الذي لا يحتاج إلى دكتوراه في الهندسة، ولا في الرياضيات، ولا في أصول الشريعة:
«كلمتان» في الآية هما «مِثْل – حَظ»، نخرج إلى هذه النتيجة:
«حصة الذكر تعادل – مِثْلُ حَظِّ – الأنثيين معًا»
والسؤال:
لماذا جاء بهذا التعبير البلاغي «مِثْلُ حَظِّ»، لماذا لم تحذف كلمة «حظ» من السياق ليكون المعنى:
«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ (..) الْأُنْثَيَيْنِ»
أولًا:
إن الله تعالى يُخاطب بهذه الأحكام من هم على دراية بعلوم اللغة العربية، الذين يعلمون أن مجيء «مِثْلُ حَظِّ» يعني:
أن الحديث ليس عن «عدد»، وإنما عن «أنصبة»:
أي أن للرجل نصيب «أُنْثَيَيْنِ»: «أنثى + أنثى»
إذ لو كان المقصود «العدد» لقال تعالى:
«لِلذَّكَرِ مِثْلُ الْأُنْثَى»
ليكون للذكر «١٠٠» وللأنثى مثله «١٠٠» وتنتهي القضية.
ثانيًا:
«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ»
# الأولاد = «ذكورًا وإناثًا»
* يأخذ كل ذكر سهمين، وتأخذ كل أنثى سهمًا واحدًا.
أما «شحرور» فيقول:
* يأخذ كل «ذكر» سهمًا واحدًا، وتأخذ كل «أنثى» سهمًا واحدًا، لا فرق بين الذكر والأنثى.
# ولا أعلم من أين جاء بهذا الإلحاد في الحكم!!
ثالثًا:
«فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ»
* فإن لم يترك الميت إلا إناثا، وكُنَّ فَوْقَ اثْنَتَيْنِ:
يُقسّم ثلثا الميراث بينهن بالتساوي.
أما «شحرور» فيقول:
* يرث الذكر «ثلث» الميراث، و«الثلثان» بين البنات بالتساوي.
# ولا أعلم من أين جاء بهذا «الذكر»، وبهذا الإلحاد في الحكم؟!
رابعًا:
«وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ»
* فإن لم يترك الميت إلا أنثى واحدة: ترث نصف الميراث.
أما «شحرور» فيقول:
* يعطى الذكر «سهم» والأنثى «سهم»!!
ولا أعلم من أين جاء بهذا «الذكر»، وبهذا الإلحاد في الحكم؟!
خامسًا:
١- أما ما تبقى بعد توزيع الفروض التي نصت عليها الآية، أصولًا وفروعًا، مما سكت عنه القرآن، ينفق في أوجه الخير.
٢- إن أحكام المواريث تتعلق بورثة «الميت»، فإذا شعر الإنسان أن الخلاف حولها لا يريح عقله، يوزّع ثروته قبل موته، «ويريّح مخه»!!
المسألة الثانية:
إن الذين يبحثون عن بدعة دينية يُخرجونها للناس كل يوم، لا يعلمون أن الله يستحيل:
أولًا:
أن يتعهد بحفظ «الآيات القرآنية»:
أي بحفظ الآيات المقروءة في الكتاب
دون حفظ «مقابلها الكوني»:
أي دون حفظ مُسمّيات كلمات هذه الآيات.
ولذلك لم يقل الله إنه تعهد بحفظ القرآن، أو بحفظ الكتاب، وإنما قال إنه تعهد بحفظ «الذكر»:
أي تعهد بحفظ «الكلمة» القرآنية، وحفظ «مُسمّاها» الذي يستحيل «تذكر» الكلمة دون أن يكون لهذا «المُسمّى» صورة ذهنية في قلب قارئ القرآن، والتي تعلمها العرب جميعًا في طفولتهم.
ثانيًا، أمثلة:
١- إن «المقابل الكوني»، أي «المُسمّى» لكلمة «الشمس»:
«وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ»
هو الذي انطبعت صورته في قلوب الناس جميعا في طفولتهم.
# وليس في القرآن صورة للشمس.
٢- إن «النادي» الذي عرفه قوم لوط:
«وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ»
هو مكان «الترفيه» الذي عرفته شعوب العالم، ويعرفه المسلمون اليوم.
# وليس في القرآن صورة للنادي.
٣- إن «المسجد الحرام» الذي صلى فيه رسول الله محمد في عصر الرسالة، هو الذي يصلي فيه المسلمون اليوم، نراه في جميع أنحاء العالم.
# وليس في القرآن صورة للمسجد.
٤- إن الأصول العامة لـ «هيئة الصلاة» التي أقامها رسول الله في المسجد الحرام الذي جعله الله قبلة المسلمين في صلاتهم:
«فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»
هي نفس الأصول التي يؤدّيها المسلمون اليوم في جميع مساجد العالم، وهم يتخذون «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» قبلتهم.
# وليس في القرآن صورة لهذا المسجد!!
٥- لقد نزل القرآن يُبيّن للمسلمين نهاية فترة صيامهم بقوله تعالى:
«ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»
لقد استخدام السياق كلمة «إلى» لبيان أن الصيام ينتهي عند أول درجة من درجات ظلمة الليل، وهذه الدرجة حددها علماء الفلك، على مستوى العالم، بغروب الشمس.
# وقد يسأل سائل:
فماذا عن الذي يعيش في أعماق البحار، أو على القمر، أو في بلاد قطبية..، حيث لا توجد شمس؟!
# والجواب:
هذه حالات لها أحكامها الخاصة، والمنشور عن الأحكام المرتبطة بوجود «الشمس».
٦- والقرآن لم يحمل بيانًا وخريطة لمواقع أداء المناسك والشعائر التي أدى عليها النبي والمسلمون فريضة الحج:
* «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً..»
كما لم يحمل بيانًا لأسماء «أشهر الحج»:
* «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ..»
ولم يحمل بيانًا بمواقيت الأيام التي تؤدى فيها هذه الفريضة:
* «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ»
* «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»
إذن فكيف يؤدي «المسلمون» فريضة الحج، قبل إيمانهم وإقرارهم وتصديقهم بحجية «منظومة التواصل المعرفي» التي يستحيل العمل بأي حكم من «أحكام القرآن» إلا من خلالها؟!
ثالثًا:
أقول للذين يُضِلّون الناس بغير علم، ويُلحدون في «أحكام القرآن»:
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك، أنكم «أهل بدع»، تبحثون عن أي بدعة تُسقطون بها ما ورد في «فقه السلف» حتى لو وافق القرآن!!
وهذا ما جعلكم تتهمون «محمد مشتهري»، الذي كفر بجميع الفرق الإسلامية، وبتراثها الديني، ولا يعلم مرجعية لـ «دين الإسلام» غير «القرآن»، حسب المنهجية العلمية التي وضعها لدراسة آياته.
تتهمون «محمد مشتهري» بأنه «سلفي»، «أزهري»، لم يأت مشروعه الفكري بجديد..، إذا جاء بأي شيء يوافق ما ذهب إليه فقهاء السلف!!
لذلك أكرر ما يجب أن يعلمه الناس جميعًا عنكم، وشهدت به تعليقاتكم على هذه الصفحة، منذ إنشائها عام «٢٠١١م»:
* أنتم جُهّال، ضالون مُضلّون.
* لا يجب أن يؤخذ منكم فهم حرف واحد من كلام الله.
* وإن كان مشايخكم «السُنّيون» قد استطاعوا استغفال الملايين من أتباعهم.
* فلن يستطيعوا خداع العلماء ولو لم يتبعهم أحد.
محمد السعيد مشتهري